[صقر قريش]

صحيفةاليوم : الجمعه 16 جمادى الأولى 1431هـ العدد 13468
العبيدي يحلُّ صعـوبات تعليم المكفـوفين بمشـروع تطويري
محمد العويس – الخبر
أولت وزارة التربية والتعليم جُلّ اهتمامها ببرامج الدمج التربوي، وبذلت الكثير من أجل الرقي بالعملية التربوية التعليمية لطلاب التربية الخاصة .. وقد كان ذلك واضحاً كل الوضوح من خلال مشاهدتنا برامج الدمج المختلفة أو من خلال العمل بها وقد كانت لنا هذه الوقفة مع عبدالله محمد العبيدي المشرف على برنامج دمج المكفوفين بمدرسة الصديق الابتدائية بالخبر والذي قدَّم مشروعا جديدا حول عملية تطوير مستوى الطلاب المكفوفين في لغة برايل.
مواجهة الصعوبات
يقول العبيدي في بداية حديثه: مع كل ما بُذل إلا أن فقدان البصر يترتب عليه مواجهة بعض الصعوبات التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية، مما يتسبب في وجود بعض الحاجات التي لابد من إشباعها مبكرًا، حتى يتمكن الطالب من مسايرة طلاب التعليم العام. وقد وجدنا بعضًا من الطلاب المكفوفين بالمرحلة الابتدائية يعانون صعوبات في العملية التعليمية خاصة في تعلم لغة برايل قراءة وكتابة، وذلك لأن كفاءتهم تعتمد على تنشيط حواسهم الأخرى، ومن خلال متابعتي طلاب البرنامج ومعرفة ما يعانونه وذووهم توصلت إلى عدد من الأفكار التي ستسهم - بإذن الله - في مساعدتهم والتخفيف عنهم، من ضمنها هذا المشروع والذي يتضمن برامج تعليمية وتأهيلية للمكفوفين لتدريب حواسهم للوصول بها للكفاءة المطلوبة، كما يتضمن المشروع برامج أخرى تستهدف معلمي العوق البصري وأسر الطلاب وأفراد المجتمع.
البداية
وتحدث العبيدي عن المشكلة وسببها وحلها بالنسبة للطالب الكفيف مبينا ان المشكلة هي عجز الطالب الكفيف عن مجاراة الطالب المبصر خاصة في الصفوف الأولية للمرحلة الابتدائية في مادة القراءة والكتابة. وسبب المشكلة أن الطالب الكفيف يحتاج في بداية تعليمه إلى تنمية حاسة اللمس فيتأخر عن الطالب المبصر في القراءة والكتابة، لذا يحتاج الطالب الكفيف للتدريب على حاسة اللمس لمدة تزيد على خمسة أسابيع. وعن حل المشكلة اوضح انه يوجد لحل المشكلة عدة محاور وهي: إقامة فصل تمهيدي (تهيئة) للطلاب المكفوفين، تطوير منهج القراءة للصف الأول، تطوير نظام دمج المكفوفين ببرامج دمج المكفوفين بالمرحلة الابتدائية، تدريب معلمي العوق البصري بشكل أفضل مما هو عليه، نشر لغة برايل لدى أسرة الطالب الكفيف، ونشر ثقافة لغة برايل للمجتمع.
فصل تمهيدي
وقال العبيدي: أولاً: يجب إقامة فصل تمهيدي (تهيئة) لمدة سنة دراسية قبل المرحلة الابتدائية بحيث تكون كالتالي: تقسيم المرحلة التمهيدية إلى أربعة أقسام، بحيث ينقسم كل فصل دراسي إلى قسمين: القسم الأول من بداية الدراسة إلى منتصف الفصل الدراسي الأول، وتشمل هذه المرحلة تهيئة الطلاب وذلك للتعوُّد على الجو الدراسي. وتعليم الطلاب فن التوجُّه والحركة وتعليم الطالب على جميع مرافق المدرسة.
القسم الثاني من منتصف الفصل الدراسي الأول إلى نهاية الفصل الدراسي الأول، وتكون هذه المرحلة وفق ما يلي: في هذه المرحلة يركز على الطالب في حاسَّة اللمس بشكل أكبر، ويبدأ الطالب دراسة شكل حرف خلية برايل.
والقسم الثالث يكون من بداية الفصل الدراسي الثاني إلى منتصف الفصل الثاني، وفي هذه المرحلة يبدأ الطالب التعامل مع صندوق برايل.
والقسم الرابع يكون من منتصف الفصل الدراسي الثاني إلى نهاية الفصل الدراسي الثاني وفي هذه المرحلة يكون الطالب قد تعرَّف على جميع حروف برايل قراءةً وذلك باستخدام صندوق برايل، ويبدأ بعد ذلك إعطاء الطالب ورقة وآلة بيركنز – إن أمكن – أو لوحة ومسطرة وقلم برايل، بحيث يبدأ الطالب بتعلُّم تركيب الورقة وطريقة الكتابة عليها، وكتابة بعض الحروف البسيطة.
طريقة التدريس
وحول طريقة التدريس أشار العبيدي إلى أن طريقة التدريس يجب أن تكون بطريقة سهلة وتكون عن طريق اللعب، لأن الأطفال في هذه المرحلة يتعلمون اللعب بشكل أفضل وأسرع. ويجب أن يعطى الطلاب حصة في التربية البدنية يوميًا بحيث تدرس فيها بعض الألعاب المفيدة لتقوية أجسامهم وتنمية عضلاتهم، وان يضع معلمو هذه المرحلة خطة فردية لكل طالب مع بداية العام الدراسي ويحق لمعلمي هذه المرحلة تغيير وتعديل ما يرونه مناسباً لبعض الدروس الثانوية والأساسية.
تطوير منهج القراءة
وقال: يحتاج منهج الصف الأول الابتدائي للطلاب المكفوفين إلى تطوير وتحديث وتكثيف لغة برايل، حيث إن المنهج الحالي ضعيف مقارنة باحتياج الطلاب الحاليين.
وأضاف العبيدي: يحتاج نظام دمج المكفوفين ببرامج دمج المكفوفين بالمرحلة الابتدائية إلى التطوير بحيث يكون على النحو التالي:
الصفوف الأولية: يجب أن تكون الصفوف الأولية لبرامج دمج المكفوفين فصولا ملحقة بحيث يدرس الطالب الكفيف في فصول البرنامج ولا يدمجون مع طلاب التعليم العام إلا في مادة الفنية والفسحة والطابور الصباحي فقط بحيث يدرس الطالب الكفيف جميع المواد مع معلم متخصص في العوق البصري.
الصفوف العليا: يكون نظام الدراسة في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية للطلاب وتكون برامج دمج المكفوفين كالتالي:
يدرس الطالب الكفيف مواد (التربية الإسلامية والاجتماعيات والتربية البدنية والفنية) مع طلاب التعليم العام، يدرس الطالب الكفيف مواد (الرياضيات والعلوم واللغة العربية والانجليزية) في فصول البرنامج، ويشارك الطالب الكفيف زملاءه المبصرين في الأنشطة الصفية وغير الصفية.
العوق البصري
وقال العبيدي: يحتاج معلمو العوق البصري إلى دورات مكثفة ومستمرة في تطوير الأداء داخل وخارج الصف، حيث إن غالبية المعلمين يتوقفون عن التدريب بعد تخرجهم في الجامعة.
كما أوضح أن الطالب الكفيف يحتاج لمشاركة أسرته في العملية التعليمية.
ثقافة برايل
وقال: لابد من نشر ثقافة برايل للمجتمع بإعطاء دورات مجانية في لغة برايل وبشكل متكرر، وإبراز اللغة في الإعلانات التجارية، بالإضافة إلى إجبار بعض الشركات مثل شركات الأدوية على كتابة اسم الدواء على الكرتون الخارجي بلغة برايل وهكذا.
عبدالله العبيدي
تقديم البرنامج والمشروع