عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2010   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الجمعة 2/5

الجزيرة :الجمعة 2 جمادى الأولى 1431هـ العدد 13714
الأنشطة الطلابية حماية من الأفكار الهدامة..!
يوسف بن يعقوب أباحسين *
عندما ننظر للعملية التعليمية في الشرق أو الغرب نجد أن الأنشطة الطلابية دائماً ما تكون رديفاً للمناهج العلمية المدرسية فهي تعزز فهم المواد الدراسية وتضيف الجانب العملي والمهارة الذهنية للطالب التي لا تغطيها المناهج المعاصرة مهما بلغت من الحجم فالمقرر الدراسي هو اجتهاد لتكريس مفاهيم أساسية في العلوم وفهمها لكنه لا يمكن أن يغطي الأنشطة التي تخدم تلك المناهج بصورها المأمولة فالطالب حبيس الفصل سرعان ما تنفتح نفسيته وينطلق عندما يذهب للمختبر أو يؤخذ في رحلة علمية مدرسية لزيارة مصنع أو دراسة بيئة وهذا الانشراح هو مدخل لقبول المعلومة بشكل سليم لأنها لمست حواس أكثر بالإضافة للتفاعل النفسي الأكثر جاذبية، فالطالب الذي يتعرف على نباتات البيئة في رحلة خلوية وعلى صخورها وعلى التضاريس البيئية لمنطقته يرى بعينيه ويلمس بيديه ويتعلم دروساً كثيرة في الدراسة الميدانية، وعندما ننظر إلى حاجتنا للأنشطة فنجد أننا بحاجة أكثر من غيرنا لتعزيز تلك المفاهيم كما أننا رغم الدعم الذي توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم لوزارة التربية وما تخصصه الوزارة لبرامج النشاط الطلابي هو مبالغ كبيرة لم تفعل بالشكل المطلوب لأسباب عدة يجب أن نقف عندها ونتأمل التالي:
أولاً: إن آليات تنفيذ النشاط في الميدان فهي بين المد والجزر نظراً لتباين المتفاعلين تجاه النشاط أو نظرتهم المحدودة في كون النشاط مضيعة للوقت وآخرين ينظرون للنشاط بأنه محل الشك بسبب بعض الأخطاء من فئة قليلة.
ثانياً: إن تنمية الطلاب لا يمكن أن تتم ما لم نتعرف على هوايات الطلاب ومن ثمّ نقوم بتعزيزها بتوفير البرامج والخامات المناسبة وتأهيل المعلم ليقوم بدوره بالشكل المناسب.
ثالثاً: إن المناخ الدراسي داخل المدرسة مهم للغاية في الإقبال على النشاط فتوفير المكان الجيد التهوية والمجهز هو عامل مساعد للإقبال على النشاط.
رابعاً: إن المعلم المشغول بـ24 حصة ويقابل عدد كبير من الطلاب ليس لديه الوقت الكافي للتمييز بين الطلاب وسبر ميولهم واحتوائهم وإعداد الأنشطة الملائمة.
خامساً: إشراك الطالب في نوع النشاط مهم وليس أن تفرض عليه الأنشطة، فالطالب الذي يجد المجال في أن يمارس هوايته فيه سيساعد كثيراً في تنمية هواياته وتطويرها.
سادساً: لابد أن نفهم جميعاً أن النشاط يجب أن يكون للجميع فليس فئة دون أخرى فالطالب المحروم من ممارسة النشاط هو خطأ يجب أن نتحمله لأننا لم نمنحه الفرصة في أن يكتشف ذاته وينمي شخصيته.
سابعاً: إن الأنشطة بعضها عام يناسب الجميع وبعضها خاص فالأنشطة الخاصة المقصود بها أنشطة يميل إليها الطالب فطرياً مثل اهتمام الطالب في مجال الروبوت الآلي أو مجال البيئة أو الإلكترونيات أما الأنشطة العامة فهي الأنشطة التي يجب أن يهتم بها الجميع مثل الصحة والرياضة والقراءة والثقافة العامة وبعض المهارات اليدوية والإسعافات الأساسية التي لا يستغني عنها أي إنسان في حياته اليومية.
ثامناً: إن التركيز على المسابقات المركزية والتي تستغرق جهوداً كبيرة في الإعداد من قبل المسؤولين في الوزارة والإدارات تشغل كثيراً عن متابعة الميدان بشكل عملي، فالمطلوب هو وصول النشاط للطالب وبشكل ملموس وهذا يتحقق من خلال برامج مستمرة داخل المدرسة ليس لها علاقة بصدور برنامج مركزي من الإدارات، فالنشاط يجب أن يكون مستمر وبمرور الوقت يتخرج الطالب من مرحلة إلى مرحلة ولم يمارس نشاطه وهوايته بالشكل المأمول ويصل إلى مرحلة يتوقف عندها في تطوير ذاته بسبب العقبات التي يجدها ويصل إلى المرحلة الجامعية لا يدري أين يتجه وأي تخصص يختار!! وإذا أردنا أن نفعّل النشاط ونصل به لقلوب أبنائنا الطلاب فيجب أن نعالج الوقفات السابقة ونتخذ خطوات مدروسة ولعل أهمها:
1- تأهيل المعلم لكيفية تنفيذ النشاط من خلال دورة إثرائية يحصل عليها.
2- تخصيص وقت كافٍ لممارسة النشاط داخل المدرسة فحصة النشاط لوحدها غير مفعلة وغير كافية وكذلك الفسح فالفسحة هي متنفس للطالب لتناول وجبته واللعب مع زملائه وليس للنشاط فلابد أن يكون هناك وقت كافٍ ومناسب.
3- تدعيم الأنشطة اليومية بميزانية مناسبة سهلة الصرف من قبل مدير المدرسة والمعلم لتوفير ما تحتاجه الأنشطة.
4- التخطيط للنشاط منذ بداية الفصل والبعد عن الارتجالية.
5- توفير برامج ذات جاذبية ومنفعة للطلاب تغريهم في الانتماء لها.
6- توفير معلم يشرف على الأنشطة يتابع وينسق بين المعلمين والطلاب ويحتفظ بسجل خاص يسير مع الطالب حتى تخرجه يوضح مدى دعم هواية الطالب خلال مراحل التعليم.
7- تشجيع المعلمين المبدعين ووضع الحوافز لهم.
8- اقتراح أنشطة يمكن تنفيذها في المنزل وبإشراف المدرسة.
وأخيراً نقول إن ترك الطالب ضحية الفراغ القاتل وإفراغ وقته أمام الإنترنت والألعاب الإلكترونية ساعات طويلة لهو هدر للوقت وتشكيل الشخصية الانطوائية والسمنة والتعرض للأمراض والدخول في دهاليز غير مأمونة ومن هنا فإن النشاط هو بالتأكيد حماية للفكر وإشغاله بما هو مفيد ويصد الإنسان عن الأفكار الهدامة التي يقود إليها الفراغ العاطفي والذهني والعزلة عن المجتمع كما لا ننسى أن النشاط يخرج الطالب إلى المجتمع بسلوك سوي ويجعله نافعاً لنفسه وأهله ومجتمعه وينعكس على أمته. والله من وراء القصد،،،،
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس