رد: أخبار ومنوعات الثلاثاء6--5
الأسبرين علاج ناجح للصداع النصفي
د. عبدالقادر بن عبدالرحمن الحيدر
الأسبرين الدواء القديم المتجدد، الذي صنعة العالم الألماني الشاب فلكس هوفمان سنة 1897م، على الرغم من تركيبته الكيميائية البسيطة، قد أعجز العلماء عن الوصول إلى كل خواصه وفوائده المتعددة، كما أنه من أرخص العقاقير. ولقد قرأت في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية وكذلك «التايمز» تقريرين حول استخدام الأسبرين في علاج الصداع النصفي الذي يصيب قرابة ستة ملايين بريطاني»يكون نسبته حدوثه في النساء ثلاث مرات مقارنة بالرجال»، حيث قام الباحثون بقيادة الدكتور أنديريو مور من قسم التخدير ووحدة علاج الآلام في مستشفى جون رادكليف، في مدينة أكسفورد، بإعادة تحليل 13 دراسة حول تأثير الأسبرين في علاج الصداع النصفي، حيث نشر البحث في سلسلة الكوكرين المهتمة بنشر المعلومات الطبية المبنية على الدليل الطبي الموثق، وكانت النتيجة التي ظهرت في مطلع شهر أبريل من هذا العام، أن استخدام جرعة 900 - 1000 ملغم من الأسبرين يقضي على نوبة الصداع النصفي في نحو 25 في المائة من المرضى خلال ساعتين، كما أوصت الدراسة باستخدام مادة الميتوكلوبرمايد «بلاسيل» المضاد للتقيؤ مع الأسبرين للحصول على تكامل علاجي فالسؤل المطروح هل ينصح المصابون بالصداع النصفي باستخدام الأسبرين في علاج نوبات الصداع الحادة؟ وللفائدة العامة فإن استخدام الأسبرين في علاج الصداع النصفي ليس أمراً جديداً، خصوصاً فهو من أول الأدوية المسكنة للألم والأوجاع، ولكن هل استخدامه في علاج الصداع النصفي وبجرعة عالية خال من الأعراض الجانبية مثل زيادة سيولة الدم والتسبب في القرحة؟ فبعد مراجعة كثير من البحوث المتعلقة باستخدام الأسبرين في علاج الصداع النصفي خصوصاً الحديثة والمبنية على البراهين الطبية، قام طبيب الأعصاب الدنماركي المتخصص في علاج الصداع النصفي، الدكتور تفلت هانسون، الذي نشر خلال ثلاثين سنة أكثر من 160 بحثاً في مجال علاجات الصداع النصفي في أشهر المجلات العلمية، بإعادة تقييم استخدام الأسبرين في علاج الصداع النصفي، فوجد في بحثه المبني على الأدلة والبراهين أن استخدام الأسبرين الفوار بجرعة واحدة «1000 ملغم « يساوي تأثير مادة السوماتربتين غالية الثمن في علاج نوبات الصداع النصفي الحادة، كما أن الأسبرين أقل ضرراً وأعراضاً جانبية، لذلك كانت توصيته في بحثه المنشور في مجلة الصداع سنة 2008 عدد 48 باستخدام الأسبرين الفوار مع مادة الميتاكلوبرامايد ويعد من أول العلاجات التي ينبغي استخدامها لعلاج الصداع النصفي. ومما ينبغي الإشارة إليه أن تلك الجرعة العالية من الأسبرين لا يوصى بإعطائها للمرضى الذين لديهم حالات الربو أو القرحة المعدية، وبذلك يبقى الأسبرين هو الدواء القديم المتجدد. نسأل الله أن يشفي مرضانا ويمن علينا بنعمه الظاهرة والباطنة.
|