رد: الإثنين 26/05/1431 ه رد: الإثنين 26/05/1431 ه رد: الإثنين 26/05/1431 ه رد: الإثنين 26/05/1431 ه رد: الإثنين 26/05/1431 ه
نماء أي بلد يعتمد على استقرار أمنه والذي يأخذ في الحسبان إيجاد قنوات لتمرير الرغبات والاحتياجات في المدخلات السياسية. وفي المقابل آفة أي نمو أو تنمية عدم وجود ذلك الاستقرار.
والبحث عن الاستقرار يتم من خلال الرفاهية وتحقيق جل الرغبات التي يبحث عنها الفرد، وفي سبيل هذا قامت كثير من الحركات الباحثة عن أطر تحقق رغبات الفرد والمجموع في إطارها السلمي، لأن أي تخريب يغدو انعكاسا مدمرا لأي عملية إنماء .. وحين يكون الهدف متعلقا بتحقيق رغبات عامة يمكن التوصل لصيغ وخطط تحقق ذلك، أما إذ كان الهدف التخريب فلا يمكن لأي صيغة أن تنجح في ظل وجود هدف سياسي، والإرهاب انطلق في مشواره من هدف زلزلة السلطة ورفض الحياة كاملة، فمع ظهور موجة الإرهاب الديني التي جاءت مغايرة عما كانت عليه دعوات الإصلاحيين الاجتماعيين الذين كانوا يستهدفون الرفاهية الاجتماعية وليس التغير من أجل التغير، ومن هنا افترق الإرهاب في ممشاه عن الحركات الإصلاحية السابقة حيث وضع الإرهابيون الحياة برمتها هدفا لنيرانهم ساعين لتدمير وتقويض كل أركان الحياة على أنها فاسقة يجب اجتثاثها (وفي هذا الهدف تغدو السلطة والمجتمع أعداء تجب إزالتهم). ومن هنا تحول الإرهاب إلى أداة تقويضية لكل مناشط الحياة، ولعب الإرهابيون في ميدانيين أساسيين: التفجير لكل مقدرات البلدان مع وجود خطاب ديني متشدد يجيز كل هذا الدمار. وقد قامت الدول بمجابهة التفجيرات ميدانيا من خلال تحقيق ضربات استباقية لكل تلك العمليات بينما ظل الخطاب المغذي للإرهاب منطلقا بين الناس من غير أي مجابهة حقيقية من قبل من يعتد بآرائهم من قبل العامة. ولهذا استمر الإرهاب واتسعت رقعته ولو أن العلماء بمختلف طباقاتهم أعلنوا مبكرا وقوفهم ضد هذا العبث بمقدرات البلاد والعباد لربما تم تقليل الخسائر الناتجة من ذلك الدمار. ومواجهة الإرهاب فكريا وعقديا هي الوسيلة الحقيقية لتضييق الخناق على أي فعل إرهابي. أما الصمت عن الإرهاب هو إعطاء مساحة أكبر لآن ينتشر مثله مثل النار إن لم تطفأ فإنها تتمدد.