عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2010   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 01-05-1431هـــ

صحيفة اليوم :الخميس 1 جمادى الأولى 1431هـ العدد 13453
مدرستنا القديمة
عزيزي رئيس التحرير
الماضي في مدينتا يتبعنا أنى ذهبنا! تجده متمثلا في لحية رجل وقور، وتارة يتمثل في رائحة دهن العود المنبعثة من لباس الجدة. الماضي له وجود أيضا في مدرستنا الابتدائية والتي كانت بيتا مستأجرا، واسمها مدرسة قتيبة بن مسلم الابتدائية الواقعة في مدينة المبرز بالإحساء، وهي عبارة عن بيت مستأجر مكون من طابقين وتضم أكثر من 12 فصلا ومقر للإدارة، وتضم أيضا مكانا للطابور الصباحي وصالة مفتوحة موجود بها طاولة تنس.
في صباح أيام الدراسة، تتعالى أصوات الأمهات لإيقاظ الأبناء من النوم لكي يستعدوا للذهاب للمدرسة. حيث نذهب للاستحمام وبعدها نتناول وجبة الإفطار التي تتكون من جبن و"جام جح" وبنات بتر (زبدة الفول السوداني). وبعد ذلك نفتح الشنطة الدراسية، وذلك للتأكد من وجود الكتب المقررة علينا. تحوي الشنطة دفاتر مرسوم على غلافها صور للملك فيصل رحمه الله. عندما نكون في وضع الاستعداد للذهاب للمدرسة تضع الوالدة في جيبنا منديلا قماشيا ملونا لاستخدامه للنظافة.
عندما نذهب للمدرسة، فإننا نذهب كمجموعات، حيث نمر على بعضنا البعض. الطريق إلى المدرسة يمر عبر أزقة ملتوية مفروشة بالرمل والحصى، حيث يسلكها أيضا رجال ونساء وحمير وخرفان ودراجات هوائية .. الخ. المشي إلى المدرسة يبدو وكأنه مسرحية. حيث تجد الطلاب يبحلقون في السيارات والمباني الجديدة وتارة تراهم يغنون أغنية "وشعلامش يالأسمرانية"، وبعد ذلك يمرون على البقالة ويشترون عصير برتقال، علبته زرقاء نطلق عليه اسم "عرنجوز".
عند الوصول إلى المدرسة، تجد بعض سياكل ودبابات (موتوسيكلات) المدرسين مصطفة أمام المدرسة، حيث إن ركوب تلك الدراجات يعتبر من المظاهر الرأسمالية. في صفنا الدراسي تتفاوت الأعمار بين الطلاب وقد يكون الفرق بيننا يتجاوز خمس (5) سنوات، لأن البعض بدأ الدراسة متأخرا. لم تتوافر ملاعب داخل مدرستنا، ومن اجل ذلك سمح لنا باللعب في الشارع الترابي المقابل للمدرسة، أما بالنسبة للكبار، فقد سمح لهم باللعب في مكان بيت خرب أطلق عليه اسم "الحوش الوسواسي". البدلة الرياضية كانت عبارة عن سروال ابيض مقلم بخط واحد طولي من كل جهة وفانيلة ملونة.
كان المسئول عن المقصف المدرسي احد مدرسي مادة العلوم. وعندما يتبقى "كيك" لم يبعه، فانه بجلبه في الحصة الأخيرة ويبدأ ببيعه علينا، ونحن نتقبل ذلك شاكرين وذلك لإسكات أجراس الجوع المزعجة.
بعد أن يرن جرس الانصراف من المدرسة، ننصرف إلى بيوتنا وفي الطريق نمر بمخبز اسمه مخبز الطائف، حيث تجذبنا إليه رائحة الكعك والساندويتش الحارة الشهية، حيث نشتري منه ذلك ونأكله ونحن في الطريق.
بعد صلاة المغرب، يتجول فراش المدرسة، ومعه دفتر غياب الطلاب، حيث يمر على بيوت الطلاب المتغيبين للاستعلام عن سبب غياب الأبناء.
لم تتواجد في مدينتنا مدارس خاصة آنذاك، وقد أدى ذلك لاختلاط أبناء الطبقات الميسورة مع أبناء الطبقة الكادحة. ومن فوائد ذلك أنني تذوقت للمرة الأولى طعم اللبنة والساندويتش من احد زملائي من ذوي اليسار والذي كان جم الأخلاق والمعشر.
سوالف مدرستنا القديمة كثيرة وكثيرة، وهي بحاجة للتوثيق لمعرفة الدروس المستفادة منها. اللهم أجزل الثواب لمن علمنا ولوالديهم وللمسلمين جميعا.
عبدالله ابراهيم المقهوي ،الأحساء
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس