الموضوع: قصة في حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2006   رقم المشاركة : ( 2 )
ابو ملاك
مثالي

الصورة الرمزية ابو ملاك

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 473
تـاريخ التسجيـل : 02-06-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 726
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابو ملاك يستحق التميز


ابو ملاك غير متواجد حالياً

افتراضي رد : قصة في حياتي

[frame="6 70"]
حدثت هذه القصة وأسميتها ( حادث في ذاكرتي )
نشرت في جريدة المدينة المنورة يوم الثلاثاء العدد 13107
موضوع القصة الذي نشر بالجريدة كالتالي :
besmallah:

لأصحاب القلوب الضعيفة . .


كنت في طريقي من محافظة الطائف سالكاً طريق السيل الى العاصمة المقدسة وكان ذلك في شهر رمضان المبارك حيث كنت أسكن في مكة المكرمة فترة الشهر الكريم وفي منتصف الطريق وقع ناظري على شاحنة متوقفة على جانب الطريق لايوجد بجوارها أحد وخلفها سيارة جمس صالون متوقف لم أدقق به ولم يكن هناك أحد من المارة كعادتهم عند وقوع حادث تجد التجمهر عند ذلك الحادث ولم أعلم أنني أول من اقف .. لا من أجل الحادث لأني لم أعلم أنه قد وقع ولاكن من وقوف ذلك الغبي السائق الأجنبي بهذه الطريقة ناوي الشر معه فاوقفت سيارتي امام الشاحنة ونزلت متظجراً لهذاالوقوف وجدته قد نزل وبقي واقفاً بجانب الشاحنة عند باب سيارته التي يقودها واضعاً يداه على صدره فاردت أن ازجره وأؤنبه لوقوفه الخطر وقلت له لماذا تقف بهذه الطريقة على جانب الطريق بتلك الشاحنة الكبيرة الاتعلم أنك تشكل خطراً على مرتادي الطريق الا تخاف الله . فتمتم بكلمات بها عبرات مبكيه توحي لي بأن هناك مصيبة قد وقعت خلفه .


ونظرت خلف شاحنته واذا بسيارة نوع جمس صالون التي رئيتها بداية وقد ارتطم بمؤخرة هذه الشاحنة ، وعلى الفور اتجهت لتلك السيارة وإذا بي . . . امام منظر رهيب منظر يشيب له الولدان .. . .. بكاء وعويل .. صراخ . . وآهات أفزعني الموقف .أنظر تارة داخل تلك المركبة وتارة اصرف نظري لعلي استعيد شيئ من الصدمة النفسية التي مرت بي من هذا المنظر المخيف ، أنها عائلة مكونة من 6 أشخاص السائق الأب وهو محرم وبجواره أبنه عبدالله محرم أيضاً للعمرة وعلى الباب الأيمن أم عبدالله ، حاولت جاهداً بكل ما استطيع أن أفتح الأبواب دون فائدة كررت المحاولة يارب أعني على فتح الأبواب لعلي أنقذ من تبقى منهم باءت المحاولات بالفشل الأب ينظر جواره وينادي على ابنه عبدالله ، وعبدالله الذي يلبس أحرامه ويبلغ من العمر مايقارب 12-13 سنة قد فارق الحياة ورأسه منقسم الى قسمين ومخه قد تناثر بجوار والده ، وابيه ينظر اليه وهو محكم عليه الأبواب ومطبقة عليه السيارة بنداء يائس ولا يأس مع رحمة الله . . . . يآ آ آ آ آ عبدالله ، وأم عبدالله قد فارقت الحياة بجوار ابنها حيث كانت الضربة القاتلة على وجهها رحمها الله ، والأب لايستطيع الحراك من تشابك الحديد عليه .

وسمعت نداء استغاثة في مؤخرة الصالون ، وعلى الفور أخذت بيدي مفك الاطارات وهو من الحديد وكسرت الزجاج الخلفي للصالون ودخلت ، وقل في خاطري ليتني لم أدخل لا لجبن أو خوف من هول المصيبة . ولاكن لأنني لم استطيع عمل شيئ ، وجدت العاملة المنزلية وقد اطبق عليها هي وطفلة في التاسعة من العمر وطفل آخر في العاشرة تقريباً ، والطفلة تمد ..يدها من تحد المقعد ووجهها ملطخ بالدماء وتستغيث ، حاولت سحبها من تحت المقعد ، ولاكن دون جدوى المقعد مطبق عليها هي والشغالة والطفل الآخر ، والآب في مقعده اصابه هستيريا ،، يآآآآآآ عبدالله ، بكيت من شدة هول المصيبة عائلة بالكامل تحتضر . مددت يدي للطفلة أحاول أن اهون عليها قلت لها سننقذك الآن اصبري والشغالة والطفل جميعهم في حالة أحتضار حضر معي مجموعة من الناس حاولنا جميعاً عمل شيئ يمكن عمله ، لاكن كما ذكرت لكم كل موقع بالعربة لم يسلم من تلك الصدمة والحديد على بعضه ولا يمكن فتح باب أو ازاحة قطعة ..

اتصلنا بالدفاع المدني كان متأخراً في الوصول للموقع حضر دوريات أمن الطرق بعد اتصالي بهم ايضاً ولم يستطيعو عمل شيئ حضر الدفاع المدني الذي تعلمون أن لديهم أجهزة لقص الحديد فبداؤ بقص الباب عن الأب وأخرجوه وأخرجوا أم عبدالله متوفيه وعبدالله متوفي بدءوا بقص الحديد في المؤخرة وأخرجواالشغالة ثم الطفل والطفلة وهم لاحراك لهم الناس ابكاهم الموقف جميعهم الا قليل منهم . . تم نقل الشغالة والطفل والطفلة في اسعاف واحد لم يكن هناك غيره ولا يتسع لهم جميعاً وضعوهم بطريقة بدائية واحد جنب الآخر حيث لم يكن هناك سوى سرير واحد داخل الإسعاف وتم نقل ابو عبدالله بسيارة خاصة لأحد المواطنين . لمستوصف السيل الكبير ، اتصلت بعد دقائق قالو لي أن الطفلة والطفل والشغالة قد توفوا والاب نقل الى مستشفى الملك فيصل ، الى هذا نتج عن الحادث .

وفاة الأم وفاة عبدالله وفاة الطفلة وفاة الطفل في المؤخرة وفاة الشغالة
اتصلت في اليوم التالي لأطمئن على ابو عبدالله بمستشفى الملك فيصل ولعلي أزوره . ابلغوني أنه توفي حسرة على عائلته , حيث اصاباته لم تكن سوى كسور بسيطة في الساقين والفخذ

حزن وحسرة وقعت في نفسي لعدم أستطاعتي تقديم شي لهم لعدم مقدرتي ، وخارج عن ارادتي الذاتيه ، دعوت لهم بالجنة ( حيث كانوا محرمين في نية للعمرة ، وأكثر ما اصابني الم هو منظر عبدالله وهو محرم لعله بالجنة ، والطفلة التي مدت يدها الي لأنقذها ، ولم أستطع لأن الحديد مطبق عليها .

رحمهم الله .. وجمعهم في الجنة . . فكانت هذه في ذاكرتي . . ادعو لهم كلما تذكرت هذا الحادث الآليم .


فهل من معتبر ؟
[/frame]
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس