الموضوع: محاولة للكتابه
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-14-2010
 
شاهين
مشارك

  شاهين غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2442
تـاريخ التسجيـل : 23-04-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 179
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : شاهين يستحق التميز
افتراضي محاولة للكتابه

محاولة للكتابه محاولة للكتابه محاولة للكتابه محاولة للكتابه محاولة للكتابه

قصة من الواقع دارت أحداثها في قريتنا وإليكم القصة:
دغيثر غيثان ابوعجاجه رجل صاحب مزاج متقلب تراه تارة في منتهى الظُرف واللطافة وأخرى في منتهى العنف والشراسة . يمشي بغنج وخيلاء وفتنة تاره ، وبغطرسة مهوله أخرى ، لا تمل من النظر إلى محياه تاره، وتغمض عينيك عن شراسته أخرى ، يطبطب على الصدور تاره ، ويكسر القلوب أخرى. يحب الأسفار، والتعرف على الديار، يعشق الجمال والأنفس الطيبة واللطف ،ويكره الكذب والخداع حل قبل ما يقارب ثلاثين سنة – في إحدى زياراته – ضيفاً على قريتي ، إستقبله سكان القرية بكل حفاوة ، عشقنه النساء وتراقصن معه الفتيات وفتح له الصغار أفواههن ،يضع في فم كل واحد منهم حبة من الحلوى تارة وقطرة من عصير قصب السكر أخرى.
كان رواحه وغدوه طيلة فترة إقامته محط إعجاب أهل القرية ، وكان كرم أهل القرية وحبهم لسيده دافع له لإظهار وجهه الحسن ، وكان إستعدادهم لإستقباله وما أعدوه له من سرادقات وما فرشوه في طريقه من ورود وزهور وما عرفوه عن شخصيته التي لا تقبل أن يدوس له أحد على طرف دافعاً لهم لإظهار الحفاوة به في إستقبالهم، ومصدر تقدير منه لحالهم وحبهم.
لقد تركت زيارة هذا الرجل الخفيف الظل في نفوس أهل القرية قدراً كبيراً من الحب يصل عند كثير منهم إلى العشق المتغلغل في القلب ، لم تكن حين ذلك لدى أهل القرية وسائل لتوثيق هذه الزيارة وأنما بقيت صورته منقوشة في المخيلة إلى يومنا الحاضر ، ولا أستغرب تذكرهم لهذه الزيارة إلى اليوم إذ يعود ذلك لعدة أسباب:
أولها/ أن هذا الرجل مرسول لهم من صاحب عظمة وسلطان.
ثانيها/ حبهم لهذا الزائر ومن أرسله وإنتظارهم لزيارته من حين لآخر.
ثالثها/ ما تخلل تلك الزيارة من أفراح وليال ملاح ،طربت معها النفوس وزالت الهموم والغموم ، وتكحلت النواظر بأجمل الطلات وطربت الآذان بأجمل النغمات.
رابعها/ ما تلى تلك الزيارة من خير عميم وكأن هذا الرجل ساحراً ، خلق عهداً جديداً من التواصل والتكافل وإظهار حاجة كل واحد من أهل القرية للآخر ساد الحب ، وقام كل واحد بمساعدة جاره ومؤازرته وتلاشت جلسات الغيبه والنميمة والتناحر وسادت ألحان الآهازيج والهيجنة.
ثم زار مطر الوابلي(الاسم الآخرلضيفنا الكريم) قريتنا الأسبوع الماضي ويالها من زيارة... زيارة غطرسة وحنق ،والغضب مرتسم على محياه ، حاملاً سلاحه على كتفه وقبل أن يُقرئنا السلام بدأ يزمجر ويصيح بأعلى صوته: إستغليتم غيبتي ، تعديتم على ممتلكاتي ، أقفلتم الطرق في وجهي ، إلتهيتم بملذاتكم وفسقكم عن طلب زيارتي ، غرتكم أمانيكم وتجارتكم وألهتكم عن إستقبالي .
سأريكم جزاء أعمالكم فبدأ يحطم ويضرب يمنة ويسرة يجازي الضعيف منا بما فعل القوي ، ويأخذ الصغير منا بجريرة الكبير.
آلى على نفسه أن يستعيد حقوقه وأخذ على عاتقه إظهار جهلنا وحنقنا وإفاقتنا من سباتنا.
فهل نحن بعد هذه الزيارة معتبرون ، وهل سنتذكر كلام شيخ قبيلتنا الذي طالما أمرنا بالتواد والتحابب وعدم الإعتداء على حقوق الآخرين وإقراء الضيف وإنزاله منزلته ،ونبذ الذات ومراعاة المصلحة المشتركة قبل الخاصة أم سنستمر في غينا وجهلنا وتفويت فرص الخير على أنفسنا.
لكم مني اطيب تحيه
شاهين

التعديل الأخير تم بواسطة أبوخالد ; 05-14-2010 الساعة 10:37 PM
رد مع اقتباس