عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2010   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التعليم لثلاثاء 13 جمادى الأولى 1431هـ

عكاظ : الثلاثاء 1431/05/13 هـ العدد : 3236
احترموا المدرسين
هادي الفقيه
لم تهدأ غضبة المعلمين من صورة الحيوان المرسوم على غلاف كتاب الرياضيات التجريبي، وبين الجزم بأنه حمار أو بقرة أهدر المعلمون وقتاً طويلا في النقاش عبر الإنترنت والمطالبة عبر وسائل الإعلام بتغيير الصورة، ملمحين إلى إساءة مقصودة أو غير متعمدة وجهت إليهم. نكأت الصورة عند المدرسين جرح احترام المعلم وضياع هيبته التي يرون أنها اغتيلت على يد وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد عقب إصداره قرار منع الضرب في المدارس. شخصيا تشرفت في زمن مضى أن أكون معلما صافحت وجوه طلاب في الصحارى والجبال، ثم اخترت طريقاً آخر، منذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم يتغير الحديث في غرف المعلمين واستراحاتهم وحتى مع مضغ الإفطار، وتوقيع الحضور والانصراف، الكلام واحد عن الاحترام والهيبة وقليل من الاحتجاج على نصاب الحصص.
في كل الدول المتحضرة لا يحمل المعلم عصا ليفرض احترامه، ولا صوتا عاليا وعيونا حمراء، بل صرامة ونظاما وعلاقة حقيقية تربط المدرس بتلميذه.أتذكر جيدا في الحوار الوطني السادس «التعليم: الواقع وسبل التطوير»، وكيف تصاعد النقاش حول المعلم وعلاقته بالطالب، حتى أخذ مشارك زمام الحديث وأكد أنه عندما كان مبتعثا في بريطانيا أخبره ابنه عن احترامه الكبير لمعلمه وكان يبحث عن السبب، حتى مرض ابنه فتفاجأ الأب بحضور المعلم إلى المنزل محملا بالهدايا والأمنيات بالشفاء فبطل عجب الأب. المتحدث لم يكن من الذين يصفهم البعض بالتغريبيين عندما امتدح التجربة البريطانية بل كان شابا ملتزما لحيته حتى منتصف صدره. يروي الصحافي الزميل سمير الصاعدي قصته عندما كان يدرس الابتدائية في الولايات المتحدة والقلق الذي عاشته معلمته بسبب ضعف تركيزه في إملاء حروف اللغة الإنجليزية، واستدعت المعلمة أسرته كاملة لحل المشكلة، أما المشهد الآخر في ذاكرته عندما أصر والده على عودته لدراسة المرحلة المتوسطة فذهب إلى المعلم ووقف بجواره بحميمية تعلمها في مدرسته السابقة، وكان يسأل عن مكان فصله وكرر السؤال أكثر من مرة فرد المعلم بصفعة ما زال صداها في أذنه حتى اليوم.
لن أحمل المسؤولية المعلمين كاملة وأعلم أن ذاكرتهم محشوة بالإحباطات، لأسباب تطول بداية بالأنظمة وانتهاء بأن من يعمل ومن لا يعمل يتساوى، فشهادات الشكر والتقدير لا تسدد قسطا أو تدفع فاتورة، ما تحتاجه وزارة التربية هي حملة بناء ثقافة جديدة لدى المعلمين والطلاب على حد سواء تفضي إلى علاقة احترام بعيدا عن الضرب والعنف، والجلوس أكثر مع معلمي أبنائنا والسماع منهم وتلبية حاجاتهم، وما نحتاجه من المدرسين قراءة مضامين رسالتهم بعمق مثلما دققوا في صورة الحمار، فالوطن هو التعليم مثلما قال صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم.

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس