اشغلني مقطع المحاوره عمّا وعدتكم به وسأُحاول إدراك ما أمكن 0
فكما تعلمون أن شاعرنا الكايد بعد أن إستهل قصيدته بإلماحه الى بعض تاريخ ثقيف اشار الى بعض مدائح قبيلة حرب وأعلامهم ومن ذلك ماعُرف لهم من إكرام الجار واستشهد على ذلك بقصّة حصبان المطوطح وهو من مطير التي عُرفت قبل عصر الأمن والأمان بمعاداتها لقبيلة حرب كما هي عادة كثير من القبائل المتجاوره 0وذلك حينما قال : ــ
وما هي غريبه دام من حرب مجناه *** حصبان سجّل طـــــــيبهم في كلامه
يومن ربعه عن بكى حرب تنهاه *** ما طاعـــــهم واطلق لشعره لجامه
وحصبان هذا (( على إختلافٍ في لقبه )) كان جاراً لأناس من قبيلة حرب وقد أُصيبت إبله بالجرب ومن المعروف أن أصحاب الإبل السليمه لايقبلون بأن يجاورهم من أُصيبت إبله بذلك الداء ، فكيف به إذا كان من غير قبيلتهم ولكن حرب حسب كلام الرواه أحسنوا الى جارهم وقيل أنّهم تقاسموا إبله وعالجوها حتّى برئت وعندما أراد ((حصبان )) الرحيل ذرفت عينه بالدمع على جيرانه وبلغ ذلك قومه فعاتبوهفأجابهم بقصيدة خلّدت جميل حرب معه قال فيها : ــ
ياليت دربي مافرق دربهم درب= ولاهلت العبره عليهم عيوني
قالوا علامك يوم تبكي على حرب= حيث انهم عدوان ماينبكوني
قلت البكاء ماهو على البعد والقرب= ابكي عليهم لجلهم جاوروني
اربع سنين وكل مرحولنا جرب= ماوموا عليها بالعصا يضربوني
ياعنك ماهم من هل الهزب والزرب= ولاهم بغرّة جارهم ينظروني
ان حل عند قطيهن للقنا ضرب= يتلون ابو جلال حام الضعوني
تنشرلهم بيضاء من الشرق للغرب= ولا نسى جمالة لابةِ قدروني
هذا ماتمكّنت منه الليله وفاءً بالوعد ولعلّي في وقت لاحق إن أحببتم آتي على ماتبقّى 0