التقرير الأسبوعي للبورصات العالمية
بيانات الوظائف الأمريكية تنعش آمال المستثمرين
جيمي تشيزوم من لندن
يتجمع المتداولون حول الموجودات الخطرة بعد أن تعززت الآمال (بفعل تقرير الوظائف الأمريكية الذي كان أفضل من التوقعات) بأن بإمكان الاقتصاد الأمريكي أن يتجنب الانزلاق من جديد نحو الركود الاقتصادي.
في نيويورك ارتفع مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" بنسبة 1 في المائة، وتشهد البورصات الأوروبية موجة من الاندفاع، في حين أن عوائد السندات الحكومية الرئيسية تندفع بحدة إلى الأعلى.
وارتفع مؤشر "فاينانشيال تايمز" للأسهم العالمية بنسبة 1.1 في المائة، على اعتبار أن عملات الملاذ الآمن، مثل الين والفرنك السويسري، تمر بحالة من التراجع، ويتصدر النفط مجموعة السلع باتجاه الأعلى مع الآمال بتحسن الطلب العالمي.
وكان المحللون يتوقعون أن يُظهِر تقرير الوظائف هبوطا بمقدار 100 ألف وظيفة، بسبب الاستغناء عن خدمات العاملين المؤقتين في برنامج الإحصاء السكاني، وكان من المتوقع أن يرتفع التوظيف في القطاع الخاص بمقدار 41 ألف وظيفة، وأن يرتفع معدل البطالة ليصل إلى 9.6 في المائة.
لكن الذي حدث هو أن عدد الوظائف التي تم الاستغناء عنها بلغ 54 ألف وظيفة، في حين أضاف القطاع الخاص 67 ألف وظيفة، وكان المحللون مصيبين بالنسبة لمعدل البطالة، كذلك كان هناك تعديل إيجابي في أرقام الأشهر السابقة.
وساعدت البيانات على تحسين المزاج العام الذي يحرك الأسواق منذ بداية أيلول (سبتمبر)، والتي تحسن أثناءها وضع مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" بفعل البيانات الاقتصادية التي كانت أفضل من التوقعات، بحسب ارتفع المؤشر بنسبة 3.9 في المائة خلال يومين.
وهناك مؤشر آخر يفيد بإعطاء فكرة عن وجهة النظر المتفائلة لدى المستثمرين حول آفاق السوق، وهو مؤشر فيكس لمقياس التقلب، ويعتبر هذا المؤشر مقياسا لمقدار التقلب المتوقع في الأسهم، ودليلا على مستويات القلق لدى المتداولين، وقد اندفع إلى ما دون مستواه المتوسط على مدى 200 يوم، وقد هبط بنسبة 4.2 في المائة، ليصل إلى 22.2 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وكانت الحركات في مجموعة العملات ضئيلة في البداية، ما يشير إلى عزوف المتداولين عن الدخول في تعاملات جديدة قبيل البيانات الأمريكية.
لكن عاد التداول إلى الحياة، وتراجع الين، الذي كان واحدا من المؤشرات الرئيسية على شهية المخاطرة في الفترة الأخيرة، بنسبة 0.8 في المائة مقابل الدولار، حيث سجل 84.97 ين مقابل الدولار، وتراجع بنسبة 1.1 في المائة مقابل اليورو، حيث سجل السعر 109.32 ين. لكن الدولار هبط بنسبة 0.2 في المائة بحسب الوزن التجاري النسبي، حيث تراجع أمام اليورو والاسترليني. وأضافت السندات الحكومية الرئيسية إلى مخاطر جلسات التعامل القليلة السابقة، بسبب خشية المتداولين من أنه لا بد من ظهور مزيد من بيانات اقتصادية سيئة للغاية في سبيل إبقاء العوائد على السندات قريبة من مستوياتها المتدنية التاريخية.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، الذي اخترق مستوى 2.47 في المائة حتى فترة قريبة هي يوم الثلاثاء؛ بنسبة 11 نقطة أساس، ليصل إلى 2.74 في المائة، كما ارتفع العائد على سندات الخزانة الألمانية بنسبة سبع نقاط أساس، ليصل إلى 2.36 في المائة.
والبيانات الضعيفة من قطاع الخدمات في بريطانيا ساعدت سندات الخزانة البريطانية على التفوق في الأداء، في حين أن العائد على السندات لأجل عشر سنوات ارتفع بنسبة ثلاث نقاط أساس فقط، ليصل إلى 3 في المائة.
وعكس النفط خسائره المبكرة، ويجري تداوله بزيادة 0.4 في المائة، ليصل إلى 75.23 دولار للبرميل، ما ساعد على تحقيق زيادة مقدارها 0.3 في المائة في مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي القياسي لمستوى أسعار السلع.
ويبدو أن التحسن في بيانات الوظائف الأمريكية أضر قليلا بمكانة الذهب كملاذ آمن، فقد تراجع الذهب بنسبة 0.8 في المائة، ليصل إلى 1241 دولارا للأوقية.
وفي أوروبا، بعد صباح فاتر، اقتفت البورصات الأوروبية بصورة سريعة رد فعل العقود الآجلة في الولايات المتحدة على أرقام الوظائف. وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بنسبة 1.3 في المائة، ويعود هذا التحسن إلى صدور تقرير حول قطاع الخدمات في منطقة اليورو يشير إلى أن نمو الأعمال تحسن في شهر آب (أغسطس) على نحو أفضل مما كان متوقعا. وفي لندن سجل مؤشر فاينانشيال تايمز 100 زيادة مقدارها 1.4 في المائة، لكن مؤشر فاينانشيال تايمز 250، الذي يعتبر أكثر حساسية نحو الاقتصاد المحلي، سجل زيادة طفيفة مقدارها 0.8 في المائة بعد صدور تقرير مخيب للآمال حول قطاع الخدمات في بريطانيا. وفي آسيا ارتفعت الأسهم قليلا بعد أن ساعد التحسن في تقرير الوظائف الأمريكية على طمأنة المتداولين حول الانتعاش الاقتصاد العالمي، كما ساعد على تحسين أسهم شركات التصدير.
وارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز لمنطقة آسيا الباسيفيك بنسبة 0.5 في المائة، حيث بلغ معدل الزيادة على مدى الأسبوع 2.5 في المائة، وفي طوكيو سجل مؤشر نيكاي 225 زيادة مقدارها 0.6 في المائة، وفي تايوان سجل المؤشر زيادة مقدارها 1.4 في المائة.
وطرأت زيادة مقدارها 0.2 في المائة على كل من مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ومؤشر S&P/ASX 200 في أستراليا.
وكانت النتائج في الصين متباينة، حيث تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.1 في المائة، لكن مؤشر هونج كونج اقتفى الاتجاه العام في المنطقة وارتفع بنسبة 0.3 في المائة.
أنظار السوق
العقد الضائع. أي عقد ضائع؟ ربما يكون مؤشر ستاندارد آند بورز قد تراجع بنسبة 25 في المائة منذ بداية الألفية، لكن بالنسبة للمستثمرين الذين يتمتعون بقدر أعلى من الخيال، فقد كان بإمكان سنوات القرن الحالي أن تكون مثمرة أكثر من ذي قبل، وارتفع مؤشر جاكارتا المركب بنسبة 1.4 في المائة يوم الجمعة، ليسجل مستوى قياسيا جديدا عند 3164.8 نقطة، حتى في الوقت الذي أمر فيه البنك المركزي الإندونيسي البنوكَ بتخصيص مزيد من رأس المال، في سبيل تقليص الإقراض ومكافحة التضخم المتسارع.
وهذا يدفع بالمكاسب التي سجلها مؤشر جاكارتا المركب منذ كانون الثاني (يناير) 2000، لتصل إلى 370 في المائة، في الوقت الذي تركب فيه إندونيسيا (رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان) موجة النمو القوية في آسيا وتتمتع بفترة من الأمن السياسي النسبي.