عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010   رقم المشاركة : ( 27 )
المقداد
كاتب مبدع

الصورة الرمزية المقداد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة


المقداد غير متواجد حالياً

افتراضي Re: العوض على الله .

إمتداداً للمشاركة التي وعدت بأن أعود إليها بثراء ..
وإستدراكاً لبعض صفات هذا البائع المتنقل والحاذق من وجهة نظري (فرّقنا) وبلغة مقدادنا الأعظم (فقّرنا)..
أجدني أمتلك بعض الذكريات والتصورات عن "باعوض" الذي إستطاع جني ما كان يمتلكه عجائزنا وكبار السن في بيضهم وسمنهم وعسلهم مقابل قطعة قماش من (ستن أو حلبي أو مسفع وخرّاط وكرته مزركشة بالترتر). ولعله هو بعينه من يقصده الحاج سلام .
وكأني الأن أتصور بعض الألفاظ التي كانت دارجة على لسانه من قبيل [ستن, ستن, تترون, ترفيله, خرّاط, مسافع] عندما كان يشنف آذاننا بها ضحى اليوم الذي يحل فيه علينا, ويهرع الأطفال وأنا من بينهم صوب بيوتنا يتنادون وهم راكضين معلنين قدوم الـ "باعوض" وحماره فينبري العجائز نحو دجاجهن لعله جاد لهم ببعض من بيض وصررهن ومدخراتهن ليضعونها مطمئنين أمام رأس حماره مقابل وصلة من قماش ستن أو تترون أو ترفيله أو خراط لونه أحمر أو حلبي مقلم.
كما أنني أجدني أستحضر حماره ناصع البياض وهيئته كأنها الفرس واسع العينيين عريض الجبهة وظهر ممتد الى ما لا نهاية, كيف لا يكون كذلك وهو ينوء بحمل ثقيل و(تنكتين) محكمة الإقفال وسايس بالغ الحنكة والدهاء, إذ إستطاع أن يُخرج ما إدخرنهن جدّاتنا.
وأتذكر أيضاً أنه كان صعب المراس بهندام مرتب نوعاً ما وجزمه (أكرمكم الله) سوداء اللون أكل عليها الدهر وشرب وستره (كوت) بلونها الأخضر القاني وأذكر أيضاً أنه كان قليل الجسم لا يحيد عن كلمته في سعر سلعة ما قيد أنمله
على وجه العموم هذا بعض مما تختزله الذاكره عن هذا الشخص الذي كان يختفي فترة طويلة ثم يهل علينا الى أن غاب غيبةً لا رجعة فيها حتى كتابة هذا المقال ووضع لنفسه مكانه من خلال النشاط التجاري الذي كان يزاوله في وقت يصعب فيه الذهاب الى (سويقه) للتبضع, وللتاريخ أن ما كان يقوم به من جلب بضائع ومستلزمات ضرورية تلبي إحتياجاتنا رغم الظروف آنذاك يعد من حسنات ذلك الرجل.
ختاماً:
أتمنى أن أكون قد وُفقت في وضع القارئ الكريم أمام شخصية كانت لها شأن ودور في حياتنا قبل 50 سنه من خلال بيعه وشرائه والشكر موصول للشيخ الحاج سلام الذي ذكّرنا ونقلنا الى حقبة من الزمن لم نكن لنتذكرها لولا أن تفضل علينا الحاج بذلك.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس