جهات حكومية وخاصة تقدم طلباتها مبكراً
الرياض: مخطط لاستغلال المياه المعالجة في الزراعة والصناعة
استفادت الهيئة من إعادة استعمال المياه الأرضية المصروفة من المدينة، في عدد من مشاريعها الرئيسية كالجزء الأوسط من طريق الملك فهد، ومتنزه سلام.
عبيد الأنصاري من الرياض
أقرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، المخطط الشامل لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في مدينة الرياض، بهدف تحديد الاحتياجات الحضرية والزراعية والصناعية من هذه المياه المعالجة، والاستدامة في استخدام المياه في المدينة، عبر الاستفادة القصوى من مياه الصرف المعالجة حالياً ومستقبلاً.
ويشتمل المخطط على تحديد مسارات الخطوط المستقبلية لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في المدينة، ويركز على إعادة استعمال المياه المعالجة على خدمة أغراض الري الزراعي وري المسطحات الخضراء والحدائق، وكذلك الاستخدامات الصناعية والتجارية الجديدة مثل: التبريد المركزي، والمشاريع الترفيهية.
وقد تم وضع مخطط عام للتوزيع يشمل: البنية التحتية لشبكة التوزيع، ومحطات الضخ، والخزانات الرئيسية، إلى جانب الشبكة المستخدمة حالياً، والمخطط لها للري الزراعي.
ويأتي هذا المخطط ضمن سعي الهيئة للحد من استنزاف الموارد المائية النادرة في المدينة، وتوجيه مصادر المياه وفق الاحتياج المناسب، تحقيقاً لمبادئ الاستدامة وإدارة الموارد المائية، ولزيادة ورفع مستوى الوعي بأهمية إعادة استخدام المياه المصروفة، ووضع آليات تنظم استخدامها، والضوابط الفنية لذلك، على اعتبار أن ذلك من شأنه الحد من استنزاف الموارد المائية النادرة في مدينة الرياض، وتوجيه مصادر المياه وفق الاحتياج المناسب، وقصر استخدام مياه الشرب الأكثر تكلفة على الاستخدامات الضرورية فقط، تحقيقاً لمبادئ الاستدامة وإدارة الموارد المائية.

المهندس عبداللطيف آل الشيخ
وقد أعدت الهيئة هذا المخطط عبر ثلاث مراحل تخللها عقد ثلاث ورش بمشاركة مختصين في هذا المجال، وتضمن دراسة مياه الصرف في جوانب: الكميات، النوعية، طرق المعالجة، الاحتياجات الحضرية وغير الحضرية المختلفة التي تتطلبها المدينة، والأنظمة والسياسات الحالية ذات العلاقة.
كما أجرت الهيئة مسحاً ميدانياً لعينات من فئات المجتمع والمستخدمين المحتملين لهذه المياه، كشفت وجود قبول ودعم كبير لفكرة استخدام المياه المعالجة لري الأماكن المفتوحة والملاعب الرياضية وغسل الشوارع.
وأكد المخطط ارتفاع معدل الطلب على تلك المياه لاستخدامات مختلفة من أبرزها: الري الزراعي أو ري المسطحات الخضراء والحدائق، والاستخدامات الصناعية والتجارية الجديدة، مثل التبريد المركزي، مشيراً إلى أن هناك جهات عدة حكومية وخاصة، تقدمت بطلبات للحصول على كميات محددة من تلك المياه، من بينها أمانة منطقة الرياض، وزارة الزراعة، مركز الملك عبد الله المالي، محطة توليد الكهرباء في جنوب الرياض، ومصفاة الرياض.
وتضمن المخطط الشامل لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في مدينة الرياض، تحديد كميات مياه الصرف المعالجة التي يمكن إعادة استخدامها حتى عام 1450هـ، والتي تتجاوز 1550 ألف متر مكعب يومياً، بناء على ما يجري تنفيذه، وما هو مخطط له، من مشاريع لمياه الشرب والصرف الصحي والمعالجة، حيث ستتم الاستفادة من كامل المياه المصروفة من المدينة في نهاية فترة المخطط.
كما يتضمن المخطط، عناصر من بينها: تنفيذ شبكة توزيع رئيسية على مستوى المدينة، وإنشاء محطات ضخ، ووضع نظم تشغيل متقدمة للتحكم في التوزيع.
كما تضمن المخطط إعداد خطة مرحلية للتنفيذ، تستند إلى وضع سياسات تعنى بنوعية المياه المعالجة وفق المقاييس المحلية والعالمية، وتشجيع مشاريع إعادة استعمال مياه الصرف، بما في ذلك إعادة استعمال "المياه الرمادية" الذي بدأ تطبيقه في عدد من المشاريع الكبرى، والاستفادة من تجربة إعادة استعمال المياه الأرضية المصروفة من المدينة، التي نفذتها هيئة تطوير مدينة الرياض في عدد من مشاريعها الرئيسية كالجزء الأوسط من طريق الملك فهد، ومتنزه سلام.