[صقر قريش]

صالح محمد الشيحي

إذا تكرر.. تقرر!

العرب تقول "الكلام إذا تكرر تقرر". هل نستطيع القول: الخطأ إذا تكرر تقرر؟!. قبل أسبوعين أخرجت إحدى مدارس جدة عددا من الأطفال لزيارة مدينة ألعاب ملحقة بأحد المراكز التجارية، وكانت النتيجة سقوط أحد الأطفال قتيلا تحت عجلات إحدى الألعاب الكهربائية المتحركة، طويت القضية وتم إغلاق ملفها بالتقادم ـ والتقادم في بلادنا أسبوع واحد ، وليس عشرين أو ثلاثين سنة!! ـ
لم نسمع عن صدور أي قرار بأي عقوبة تحت طائلة الإهمال بحق مدير التعليم، أو مساعده للشؤون التعليمية، أو رئيس قسم النشاط الطلابي، أو مدير المدرسة، أو المعلمين المرافقين، بل ولم نسمع عن صدور أي قرار بحق المركز التجاري نفسه!
قضى الطفل بدم بارد.
أول من أمس تكرر الخطأ، مدرسة أخرى أخرجت عددا من الأطفال إلى أحد المسابح، وكانت النتيجة سقوط أحد الأطفال في المسبح، ومكث في قاع المسبح مدة تجاوزت ربع ساعة، ولا أعلم أين كان المعلمون المرافقون، وأين كان المنقذ، الطفل الآن يرقد تحت أجهزة التنفس الصناعي وحالته "غاية في الخطورة"!
ستطوى صفحة القضية، وسيتم إغلاق ملفها كما أقفل ملف القضية السابقة، ولن تسمعوا أبدًا.. أبدًا عن صدور أي قرار ـ مهما كان حجمه ـ بأي عقوبة تحت طائلة الإهمال بحق مدير التعليم، أو مساعده للشؤون التعليمية، أو رئيس قسم النشاط الطلابي، أو مدير المدرسة، أو المعلمين، أو المنقذ، بل ولن تسمعوا عن صدور أي قرار بحق مالك المسبح نفسه!
السؤال: في ظل هذا الإهمال والتسيب الواضح، هل يوجد ولي أمر طالب ـ بعد اليوم ـ سيسمح لابنه بالمشاركة في أي أنشطة طلابية خارج أسوار المدرسة؟!
إدارة تعليم جدة تودعكم على أمل اللقاء بكم في مصيبة أخرى!