استخفاف بالرأي العام أم عدم معرفة المسؤول بمهام إدارته
د. انور ابوالعلا
المسؤول السعودي يحظى بحصانة لا يحظى بها المسؤولون في الدول الأخرى، ولذا لا يحاول المسؤول السعودي أن يبذل جهدا لانتقاء كلمات تصريحاته التي تتعلق بتبرير تقصير إدارته في انجاز المهام التي كلفته القيادة الرشيدة بالقيام بها لخدمة الاقتصاد (وبالتالي الشعب) فهو بكل بساطة يرد على المنتقدين - من غير أن يخشى ردة الفعل - بأن ينفي التقصير كليا عن ادارته ويدّعي أن تحقيق هذه المهمة الناقصة ليست من مهام ادارته. آخر هذه التصريحات التي تناولها الكتّاب ووسائل الإعلام بالاستهجان هو تصريح هيئة الاستثمار بأن السعودة ليست من أهداف الهيئة العامة للاستثمار.
في الحقيقة نحن جميعنا نعرف أن السعودة المباشرة بمعنى إحلال العامل السعودي مكان العامل غير السعودي في أماكن العمل القائمة ليست مهمة هيئة الاستثمار - فهذه مهمة جهات أخرى أهمها وزارة العمل - ولكن بالتأكيد أن الجميع (بما فيهم هيئة الاستثمار) يعرف أن من أهم أهداف استقطاب الاستثمار الأجنبي هو ايجاد وظائف للمواطنين وأنه ليس من أهداف جذب الاستثمارات الخارجية تقويض عملية السعودة بإغراق سوق العمل بالعمالة الأجنيية.
موضوعنا اليوم - كما هو واضح من العنوان - ليس عن مهام هيئة الاستثمار، بل الموضوع هو عن تصريحات بعض المسؤولين السعوديين عموما وانما ذكرنا الآن هيئة الاستثمار - فقط - كمثال.
الأمثلة لمثل هذه التصريحات العشوائية كثيرة. لقد سبق بتاريخ 4 رجب 1430 بعنوان "مهام ومسؤولية البنوك المركزية" في الرياض الاقتصادي العدد 14978 أن اعترضت على مؤسسة النقد تصريحها بأنه ليس من مهامها (أو اهدافها) تحقيق العدالة أو الرعاية الاجتماعية، ووضّحت أن السياسات الاقتصادية (أي السياسة النقدية والسياسة المالية) بمعناها الشامل تشمل - ضمنيا كتحصيل حاصل - تحقيق الرعاية الاجتماعية وأن التصريح بأن السياسة النقدية لدينا ليس من مهامها الأخذ في اعتبارها تحقيق الرعاية الاجتماعية يعني أنه لا يوجد سياسات اقتصادية هادفة في المملكة.
كذلك سبق يتاريخ 18 ربيع الآخر 1431 بعنوان "علموهم الصيد بدلا من اعطائهم فتات السمكة" في الرياض الاقتصادي العدد 15258 أن استغربت تصريح وزارة العمل بأن البطالة في المملكة هي بطالة وهمية بينما - كما يعرف جميع من لديه ذرة من المنطق - أنه لا يوجد شيء اسمه البطالة الوهمية وانما هي زلة لسان أو ربما عدم دقة من الاعلاميين في نقل تصريح وزارة العمل.
هذا الغيض من الفيض من تصريحات المسؤولين - غير المسؤولة - في نفي مسؤولية اداراتهم عن تقصيرها في انجاز المهام الموكلة اليها هي عينة لبقايا ثقافة ورثناها من مرحلة قديمة كان المسؤول يعرف عن مهام ادارته أكثر مما يعرفه الرأي العام للشعب السعودي. أما الآن فقد تغير الوضع بسبب انتشار الوعي لدى الشعب السعودي ومعرفته لحقوقه واختصاصات ومهام الإدارات المختلفة وأن المسؤول لم يوضع في منصبه إلا لخدمة الشعب فلم يعد المواطن يقتنع بالتبريرات الواهية وأصبح المواطن السعودي قادرا على التمييز بين الصحيح والخطأ في تصريحات المسؤولين.
اقتناع - وبالتالي قيام - بعض المسؤولين بإدارة شؤون اداراتهم وكأنها جزر معزولة عن الإدارات الأخرى حالة خطيرة يجب تصحيحها، فأكبر خطأ هو أن يستميت المسؤول في تحقيق أهداف ثانوية من غير أن يحسب تأثيراتها الجانبية على تقويض أهداف الجهات الأخرى مما يسبب خسائر أكبر مما يجلبه قطاعه من مصالح للاقتصاد الوطني.
هذا التشتت وبالتالي التناقض في الأهداف يثبت انه ليس لدينا خطة مركزية تسترشد بها القطاعات المختلفة وتسعى لتحقيق أهدافها العامة لصالح الاقتصاد الوطني.
بالتأكيد أن الغرض من الموضوع ليس انتقاد اشخاص المسؤولين بذاتهم - فهم لا شك أنهم من خيرة وأكفأ ابناء الوطن وقد تم اختيارهم بعناية - وانما الغرض هو فقط تصحيح القناعات والمفاهيم الخاطئة لدى هؤلاء المسؤولين كي يرتقوا بتصريحاتهم الى مستوى وعي الشعب السعودي.
1050 مليون ريال صادرات المملكة من مادة الصودا السائلة
الدمام «الرياض»
بلغ إجمالى قيمة صادرات المملكة من مادة الصودا السائلة 1050 مليون ريال عام 2008، مرتفعة بمقدار 179.1 مليون ريال، مقارنة بعام 2007 ، بنسبة زيادة 20,6%.
وحسب تقرير أصدره مركز المعلومات بغرفة الشرقية أمس ضمن سلسلة تقارير نوافذ تسويقية التي تصدرها بشكل دوري فإن كلا من استراليا وجزر الباسفيك في المركز الأول من بين الدول المستقبلة للصادرات السعودية من الصودا السائلة، بنسبة بلغت حوالى 57,1% عام 2008 ، تلتها دول امريكا الشمالية بنسبة 12,7% من إجمالى قيمة الصادرات .
ونوه التقرير بأن هناك العديد من الأسواق الواعدة أمام المستثمرين المحليين في المنطقة الشرقية خصوصاً والمملكة على وجه العموم لزيادة حصصهم التصديرية من الصودا السائلة، ومن أهم هذه الأسواق الواعدة البرازيل والتى تستورد حوالي 7,5% من إجمالي الواردات العالمية من الصودا السائلة،ثم هولندا والتى تستورد حوالى 4,6% وايطاليا والتى تستورد حوالي 3,4% . وغيرها من الأسواق العالمية الواعدة.
وذكر التقرير أن قيمة الصادرات العالمية من الصودا السائلة (صودا في محلول مائي) قد بلغت حوالي 3864 مليون دولار، عام 2008، وارتفعت قيمة صادرات العالم من هذا البند بحوالي 32% سنوياً في المتوسط، خلال الفترة من 2004 إلى 2008م.
وجاء في التقرير بأن الولايات المتحدة الأمريكية شغلت المركز الأول بين الدول المصدرة للصودا السائلة على مستوى العالم، بما يمثِّل حوالي 21.3% من إجمالي قيمة صادرات العالم من هذه المادة. بينما بلغت قيمة الواردات العالمية من الصودا السائلة حوالي 4540.3 مليون دولار، عام 2008، وارتفعت قيمة واردات العالم من هذا البند بمعدل 30% سنوياً في المتوسط، خلال الفترة من 2004 إلى 2008م.
و شغلت استراليا المركز الأول بين الدول المستوردة للصودا السائلة على مستوى العالم، بما يمثِّل حوالي 15.1% من إجمالي قيمة واردات العالم عام 2008.