المصدر : جلاء الأفهام في الصلاة و السلام على خير الأنام تأليف : إبن قيم الجوزية قال اللَّه -تعالى- في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيم﴾ [الأحزاب: 56]. قال ابن كثير -رحمه اللَّه-: «المقصود من هذه الآية أن اللَّه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر -تعالى- أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالَمَيْنِ، العلوي والسفلي جميعًا».[تفسير ابن كثير جـ3 ص514]. فائدة هامة: لماذا خُصَّ المؤمنون بالسلام دون اللَّه والملائكة؟ الجواب: لأن السلام هو تسليم النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يؤذيه، فلما جاءت هذه الآية عقيب ذِكْر ما يؤذي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيم﴾ [الأحزاب:53]، والأذية إنما هي من البشر، فناسب التخصيص بهم والتأكيد، وإليه الإشارة بما ذكره بعده».[الفتوحات الإلهية للعجيلي جـ3 ص454].