حياك الله يا أبا الوليد
كما توقعت ، حلقة دسمة غنية ،
وأسلوب شيق رائق ، وباقة متنوعة من المعلومات ، كما هي عادة أدب الرحلات .
وقد اعجبتني ذائقتك في انتقاء القصيدتين ،
وخصوصا قصيدة دوقلة فهي من غرر القصائد في
وصف النساء ، بالرغم مما فيها من أبيات نابية ،
اعجبني تجاوزك لها . مع ملاحظة أن القصيدة مشكوك
في نسبتها لدوقلة ، وقد قيل إن هذه القصيدة انتحلها
أربعون من الشعراء ، وكلهم حلف أنها له . وممن اشتهرت
نسبتها له ( ابو الشيص ، والعكوّك ، وذو الرمة ، وابو نواس ...) وغيرهم كثير ..
وأنت قد ذكرت ان صاحب القصيدة تهامي ، وهذا يسرني باعتباري تهامي مثله . لكن دوقلة ليس من تهامة، فهو شامي من مدينة منبج بالقرب من حلب . والبيت الوارد في القصيدة :
ان تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني
أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
لا يدل على ان صاحب القصيدة تهامي . بل المعنى :
أنا معك حيث كنت ، فإن تتهمي فأنا تهامي ، وإن تنجدي فأنا نجدي .. ولا يلتفت الى القصة الواردة معها فهي كما قيل من الأساطير .
والقصيدة جميلة بغض النظر عمن هي له ، تهامي أم سروي ، أبو الشيص أم دوقلة أم العكوّك .
وان كان لي حق في الملاحظة على هذه السلسة فهي :
1) أن تكون موجزة قدر الإمكان فالكثرة الفاحشة في الحلقات ،
وكذلك طول الحلقة قد يبعثان السأم لدى القارىء .
2) التكثيف من الصور ، فالصور أصبحت أمرا مهما في الرحلات
وقد تغني صورة عن بلاغة البليغ . انظر ما كان يفعله ابو سيفين في رحلاته ، وانظرما فعله ابن أبي محمد في رحلته إلى الحبشة ، فلك فيهما اسوة حسنة .
والآن يا أبا الوليد أنت قد دخلت في منافسة على منصب
عميد منتدى الرحلات ، مع ابن أبي محمد ،ومن قبله أبو سيفين .
فأعانك الله وأعانهما .