بموضوعية
مدينتا الأمير عبدالعزيز بن مساعد وجازان.. إلى أين؟
راشد محمد الفوزان
الاستثمار هو أحد الروافد المهمة للدخل للدول والأفراد ومصدر جذب الأموال وتوفير فرص العمل وكسب الخبرة وإضافة مهمة إلى أي اقتصاد لأي دولة, هذه الفرضية المفترضة أو المأمول منها, حين نستعرض تجربتين لدينا وهما شركة إعمار ومدنية المعرفة وهي أشبه بشركات عقارية, شركة إعمار تركز نشاطها على القطاع العقاري وحصلت على مميزات وزخم كبير بني على أساس الشركة الأم "إعمار" الإماراتية, والسهم الآن يتداول بسعر أقل من 8 ريالات أي أقل من القيمة "الاسمية" وهي 10 ريالات, مدينة المعرفة الآن الجديدة التي سجلت سابقة تاريخية بتداول أقل من سعر الاكتتاب وهو القيمة الاسمية في اليوم الثاني فقط ويتم تداولها الآن بأقل من 9 ريالات, هذا الذي يحدث بمدينة المعرفة وإعمار التي تشيد المدن الاقتصادية التي أغرقتنا وعودا وآمالا عريضة بأنها مدن المستقبل وأنها ستجذب وتحل كل الأزمات الإسكانية لدينا, لكن الواقع ولغة الأرقام التي لا تجامل أو تلمع تقول العكس تماما, ولغة الأرقام تقول مثلا في إعمار السعودية أن المبيعات في عام 2008 بلغت 101 مليون ريال وعام 2009 بلغت 260 مليون ريال كمبيعات ولكن بالجانب الآخر نجد أن الخسائر لدى الشركة عام 2008 كانت 17 مليوناً تقريبا وعام 2009 بلغت 309 ملايين ريال, فكيف يحدث مبيعات ترتفع وتزيد معها الخسائر؟! هذا مؤشر بسيط وليس تحليلا ماليا؛ لأننا سنحتاج صفحات للقراءة المعمقة, ما الذي رفع خسائر إعمار السعودية عام 2009 إلى 309 ملايين ووضعت بجانب الأرباح المبقاة بالسالب طبعا رغم ارتفاع المبيعات؟ الشركة تأسست 13 مايو 2006 أي أن لها الآن أربع سنوات ونصف السنة وستكمل الخامسة ولكن حقوق المساهمين تتقلص مع كل ربع سنة؟ فما الذي يحدث بإعمار السعودية, وهنا نقول أي نوع هذا الاستثمار الأجنبي الذي أضافة لاقتصادنا من عوائد مالية؟ من توظيف لأبناء هذا الوطن, أي خبرات أضيفت؟ سيرد البعض بكلام إنشائي وأقول دوما وبتكرار: حدثونا بلغة الأرقام التي لا تخطئ ولن تخطئ. أخشى على مدينة المعرفة كما يحدث لشركة إعمار والشركة لا زالت بالبداية ولن نتحدث عن شيء لأن القوائم المالية هي المحط في النهاية ولكن لماذا تم تداولها بأقل من القيمة الاسمية؟ الأزمة المالية؟ الخوف؟ ماذا يحدث بالشركة، أيضا سؤال مفتوح ولا أملك إجابة واضحة له لأننا يجب أن نعود للقوائم المالية بدقة وننتظر نتائج على الأقل سنة قادمة ولكن هل المستثمر الذكي تغيب عنه شركة جديدة عقارية أو شبه عقارية ولا يستثمر بها خاصة صناديق الدولة التي تملك المال الوفير بلا حدود؟ فماذا يحدث؟
ننتظر طرح مدينتي الأمير عبدالعزيز بن مساعد بحائل وجازان بمنطقة جازان كمدن اقتصادية, فهل الرغبة بطرحها لا زالت مطروحة؟ يبدو أنها مستمرة, ولكن ما يحدث بإعمار السعودية ومدنية المعرفة يجب أن يوضع بحسبان أصحاب القرار عن ماذا يحدث بهاتين التجربتين ويجب تفادي ذلك بالمدينتين الجديدتين فما يحدث يطرح علامات استفهام كبيرة بلا حدود، وأكرر بلغة الأرقام التي لا تكذب أو تجامل, فماذا يحدث بالمدن الاقتصادية لدينا؟ هل هي مشاريع امتصاص أموال وسيولة ومنها خسائر مالية ولم تضف وظيفة واحدة لمواطن أو تحل أزمة سكنية أو أي شيء رغم رؤوس الأموال الكبيرة التي تقدر بمليارات الريالات التي لا نعرف أين سيكون مصيرها في النهاية كاستثمار لم يثمر حتى اليوم؟