رد : لكـــل شيء إذا ما تم نقصان
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ / المتنبي
لا خيـل عـنـدك تهديـهـا ولا مــال فليسعـد النطـق إن لـم تسعـد الـحـال
واجـز الأميـر الـذي نعمـاه فاجـئـة بغيـر قـول ونعمـى الـنـاس أقــوال
فربـمـا جــزي الإحـسـان مولـيـه خريـدة مـن عـذارى الحـي مكـسـال
وإن تكـن محكمـات الشكـل تمنعـنـي ظهـور جـري فلـي فيهـن تصـهـال
ومـا شـكـرت لأن الـمـال فرحـنـي سـيـان عـنـدي إكـثـار وإقـــلال
لـكـن رأيــت قبيـحـا أن يجادلـنـا وأنـنـا بقـضـاء الـحــق بـخــال
فكنـت منبـت روض الحـزن بـاكـره غيـث بغيـر سـبـاخ الأرض هـطـال
غـيـث يبـيـن للنـظـار مـوقـعـه إن الغـيـوث بـمـا تأتـيـه جـهـال
لا يـدرك المـجـد إلا سـيـد فـطـنل مـا يشـق عـلـى الـسـادات فـعـال
لا وارث جهلـت يمنـاه مــا وهـبـت ولا كسـوب بغـيـر السـيـف ســآل
قـال الـزمـان لــه قــولا فأفهـمـه إن الزمـان علـى الإمـسـاك عــذال
تـدري القنـاة إذا اهـتـزت براحـتـه أن الشـقـي بـهـا خـيـل وأبـطـال
كفاتـك ودخــول الـكـاف منقـصـة كالشمـس قلـت ومـا للشمـس أمـثـال
القـائـد الأســد غذتـهـا بـراثـنـه بمثلهـا مـن عــداه وهــي أشـبـال
القاتـل السيـف فـي جسـم القتيـل بـه وللسـيـوف كـمـا للـنـاس آجـــال
تغيـر عنـه علـى الـغـارات هيبـتـه ومـالـه بأقـاصـي الأرض أهـمــال
له مـن الوحـش مـا اختـارت أسنتـه عـيـر وهـيـق وخنـسـاء وذيــال
تمسـي الضـيـوف مشـهـاة بعقـوتـه كـأن أوقاتهـا فـي الطـيـب آصــال
لـو اشتهـت لحـم قاريـهـا لبـادرهـا خـرادل منـه فـي الشيـزى وأوصـال
لا يعـرف الـرزء فـي مـال ولا ولـد إلا إذا حـفـز الأضـيـاف تـرحــال
يروي صدى الأرض من فضلات ما شربوا محض اللقـاح وصافـي اللـون سلسـال
يقـري صوارمـه الساعـات عـبـط دم كأنـمـا الـسـاع نـــزال وقـفــال
تجـري النـفـوس حوالـيـه مخلـطـة منـهـا عــداة وأغـنــام وآبـــال
لا يحـرم البعـد أهـل البـعـد نائـلـه وغـيـر عـاجـزة عـنـه الأطيـفـال
أمضـى الفريقيـن فـي أقرانـه ظـبـة والبيـض هـاديـة والسـمـر ضــلال
يريـك مخـبـره أضـعـاف منـظـره بيـن الـرجـال وفيـهـا الـمـاء والآل
وقــد يلقـبـه المجـنـون حـاســده إذا اختلطـن وبعـض العـقـل عـقـال
يرمـي بهـا الجيـش لا بـد لـه ولهـا مـن شقـه ولـو ان الجـيـش أجـبـال
إذا العـدى نشـبـت فيـهـم مخالـبـه لـم يجتـمـع لـهـم حـلـم ورئـبـال
يروعهـم منـه دهـر صـرفـه أبــدا مجاهـر وصـروف الـدهـر تغـتـال
أنـالـه الـشـرف الأعـلـى تقـدمـه فمـا الـذي بتوقـي مـا أتــى نـالـوا
إذا المـلـوك تحـلـت كــان حليـتـهم هـنـد وأضــم الكـعـب عـســال
أبـو شجـاع أبـو الشجـعـان قاطـبـة هـول نمتـه مـن الهيـجـاء أهــوال
تملـك الحمـد حـتـى مــا لمفتـخـر فـي الحمـد حــاء ولا مـيـم ولا دال
علـيـه مـنـه سرابـيـل مضاعـفـة وقـد كفـاه مــن الـمـاذي سـربـال
وكيـف أستـر مـا أوليـت مـن حسـن وقـد غمـرت نــوالا أيـهـا الـنـال
لطفـت رأيـك فـي بـري وتكرمـتـي إن الكريـم عـلـى العلـيـاء يحـتـال
حتـى غــدوت وللأخـبـار تـجـوال وللكـواكـب فــي كفـيـك آمـــال
وقـد أطـال ثنـائـي طــول لابـسـه إن الثـنـاء عـلـى التنـبـال تنـبـال
إن كنـت تكبـر أن تختـال فـي بشـر فـإن قـدرك فــي الأقــدار يخـتـال
كـأن نفسـك لا تـرضـاك صاحبـهـا إلا وأنـت علـى المفـضـال مفـضـال
ولا تـعــدك صـوانــا لمهجـتـهـا إلا وأنـت لهـا فـي الــروع بــذال
لـولا المشقـة ســاد الـنـاس كلـهـم الـجـود يفـقـر والإقـــدام قـتــال
وإنـمـا يبـلـغ الإنـسـان طـاقـتـه مـا كـل ماشيـة بالـرحـل شـمـلال
إنـا لفـي زمـن تـرك القبـيـح بــه مـن أكثـر النـاس إحسـان وإجـمـال
ذكـر الفتـى عمـره الثانـي وحاجـتـه مـا قاتـه وفضـول العـيـش أشـغـال
Diwan ©
|