وهذه أيضا وهي عبارة عن مقتطفات اخترتها ، وكثير منها يتعلق ببعض ما سبقت الإشارة إليه. يقول الأستاذ أحمد جمال - رحمة الله عليه - : " إن العلماء الذين يحفظون العلم في صدورهم ، ولا ينقلونه إلى غيرهم ، ليسوا علماء ، لأن واجبهم أن يورثوا العلم الذي تعلموه للجهلاء علماً ومعرفة ، وللسفهاء أمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، ودعوة للخير إذاً فالمعلمون هم العلماء و ورثة الأنبياء بصدق ".
ومما كان يقوله من الكلام الجيد الحسن قوله : " إن المدرس ينبغي أن يطبق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) " .
واستدل بقول أحد التربويين حينما سأله معلم فقال له : كيف ينبغي أن أكون في تعليمي ؟ قال : كما كنت تحب أن يكون معلمك وأنت طالب .بمعنى أنه عندما كنت طالباً كنت تحب من المدرس أن يشرح ، وأن يعيد ، وأن يكون حسناً في تعامله ، وأن يكون .. وأن يكون ، فأحب لطلابك ما تحب لنفسك.
وقال هنا عبارة جميلة أشرت إلى صورة منها ، قال : " يرتكب المدرسون خطيئة كبرى حين يتخذون من منصة المدرسة عرشاً ، إذا ما جلسوا عليه تخيلوا أنفسهم معلقون بالثريا ورأوا طلابهم دونهم إلى الثرى ، فهم لا يرضون أن توجه إليهم من أسئلة الطلاب ومناقشتهم ، إلا ما اتفق مع أصول اللياقة والأدب ، ولا يسمحون لأي طالب مفكر أن يتجاوز معهم الحدود بنقاش أو جدال.
و يخطئ مدرسو المواد الدينية بصفة خاصة عندما يهملون الغيرة على حرمات الله ، و أحكام دينية ، فيقذفون بالسباب والملام في وجوه الطلاب ، الذين يبدو منهم بعض التساهل والتهاون في أحكام الدين وآدابه ، أو الطلاب الذين يكثرون الجدل حول بعض شؤون العقيدة وأصولها ، وينبغي أن يكون صدره رحب وأسلوبه مقنع في هذا الباب .
وأيضا مقالة لبديع الزمان النورسي يقول في وصف المعلم ، و هذا مما يفرح المعلمون : " العلم شيء بعيد المرام لا يصاد بالسهام ، ولا يقسم بالازلام ، و لا يكتب للائم ، و لا يرى في المنام ، ولا يضبط باللجام ، ولا يؤخذ عن الاباء والأعمام ، ولا يزكو الا متى طاف ، من الحزم ترى طيب ، و من التوفيق مطر صيب ، و من الطبع جواً صافياً ، ومن الجهد روح دائمة ، ومن الصبر سقي نافع ، وغرض لا يصاب الا بافتراش المدرس ، و استناد الحجر ، ورد الضجر ، وركوب الخطر ، وإدمان السهر ، واصطحاب السفر ، وكثرة النظر ، وإعمال الفكر ، فهذا كله من هو مطلوب منكم و من هو داخل في مهماتكم " .
وربما أقول عبارات للبشير الابراهيمي يقول فيها : " ربوهم على الرجولة وبعد الهمة ، وعلى الشجاعة والصبر ، وعلى الإنصاف والإيثار ، وعلى البساطة واليسر ، وعلى العفة و الأمانة ، وعلى المروءة والوفاء ، وعلى الاستقلال والاعتداد بالنفس ، وعلى العزة والكرامة ، وعلى التحابب والتسامح ، وعلى حب الدين والعلم ، وكونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال ، لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال والأحوال ، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الاقوال ... إلخ " .
نسأل الله لنا ولكم أن يعيننا على أداء هذه الرسالة العظيمة على أتم وجه خالصة لله عز وجل
وأعلم
أن أكثر المعلمين يعلم جيداً هذه البرقيات ولكن من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
أبومعاذ
عبدالله الجعيد