[أعاصير مغرب]

كذب كذبة وصدقها كذب كذبة وصدقها كذب كذبة وصدقها كذب كذبة وصدقها كذب كذبة وصدقها

ما فيه أجمل وأزين من الكذب إذا ما فيه ضرر على أحد....
ملح الدنيا الحكي إذا هو مبهَّر بالكذب.. أنا أستمتع وأستلذ وأنسجم وأستانس بالناس اللي عندهم قدرة على الكذب .. وتنميق الكلام وتبهيره بالكذب..طبعاً الكذب غير الضار..

لي صديق عرف عنه الناس الكذب .. يستملحون كذبه ويستعذبونه.. وثلاثة أرباع كلامه من هذا النوع ..

أحياناً يأتي بحكاية في داخلها مايكشف أنها كذبه أكبر من ( أجا) وهو جبل مشهور!!!! وأحياناً يأتي بحكاية لا يوجد فيها ما يكذبها .. وأنها ممكنة .. لكن لأنه هو اللي حكاها فهذا كافي عند السامعين أنها كذبة وأنها (هلس).

مثلاً حكى لنا ذات مره حكاية يقول فيها أنه في عام 1400هجري سافر بسيارته إلى الرياض ورافقه أحد زملائه بسيارته.. (بسيارتين يعني) بحجّة أنهم ممكن يتغدو فالطريق مع بعض .. وحتى لو صار مكروه على أحدهم .. لا سمح الله .. يساعد أحدهم الآخر .. ويزعم أنه عمل بصديقه مقلب – وهذا هو الشاهد - وذلك أنه اتصل بصديقه في الطريق وقال له أنه وصل إلى مدينة بريدة .. مع أنه لم يصلها بعد ..فسألناه :لكن ذاك الوقت مافيه جوّالات ؟ كيف اتصلت ؟ -وتوقعنا أن يحمرّ وجه على أقل تقدير- لكنه قال :( فعلاً .. ذاك الوقت مافيه جوّالات !!!! لكن ....) فقاطعناه قائلين له بصوت واحد لكن إيش؟ فقال : والله أذكر إني اتصلت به ومتأكد كمان.. لكن مدري اشلون.. اللي مو متأكد منه يمكن يا جماعة إنها مو في عام 1400 يمكن في عام 1420 . (انتهى)

وتحدث لنا بحكاية ممكن أن تحدث .. يقول :(في الصيف .. الظهر .. والدنيا مولعة من الشمس كنت جالس عند الباب وعندي سطل صغير فيه ماء .. فجاءت حمامة وصارت ترفرف فوقي مباشرةً فوضعت لها يدي فنزلت عليها ثم قفزت إلى الماء وبدأت تشرب .. فعلاً كانت على وشك أن تموت من العطش.. ولمّا شربت طارت وصارت ترفرف بأجنحتها فوقي .. ثم نزلت على رأسي .. وسجعت بصوتها ونامت .. فقلت في نفسي ما دمت أسقيتها فلن أذعرها و أكدِّر عليها نومها وأنا جالس ما أتحرك قرابة الساعة ثم قامت بعد ذلك وعملت استعراضات أمامي وحلّقت وراحت ..أنا متأكد أنها تتشكّر مني .. تروا ياجماعة الحيوان والطير يعرف المعروف ويحفظه وكل ما في الأمر أن الحيوان والطير ما ينطق ..)

اسمعوا وعوا واحكموا..( جاءني مرة وقال لي: والله ياأعاصير في نفسي شي ودي أقوله.. جرت لي حكاية .. حكاية عجيبة تقريباً من سنة.. ولا أقدر أحكيها لأنها صعبة .. ما راح يصدقها أحد .. حكاية من الحكايات اللي ما تحدث إلا في الأزمنة القديمة.. وأنا ما أقدر أكتمها في صدري.. ودي أحكيها لكل الناس.. وأنت صديقي ..)
قلت له : الله يحفظك يا بو عبد الله .. قلها وكلي آذان صاغية. قال : لكن رجاءاً تصدقني.. أرجوك يا أعاصير تصدقني .. إذا أنت ما تصدق حكايتي ما راح أحد يصدقها .. قلت له و أنا أضحك : عطني إياها... هاتها أنا مصدِّقك.. أنت ما شاء الله عليك ما تعرف الكذب .. لكن الناس ما هم فاهمينك !!.
فبدأ يحكي : (طلعت في رمضان الماضي بعد صلاة العصر .. أخذت فطوري وقلت أروح خارج المدينة أشوف مكان ممتاز أجلس فيه وأفطر مع الآذان .. لقيت شعيب من أجمل الشعبان تربته بطحاء حمراء مثل الذهب و أشجارطلح ..فنظرت إلى السماء فإذا هي زرقاء صافية .. فرفعت يديّ أدعو الله : يالله .. ياربي ..إن كان لي مقام عندك ..إنك تُنشىء فوقي سحابة تمطر علي لو نصف ساعة... والله يا أعاصير إنه بعد خمس دقايق .. وباقي على الإفطار ثلاث دقايق .. رفعت راسي وإذا سحابة سوداء تمشي مسرعة .. حتى صارت فوقي ..ومطر غزير .. سبحان الله ..بس على المكان اللي أنا فيه.. حتى إني كنت أشوف حدود المطر على شكل دائرة قطرها 300 متر.. سبحان الله .. والله يا أعاصير إن هذا اللي جرى لي .. )
قلت له وأنا ميت من الضحك: ما على الله صعب وأنت باين عليك – ماشاء الله – من أهل الخير!!!!!!!
قال و هو يغيّر جلسته : مصدّقني يا ولد ؟ . قلت : طبعاً مصدقك !! قال بعد ما مسك يدي : أجل أرجوك رجاء إني إذا حكيتها على أحد أو عند أحد إنك تزكِّيني .. تراني ودي أحكيها .
فضحكت وقلت : لا.. لا .. لا ..أصدقك إيه بس أزكيك ( معليش ) أرجوك لا تحرجني .. ما نبغى نخسربعض عشان هذي الحكاية .
فقال بتودد: أجل أرجوك أنت إحكيها نيابة عني .. وقول إني أنا اللي قلتها.
فانفجرت وقلت له وأنا في موقف محايد من البكاء والضحك : أقولك ما أقدر أزكيك تبغاني أحكيها عنك ؟؟!!
فقال : (أجل تظن إني ما أحكيها أحسن ؟ ) قلت :الأفضل إنك ما تحكيها !!.


* وبعد يومين .. وجدت أن كل الناس اللي أعرفهم يعرفونها.*