عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05-15-2010
 
ابوسيفين
كاتب مبدع

  ابوسيفين غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2441
تـاريخ التسجيـل : 23-04-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,928
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 583
قوة التـرشيــــح : ابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادة
افتراضي هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي

هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي هل للسفر فوائد غير ماذكره الشافعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : ــ
عندما أردت الشروع في الكتابة إليكم عن موضوع السفر أجريت بحثا عُدت فيه الى كثير من المراجع الإنترنتيّه والى ماتختزنه الذاكره فتبيّن لي أن الأمر يمكن أن يُؤلّف فيه كتاباً وليس مقالاّ ولا أُخفيكم أن فكرة الكتابة بدأت لدي عندما تأمّلت في مدى الفائده التي جنيتها من سفرتي الأخيرة الى القاهرة ــ التي لازلت فيها ــ في دوره علميّه مصحوبة باستغلال فائض الوقت في استطلاع معالم تلك البلاد ، ووضعت أمام ناظريّ مايُشبه كفتي الميزان أُلقي في إحداها الإيجابيّات وفي الأُخرى السلبيّات ولا أُخفيكم أن إحدى الإيجابيات التي بدت لي رَجَحَتْ بِالميزان لصالح الإيجابيّات رُغم كُثر السلبيّات التي إطّلعت عليها ولن أستعجل في إطلاعكم على تلك المزيّه قبل أن أستعرض معكم ماقيل عن ذلك بين مؤيّد ومُعارض وآمل أن يؤخذ كل ماتضمنه هذا المقال على أساس أنّه عن (( السفر المُباح )) ولن يُعجزكم البحث عن أحكام السفر وفتاوى العلماء فيه وآدابه سواء ماكان منها قبل الشّروع فيه مثل رد الودائع وتسديد الدين وعمل برنامج ومُخطط مُحكم ومعقول لاستغلال فترة السفرمروراً باختيار الرفقه 00و 00 والأمر يطول0

ـــ أعود بكم لما إخترته من جُزئيه تتعلّق بفوائد ومضار السّفر وتلك الفائده التي رأيتها ألغت جميع المساوئ ويمكن أن اُضيفها الى الفوائد الخمس التي أشار إليها الإمام الشافعي رضي الله عنه حين قال :



تغرب عن الاوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الاسفار خمس فوائدِ
تفريج همٍ واكتسابُ معيشــــــــــةٍ *** وعلم وآداب وصحـــــــــــبة ماجدِ
فإن قيل في الاسفار ذل وغربــــة *** وقطع فيــافٍ وارتكاب الـــــشدائدِ
فمـــوت الفتى خير له من حياتــه *** بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاســــــــدِ


نعم هي عندي تعدل تلك الفوائد وتجعلني أُغْمِظُ النظر عن كثير من مساوئ السّفر وسأختتم مقالتي بذكرها بعد أن أستعرض معكم عدداً من النصوص الشعريه في هذا الصّدد ومادم أنني ذكرت أبيات الشّافعي فلعلّه من المناسب الإتيان على أبيات مُعارضةٍ لها جاء فيها : ـــ


تخلّف عن الأسفار إن كنت طالبـاً *** نجاتاً ففي الأسفار سبع عوائـــقِ
تنكُّر اخوان وفقد أحبــــــــــــــــــةٍ *** وتشتيت أموال وخيفة ســــــارقِ
وكثرة إيحـــــاش ٍ وقلة مـــــؤنسٍ *** وأعظمها يا صاح سكنى الفنــادقِ
فان قيل في الأسفـار كسب معيشةٍ*** وعلــــم وآداب وصحبة فائــــــقِ
فقل ذاك دهرٌ قد تقـــادم عهـــــــده *** وأعقبه دهرٌ كثير العوائــــــــــقِ
وهذا مقالي والسلام مؤبــــــــــــد *** وجرب ففي التجريب علم الحقائقِ



وكأني بالإمام الشّافعي رحمه الله قد رغب أن يقطع الطّريق على أي تشكيك في فوائد السّفر كالّتي جاءت أعلاه فقال : ــ


ما في المُقـام لـذي عقـلٍ و ذي أدب *** مـن راحـةٍ فـدع الأوطـان و اغـتـربِ
سافـر تـجـد عِـوضـاً عـمّـن تُفـارقـهُ *** و انصب فإن لذيذ العيش في النصـبِ
إنـي رأيــت وقــوف الـمـاء يفـسـدهُ *** إن ساح طاب و إن لم يجر لـم يطـبِ
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست *** و السّهم لولا فراق القوس لـم يصـبِ
و الشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ***لملّها الناس مـن عجـم و مـن عـربِ
و التِّبـر كالتـُّرب مُلقـي فــي أماكـنـهِ *** و العود في أرضـه نـوع مـن الحطـبِ
فــإن تـغــرب هـــذا عـــزّ مطـلـبـهُ *** و إن تـغــرب ذاك عـــزّ كـالـذهـبِ




ومما يمكن إيراده قول الشّاعر : ــ



إرْحَلْ بنفسِكَ مِنْ أرْضٍٍ تُضَامُ بهَـا *** وَ لا تكنْ مِنْ فِرَاقِ الأهْلِ في حُرَقِ
مَــنْ ذَلَّ بَـيْــنَ أهـالـيـهِ ببَـلـدَتِـهِ *** فالإغترابُ لـه مِـنْ أحْسَـنِ الخلُـقِ
فالعَنبَـرُ الخـامُ رَوْثٌ فـي مَواطِـنِـهِ *** وَ في التغرُّبِ مَحْمُولٌ عَلـى العُنـقِ
وَ الكحْلُ نوْعٌ مِنَ الأحْجَـارِ تنظـرُهُ *** في أرضِهِ وَ هْوَ مَرْمِيُّ عَلى الطـرُقِ
لمَّـا تغـرَّبَ حَـازَ الفضْـلَ أجْمَـعَـهُ *** فصَارَ يُُحْمَلُ بَيْنَ الجَفنِ و الحَـدَقِ



وقول آخر : ــ

وطـول مقـام المـرء فـي الـحـي مُخْلِقٌ *** لديباجتـه ، فـاغـتـرب تـتـجـدد
فــإني رأيـت الشمـس زيـدت محـبـة *** إلى النـاس أن ليسـت عليهـم بسرمـد




والنُّصوص في هذا الأمر كُثر ولن أسترسل معها حتّى لاتَملّوا ولكن تلك المزيّه فيما أراه أن السّفر يفتح آفاقاً شتّى لذهنيّة الإنسان وبقدر ماطاف من الأمصار بقد ماتتسع مداركه ورُبّما ساهمت في تغيير حالته النفسيّة والإقتصاديّة وربّما الدينية ، فبغض النظر عن السفر لطلب العلم وهو مندوب إلاّ أن كثرة التنقّل ومخالطة النّاس ومُعايشتهم والتّعامل معهم تورث ذلك حتّى دون تكلّف ، ولعل المُتتبع لهذا الأمر يلحظه بوضوح ويكفي لاكتشافه أن يختار من رغب شريحة من أقاربه يكن فيهم من لم يبرح مسقط رأسه ـ حتّى وإن علا علمه ــ ومنهم المتوسّط في ذلك ومنهم كثير الترحال والتنقل وسيجد الفرق لاريب 0
أمّا أنا وأُصنّف نفسي فيما يتعلّق بالسفر خارجيا من المُقلّين فقد فَتَحَتْ لي هذه الزيارة آفاقاً شتّى منها إستشعار مانحن فيه من نعم وأعظمها الجو الإسلامي الذي تعيشه هذه البلاد وتحكم به فضلاً عن المستوى المعيشى والذي وإن شكى البعض فلم يبلغ معشار ماشاهدت ــ وليس المُقام لسرد بعض تلك المشاهدات ــ ، ومنها أنّه مهما كان الإنسان مُطّلع في مجال تخصصه فإن التحُدُّث مع خبرات من نطاق آخر في مجال التخصص سيضيف له الكثير، ومنها تفتيح الذّهن إلى الكثير من الفُرص التّجاريّة والتي قد تنقل من يتبنّاها بعزيمة وإصرار وحُسن تدبّر إلى مستوىً معيشي مُتقدِّم فقد زُرت عدداً من المعارض لبعض المصنوعات بل زرت حتّى مواقع بعض السلع الحِرفيّة وقارنت ذلك بما لدي من معلومات محلّيه فرأيت العديد من الفُرص لمن ليست له إرتباطات وظيفيّة 0000 وأختم بمثال أنني إخترت عاملاً زراعيّا بعد مقابلة عدد من الأشخاص يُجيد الزّراعة والقيادة والبناء واللياسة وعمل البويات بطريقة عندما شرحها لي أدركت أنّه صادق ــ بحكم أنني أُشيّد منزلا لي الآن ــ وخبراته من واقع جوازه خارج مصر تزيد عن إثني عشر عاماً وفي النهاية سيقدم للعمل مُزارعاً فالحمدُ لله على مانحن فيه من نِعم 0
لكن أوتضنّون أن تلك المزيّه هي التي إستهلّيت مقالي بها وأنّها جعلت كِفّة الإيجابيات راجحة ؟ كلاّ فالأمر أكبر من ذلك وهو يتلخّص في أنّني أمضيت ردحاً من الزّمن وأنا أرى أن لاسفر يصلُح إلاّ برفقة ذلك الرّجل حتّى أن وصل الأمر إلى التفريط في الكثير من الإجازات لإنشغاله وربما تهربه ظنّا مني أنّي لن أجد من يصلح للرّفقة سواه وقد حاول ثنيي عن هذه السّفريّة بشتّى السُّبل خشية ماقد وقع ، ولقد إكتشفت خطأ أن يربط الإنسان مصيره أوسعادته بشخص أو مكان أو عملٍ مُعيّن فيكون أسير ذلك 0

وختاماً هي رساله أحببت من خلال هذا المقال أن أوُصلها إلى ذلك الحاج أقصد الرّجل لأُخبره بأنه لم يعد الرّقم الأوحد في خيارات رحلاتي , وأنّه رُبّما يأتي اليوم الذي يُمسح فيه نهائيّاً ، فضلاً عن أنها تجربه رأيت أن من حقكم عليّ أن أُطلعكم عليها فربّما أفادت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
رد مع اقتباس