[صقر قريش]

صحيفة اليوم::الأثنين 12 جمادى الأول 1431هـ العدد:13464
يا تربية ياهوووه!!!!
حسن الجاسر
قُمْ للمُعلِّم وَفِّه التبجِيلا كاد المعلِّم أن يكون رسُولا
بيت من الشعر لشوقي رسخ في أذهاننا تعليماً وتطبيقاً منذ الصغر، منذ أن كان يدخل علينا المعلم بهيئته الحسنة – مع ضعف الإمكانيات – ليشيع في نفوسنا هيبته واحترامه.وإذا سلمنا بأن المعلم يشكل القدوة للطالب في كل تصرفاته، عرفنا أهمية تحلِّيه بالكثير من الخصال الحسنة الجميلة بدءا من المظهر الحسن ومرورا بالتعامل الأبوي الحاني وانتهاء بإيصال المعلومة للطالب بالشكل الجميل الجذاب.في خبر نشرته الصحف قبل أيام "وجهت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بالتحقيق مع معلم بالمرحلة الابتدائية لقاء قيامه بالدوام بالمدرسة وهو يرتدي ملابس النوم .....".وهذا يقودنا للحديث عن أهمية ارتداء الإنسان الملابس المناسبة للمكان، أذكر أنني مِلت ذات يوم على شاب بجواري بعد أن سلَّم الإمام لصلاة الجمعة لأسأله لو أن لديه موعداً مع شخصية مهمة أو مدير شركه يطلب عملاً عنده هل كان سيقابله بملابس النوم التي حضر بها للمسجد وهو في حضرة رب العالمين؟!!أعود للخبر .. تصوَّروا معي معلماً في أخطر مرحلة من مراحل تكوين الطفل يدخل المدرسة بملابس النوم، أيُّ رسالة ينقلها للطلاب في هذه السن الغضَّة وأي احترام سيجده من الطلاب وهو بهذا المظهر التعِس !!! وهذا يقودني لخبر آخر يقول إن وزارة التربية والتعليم نفت أن تكون الصورة الموجودة على كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي هي صورة (حمار) بل صورة (أيل) – رأيت الصورة وهي لحمار ولو طار- بربكم كيف يفرق الطفل في هذه السن بين رسم كاريكاتيري لحمار أو أيل؟ وأكمل المسؤول المبجَّل تصريحه بأن الصورة استبدلت بـ (سمكة) !!!!ما علاقة الحمار أو الأيل أو حتى السمكة بالرياضيات ؟!! ألم يكن من الأجدى وضع رسم يتعلق بالرياضيات من أعداد بسيطة أو أشكال هندسية واضحة (مربع، مثلث، دائرة) !!!من المسؤول عن مثل هذا الاختيار السيىء؟ وهل ستتم محاسبته؟أي رسالة ننقلها لهذا الطفل وعلى غلاف أحد كتبه حمار يدرس الرياضيات؟التعليم قدوة ورسائل مباشرة وغير مباشرة وبالأخص في المرحلة الابتدائية وهي الأخطر والأكبر أهمية في تشكيل شخصية الطفل.