عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2010   رقم المشاركة : ( 8 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف للتربية ليوم السبت10-5-1431هـ

الوطن :السبت 10 جمادى الأولى 1431هـ العدد 3494
كيف يمكن تغيير المناهج الأهم؟!
شاكر النابلسي
1-
قلنا في مقال الأسبوع الماضي، إن خطوة وزارة التربية والتعليم بتغيير المناهج المدرسية، وبطرح 277 كتاباً جديداً في المناهج المدرسية خطوة حضارية، وشجاعة، وتستأهل وقفة طويلة، سيما وأن الجميع كان يُنادي ليلاً ونهاراً . وهذا ما هو مأمول من الإدارة الجديدة لوزارة التربية والتعليم . وهي مدركة هذا أشد الإدراك . والدليل، هو ما اعترفت به مسودة مشروع تطوير المناهج، الذي تقدمت به وزارة التربية والتعليم، وقالت "إن المناهج الحالية، أصبحت غير قابلة للتكيّف مع الظروف الاجتماعية، وطبيعة العصر الحديث، كونها وُضِعت قبل فترة من الزمن" .
-2-
ليس من السهل في ظروف اجتماعية وثقافية ودينية، كالظروف التي تعيشها السعودية الآن، تغيير المناهج المدرسية . فالمناهج المدرسية هي عقل الأمة الأولي . وزاد من صعوبة هذا الأمر، مُطالبة الآخر خارج المملكة في الشرق والغرب، تغيير المناهج المدرسية السعودية . مما ُيوحي في بعض الأحيان – وهو ما يحاول أعداء التغيير نشره وبثه - بأن التغيير الذي تمَّ، والذي يمكن أن يتبعه تغيير آخر، جاء نتيجة ضغوط خارجية وليس بإرادة وطنية، وحاجة تعليمية داخلية . ومن هنا تأتي الشجاعة والجرأة لهذه الخطوة، التي لم تلتفت إلى سقط الكلام، وتوافه الإشاعات، وأقدمت على خطوة التغيير الأولى بكل تصميم وإيمان بضرورة التغيير، لكي لا نكون وراء الصفوف المتقدمة، مُتخلفين عن ركب التقدم والازدهار .
-3-
إذن، لم يكن سهلاً تغيير المناهج المدرسية والارتقاء بمستواها . ولكن سوف يكون من الصعب، بل من المشقة الكبرى تغيير المناهج التي في رؤوس المدرسين . وأذكر أن الأمير خالد الفيصل في عام 2006، وبمناسبة اليوم الوطني، إبان كان أميراً لمنطقة عسير، أن اجتمع مع منسوبي التربية والتعليم في منطقة عسير، واستعرض في كلمات موجزة ودالة، دور المعلمين الخطير في تربية النشء وسأل المُعلِّمات والمُعلِّمين الأسئلة المهمة التالية:
"كيف ستشكلون عقول هؤلاء الشباب والفتيات؟
هل سيتخرج من مدارسنا فكر متنوّر . فكر إسلامي يبحث عن كل ما هو مشرق في هذا الدين، وعن كل وسيلة لتقدم هذا الوطن . أم إنكم سوف تخرّجون من تحت أيديكم شباباً وشابات لا يرون في هذه الدنيا إلا السواد، ولا يتعلمون في فصول الدراسة وفي خارج الفصول في النشاط اللاصفي إلا عذاب القبر، والموت؟
هل ستُعلمونهم حب الحياة، أم حب الموت، كما حدث لكثير من شبابنا الذين احتزموا بالمتفجرات، ولغَّموا السيارات، وفجَّروا أنفسهم في شوارعنا، نتيجة الفكر المنحرف، ونتيجة تأهيل هذا المنحرف في مدارسنا؟ إن أي انحراف فكري في شبابنا، وفي فتياتنا، هو خيانة مُعلَّمٍ لدينه، ولوطنه، وللمسؤولين، الذين أولوه هذه المسؤولية . ويجب إحلال تفجير الطاقات والمواهب لبناء الوطن، بدلاً من تفجير الأرواح" .
-4-
فكيف يمكننا اليوم، أن نُغيّر المناهج التي في رؤوس بعض المُعلِّمين، الذين قصدهم خالد الفيصل في حديثه، قبل أربع سنوات؟
لقد حاول طه حسين عام 1938 في كتابه التربوي "مستقبل الثقافة في مصر" أن ينير لنا طريق التعليم القويم بالمُعلِّم القويم، مشدداً على أن لا تعليم قويماً دون مُعلِّم قويم . فعلينا أن نُعيد إعداد المُعلّمين بوسائل حديثة، منها:
1- إنشاء دور مُعلّمين جديدة على أرفع المستويات، وإحضار أساتذة ومدربين متخصصين من كافة أنحاء العالم، وخاصة من الدول التي حققت نجاحاً كبيراً في التعليم لتدريب وتأهيل المعلمين السعوديين القدماء منهم والجُدد .
2- ابتعاث أعداد كبيرة من المعلمين للغرب، واليابان، ودول آسيوية متقدمة في التعليم، كماليزيا وسنغافورة، لتلقي التعليم والتدريب وطرق التربية الحديثة . فالمعلمون يجب أن تكون لهم الأولوية القصوى في الابتعاث للتعليم في الخارج .
3- رفع رواتب المُعلّمين، وتعديل كادرهم الوظيفي، بحيث يتقاضي المُعلِّم أعلى راتب في الدولة في درجته . واعتبار المُعلِّم من الناحية الاجتماعية أرفع موظفي الدولة في مرتبته . ومنحهم امتيازات خاصة تقديراً لدورهم الحضاري الكبير . فهم عصب الأمة . فالتعليم هو طريق المواطن لمعرفة نفسه، ووطنه، ومجتمعه، والعالم .
4- إن واجب الدولة الوطني بث روح الوطنية وحب الوطن ورموزه في عقل وقلب النشء، ومراقبة المدارس مراقبة دقيقة في هذا الشأن . وكما يقول طه حسين، فإن الدولة هي المسؤول الأول والأخير، وقبل الجميع، عن تكوين العقلية تكويناً يلائم الحاجة الوطنية .
-5-
وأخيراً، فإن أهم مرحلة تعليمية يجب التركيز عليها والاهتمام بها، هي المرحلة الابتدائية، التي يُعتبر معلمُوها وطلبتها أهم أركان بناء الدولة العصرية .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس