رد: الملف للتربية ليوم السبت10-5-1431هـ
الوطن :السبت 10 جمادى الأولى 1431هـ العدد 3494
المعلم ليس حمارا والطالب ليس جحشا!
تركي الدخيل
بالتأكيد أن المعلم ليس حماراً، وأن الطالب ليس جحشاً!
هذه بدهية عادية . ولا أظنّ أن وزارة التربية والتعليم -حينما وضعت على غلاف الرياضيات صورة حمار في منصة التدريس، وجحش في صورة كرسي التتلمذ- كانت متقصدة . بل إن فهد الطياش المتحدث الرسمي باسم الوزارة قال للمعلمين إن الحيوان الموجود على الغلاف ليس "حماراً" وإنما هي صورة حيوان "الأيل" . المعلمون لا يعرفون الحيوانات . مهمتهم محددة بتدريس المنهج . لكن صورة الحمار استفزّتهم . ومهما حاولت وزارة التربية والتعليم أن تنفي فهي لا يمكنها أن تقول للمعلمين: "لقد فهمتهم الحمار خطأً" . المعلمون يرون أن في هذا انتهاكاً لصورتهم . المعلمون لم ينفوا صفة "الجحاشة" عن الطلاب . موقفهم من صورة الجحش على غلاف كتاب الرياضيات بقي على الحياد -حتى كتابة هذه السطور- . يكفي المعلمين أنهم يتحملون كل هذه الهجمات الشرسة . وعلى الرغم من كون هذا الحيوان "أيل" أصيلا، من فرسان فصيلة الأيل . لكن المعلم لديه قناعة شديدة أن هذه الصورة هي صورة "حمار" . ألا يكفي المعلم أنه يقرأ كراريس التلاميذ النجباء؟ ألا يكفيه هذا التعب والأرق والصراخ الذي يصرفه يومياً على التلاميذ؟!
يذكرنا حال المعلمين بقول إبراهيم طوقان الشاعر الجميل في قصيدةٍ له:
حسب المعلم غمة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلاً
المشكلة الثانية في الغلاف؛ أن الجحش هو الذي يقدّم للحمار كأساً من الحليب . البعض من الخبثاء يرى أن هذا فيه تعريض ولمز للمدرسين في المدارس الأهلية الذين يتلقون رواتبهم من أرباح ما يدفعه الطلاب النجباء . الجحش ظهر أجمل من الحمار . الحمار يلبس ساعته بيده اليمنى، والجحش لبس الساعة باليد اليسرى . عين الحمار قريبة من "الحول" بينما الطالب الجحش بدا بعين سليمة وبهيئة أنيقة، كما وضع شالاً على رقبته، وتأبط جاكيتاً أنيقاً . اللافت أن الحمار اكتفى بلبس "السديرية" على الكتفين . قال أبو عبدالله غفر الله: ولئن حاولت الوزارة استدراك الأمر بإعلانها أنها ستستبدل الحمار بسمكة، وهذه بادرة طيبة . غير أنني أتعجب لماذا تصر الوزارة على وضع الحيوانات كتعبير عن العلاقة بين المعلم والتلميذ؟! يمكن استبدالها بصورة عادية مرسومة بعناية تبين حميمية بين الطرفين . أتمنى من المعلمين الفضلاء أن يتجاوزا النقاش حول هذا الغلاف؛ فهم يقومون بالرقي بوطنٍ بأكمله . لن تضركم الأغلفة . سواء كانت صورتكم سمكة أو وضعوكم على هيئة "أيل" . أنتم تلقنون أمة علومها . فاستمروا ولا يضيركم لمز غلاف . هذا على فرض صحة كون من على الغلاف "حمار"!
|