[صقر قريش]

كل شيء غالٍ إلا أنت!

خالد حمد السليمان
كنت أشتري كيس السكر (10 كيلو) بـ 10 ريالات ثم زاد سعره حتى استقر لمدة طويلة عند سعر 21 ريالا قبل أن يعاود صعوده الصاروخي ليتضاعف مرتين عن سعره الأصلي، أمس الأول وجدته يباع بـ 27 ريالا ــ عدت إلى البيت لأقرأ خبرا في الصحف يقول إن أسعار السكر في السوق المحلية قد انخفضت 45 في المائة عما كانت عليه، فقلت لنفسي ساخرا والسخرية أحيانا متنفس الإنسان الوحيد عندما لا يجد متنفسا: سبحان الله انخفضت الأسعار 45 في المائة مسافة سكة عودتي من المتجر إلى البيت!
الأمر ذكرني بتصريحات وزارة التجارة خلال موجة الغلاء الشهيرة التي ذهب صيتها ولم يذهب أثرها عندما كانت الصحف تنشر أخبارا عن انخفاض أسعار المواد الغذائية والأرز لنجد أنه انخفاض على ورق الصحف لا أرفف المتاجر!!
وحتى اليوم نسمع عن انخفاض أسعار الأرز المرتقب لكن لا أسعار الأرز انخفضت ولا الوعود تحققت حتى بات المستهلك يتمنى انخفاض منسوب التصريحات المخادعة أكثر من تمنيه انخفاض أسعار الأرز، فعلى الأقل يكون قد تعايش مع واقعه المرير!
وعندنا كل شيء يرتفع ولا يعود ينزل إلا شيئين: قيمة الإنسان التي ما زالت قيمة عشرة من بني جنسه بقيمة بعير واحد، ومؤشر الأسهم فنزوله ضروري ليحقق التوازن مع معادلة استنزاف دخل المواطن، وكنت سأقول مدخرات المواطن لكن كيف أذكر شيئا لا وجود له!
طبعا وزارة التجارة مشغولة بضبط أسعار الشعير، وليت حرصها على طعام الإنسان يكون بنفس حرصها على طعام الحيوان!