رد: احداث ومنوعات الثلاثاء 28-4
هيَّا بنا.. نتسلّف!
عبدالله صايل
وجمعها في الدارج «أسلاف»!
وهي جملة ما يقدم عليه المواطن السعودي من عمليات اقتراض لدواع كثيرة، منها على سبيل المثال لا «الحكر»:
العلاج في المستشفيات الأهلية، السفر، سداد الإيجار، شراء سيارة، دفع رسوم المدارس الأهلية، شراء هدية للمدام، سداد فواتير كهرباء، سداد فواتير هواتف نقالة، تركيب سيراميك للشقة... إلخ!
وهناك نوع آخر من تكديس الـ «أسلاف»، وهو ما يتصل مباشرة بطموحات متهورة جداً مثل:
بناء منزل أو شراؤه، شراء أرض، الدخول في مساهمات عقارية، الزواج من ثانية شرط أن تكون معلمة جميلة ومعينة على المستوى السادس بسبب حصولها على الماجستير!
والحقيقة أن كثيرا من صحبنا المواطنين هم من رفاق الأسلاف وهم، بواقع الحال، أهل لها! كما أن الدخول لهذا «الجروب» الضخم المعروف باسم «سلّفني» ليس بالأمر الصعب أو الشاق! فالعضوية الرسمية (البرونزية) تمنح لكل من بادر بالاستلاف ثلاث مرات وأكثر خلال عام هجري واحد! سواء كان المبلغ 500 ريال أو خمسة آلاف ريال.. كله واحد..! لأن الأساس في الموضوع هو عدم قدرتك على إدارة حياتك المالية بما تيسر لك من دخل، ويستثنى من هذا كل من قل راتبه الشهري عن ثمانية آلاف ريال ولديه أكثر من ثلاثة أطفال ولا تمارس زوجته رياضة أي وظيفة، ففي هذه الحال لا يمكن اعتبار الثمانية آلاف ريال راتباً.. بل يمكن اعتبارها «تصبيرة» أو «تعبيرة» أو حتى «توهيقة» لا يزيد عمرها على 15 يوماً في أحسن الأحوال!! وهذا النوع من «السلاّفين» ينضم فوراً للجروب ويجتاز العضوية (الفضية) ليحصل على العضوية (الذهبية)! لأنه ببساطة يضطر «للتسلّف» كل شهر تقريباً.. حتى لو من بطاقة ائتمان أخوه!
من المهم جداً التذكير هنا بأن أعضاء جروب «سلفني» الحقيقيين ليسوا نصابين! ولكنهم عاجزين عن الوصول لمرحلة السداد بسبب وقوفهم في «دحديرة» الاستدانة شديدة الميول. وأن ما أشيع عنهم من إساءات وصلت لوصمهم بالنصب والاحتيال مردود إلى اقتحام نماذج مسيئة ودخيلة على حالتهم الاقتصادية، وهي نماذج لا تمثل بأي حال من الأحوال نزاهة الطبقة الوسطى في السعودية!
س: ما الذي يحتاجه أعضاء جروب «سلـّفني»؟
ج: يحتاجون أولاً إلى تدخل مباشر من وزارة التجارة لمراقبة أسعار السلع وكبح الغلاء! وبما أن هذا شبه مستحيل في ظل انشغال الوزارة بتجديد الأثاث، وكان المولى في عونهم، فالاقتراح التالي هو أدنى للفحوى!..
كن قريباً منهم، استمع لهم، ولا تتردد أبداً في «الطبطبة» عليهم! وإذا كنت ممن أنعم المولى عليهم بستر الراتب من أول الشهر إلى آخره، فلا تكرر هذا كثيراً أمامهم، بل حاول أن تستعرض تجربتك في الشقاء عندما كنت تبني بيتاً أو تسدد قرض الأسهم الغادر!. ولا تمارس فوقيتك عليهم.. بإكالة التهم إليهم بأنهم لا يحسنون تدبير الأمور، إذ ربما كان مدبراً في أمر لن تدركه أنت في حياتك! ببساطة، حاول أن تشاركهم وتقاسمهم حصتهم الوجدانية في الشقاء!
الطبقة الوسطى تتآكل يا سادة يا كرام .. ومن الواجب حمايتهم ولو معنوياً!
|