نجران تتربع على المركز الأول في نتائج المرحلة الأولى من مبادرة مؤشر انتشار البرودباند
الاتحاد الدولي للاتصالات: 10.8 % تمثل نسبة مستخدمي «برودباند» داخل المملكة
"الاقتصادية" من الرياض
تركز مبادرة " مؤشر انتشار البرودباند " في المملكة التي أطلقها مجلس تنافسية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذي ترعاه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ويموله مركز التنافسية الوطني في الهيئة العامة للاستثمار على تحديد مستوى سرعة نمو البرودباند في جميع المناطق السعودية وليس مستوى انتشاره، وذلك من خلال إجراء مسح لمزودي خدمات الإنترنت تقوم به إحدى الشركات العالمية بمعدل مرتين في العام وعلى مدى عامين، وسيتم نشر النتائج بعد كل عملية مسح. ثم تزويد صناع القرار في هذه المناطق بتقارير مفصلة عن النتائج، مع التوصيات التي يمكن لكل منطقة تنفيذها لرفع مستوى خدمة البرودباند فيها.
شركاء المبادرة مجلس تنافسية الاتصالات وتقنية المعلومات الذي يضم في عضويته ممثلين عن الهيئة العامة للاستثمار وبرنامج الحكومة الإلكترونية "يسر"، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مجلس الغرف التجارية، مجموعة الملز، شركة الاتصالات السعودية، شركة اتحاد اتصالات "موبايلي"، اتحاد الاتصالات المتكاملة، شركة سيسكو، شركة ميكروسوفت وشركة هيولت باكرد وترعاه هيئة الاتصالات والمعلومات ويموله مركز التنافسية الوطني في الهيئة العامة.
أهمية البرودباند من خلال توفير الوصول إلى شبكة الإنترنت بسرعات عالية يمكن للمجتمعات الحصول على مجموعة واسعة من المعلومات وبمختلف اللغات، كما يساعد الأفراد على التغلب على العوائق الجغرافية والمالية لتوفير الوصول إلى مجموعة واسعة من الفرص التعليمية، فعلى سبيل المثال يمكن للمواطن الالتحاق والدراسة في الجامعات الأجنبية دون الحاجة للسفر. ويساعد البرودباند على دعم مفهوم التجارة الإلكترونية وزيادة الإنتاجية التجارية والتي تعتبر أمرا ضروريا لرفع مستوى المعيشة للمواطنين، حيث يسهم ذلك في توفير فرص وظيفية كبرى والوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية بسرعة وفاعلية. ويقوم البرودباند بالإسهام في تغيير طريقة الأسر والعائلات في التعلم والتواصل والترفيه والاستعداد للمستقبل ويوفر معلومات حيوية وبالغة الأهمية عن الرعاية الصحية، والدراسة في الجامعات والكليات، ويوفر فرصا جديدة للعمل، وتطبيقات الأحوال المدنية ومثل استخراج رخص القيادة و التسجيل في الكليات وتقديم طلبات التوظيف. وللاتصال بالبرودباند فوائد جمة تتعلق بتطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية مما يؤدي إلى تبسيط تعامل وتفاعل المواطن مع الهيئات الحكومية، وتوفير المعلومات حول الأنظمة الحكومة وقوانينها إجراءاتها ويمكن للعاملين في الجهازين الحكومي والخاص الذين تتوافر لهم خدمة البرودباند العمل من المنزل أو من أي منطقة أخرى مفعل فيها خدمة برودباند مما يؤدي إلى تحسين استمرارية العمل في القطاعات والهيئات الحكومية والخاصة.
"البرودباند " الواقع والأهداف تشير آخر الإحصائيات (مع نهاية عام 2009) إلى أن نسبة انتشار النطاق العريض في المملكة بلغت نحو 10.8 في المائة من مجموع السكان. وعلى الرغم من أن هذه النسبة لا تزال متواضعة وأقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ 16.5 في المائة حسب تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات، وأقل من متوسط الدول المتقدمة (62 في المائة)، إلا أنها أعلى من متوسط الدول النامية (6.5 في المائة) ومتوسط الدول العربية (5 في المائة). كما بلغت نسبة انتشار النطاق العريض للمساكن في المملكة نحو 32 في المائة في نهاية عام 2009م. أما نسبة استخدام الإنترنت مع نهاية عام 2009 فقد بلغت 38.3 في المائة من السكان، وهي أعلى من المتوسط العالمي (26 في المائة)، وأعلى من كل من متوسط الدول العربية (18 في المائة)، ومتوسط الانتشار في الدول النامية (17.5 في المائة)، ولكنه أقل من متوسط الانتشار في الدول المتقدمة (64 في المائة). وتدل أرقام استخدام الإنترنت في المملكة إلى أن العدد وصل إلى نحو عشرة ملايين مستخدم، مما يشير إلى إمكانية زيادة نسبة انتشار النطاق العريض وأننا يتوقع أن تلعب الاتصالات المتنقلة دورا أساسيا في ازدياد هذه النسبة على المدى القريب والمتوسط. ووسط ذلك تسعى المبادرة الحديثة إلى تقليص الفجوة الرقمية بين مناطق وشرائح المجتمع في السعودية مقارنة بالدول المتقدمة وبالتالي التحوّل بالمملكة إلى مجتمع المعلومات والمعرفة. فعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية التي تعود للمملكة العربية السعودية من البرودباند إلا أن البنية التحتية الأساسية، والبيئة التنظيمية والثقافية، والفجوة بين المناطق الحضرية الريفية وغيرها تعتبر من أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر فعليا في انتشار البرودباند في مناطقها الإدارية لكن ينبغي لهذه الاختلافات ألا تحول دون نشر البرودباند بل تعزز الحاجة إلى اعتماد أفضل الممارسات التي تسهل زرع وانتشار سريع وفعال له من حيث إنشاء البنى التحتية والتكلفة.
نتائج المرحلة الأولى المرحلة الأولى من المبادرة التي تغطي الربع الأول من عام 2009 إلى الربع الثالث أظهرت تربع نجران في المركز الأولى من البحث من حيث نمو الطلب على البرودباند، وبنسبة معدل سرعة اختراق بلغت 25.98 في المائة، تلتها عسير بنسبة انتشار 21.28 في المائة، ثم القصيم بنسبة 20.86 في المائة. وهذه النتيجة تظهر مدى استعداد هذه المناطق لانتشار أكبر للبرودباند حيث يعزو الباحثون النمو في الطلب إلى إنشاء بنية تحتية تدعم نشر التكنولوجيا والاتصالات، فضلاً عن أن هناك نمواً متزايداً في نشاطها الاقتصادي. وسبب تربع نجران وبعض المناطق النامية على المناطق المتطورة كالمنطقة الشرقية ومكة والرياض يكمن في أن المبادرة تسعى لقياس نسبة نمو الطلب على البرودباند بين المناطق وليس نسبة انتشاره. و لذا فقد احتلت الرياض المركز الثامن بمعدل نمو انتشار بلغ 17.76 في المائة والمنطقة الشرقية في المركز السابع بمعدل نمو انتشار بلغ 17.85 في المائة و مكة المركز السادس بمعدل نمو انتشار بلغ 19.49 في المائة. بينما حصلت تبوك على أقل معدلات نمو في البرودباند باحتلالها المركز الأخير 13.7 في المائة تسبقها الجوف في المركز الـ 12 بنسبة 14.4 في المائة وعرعر في المركز الـ 11 بنسبة 14.2 في المائة مما يستدعي التركيز على أسباب تدني النمو في المناطق الثلاث ومعالجتها.
المرحلة الثانية في المرحلة الثانية من هذه المبادرة سيتم قياس نسبة سرعه النمو في المناطق الـ 13 على المنهجية نفسها وهي قياس نسبة سرعة نمو البرودباند بين المناطق وليس نسبة انتشاره ويتعين على المناطق الـ 13 الرئيسية العمل على رفع نسبة انتشار البرودباند لديها في خلال الأشهر الستة المقبلة قبل إجراء البحث لاحتلال مراكز متقدمة في الترتيب الذي بدوره يؤكد وجود الطلب على خدمة البرودباند من قبل المستخدم، والذي يستقطب القطاع الخاص للاستثمار في البنية التحتية والتوسع في تقديم الخدمة في هذه المناطق بمستوى أفضل. يبقى هذا المؤشر (مؤشر انتشار البرودباند) من أهم المؤشرات التي يسهم رصدها في تحفيز إنشاء بنية اتصالات تحتية مناسبة في مناطق المملكة التي تشهد معدلات منخفضة في انتشار خدمة البرودباند التي تتطلب التعاون المباشر بين الجهات الحكومية في المملكة بشكل عام وإمارات المناطق بشكل خاص وكذلك القطاع الخاص من أجل رفع مستوى انتشار البرودباند الذي بدوره سيدعم ويرفع المستوى الاقتصادي والمعيشي في المنطقة وتحسين تنافسيتها