عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-27-2010
 
ابوسيفين
كاتب مبدع

  ابوسيفين غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2441
تـاريخ التسجيـل : 23-04-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,928
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 583
قوة التـرشيــــح : ابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادة
افتراضي دلوني على السوق

دلوني على السوق دلوني على السوق دلوني على السوق دلوني على السوق دلوني على السوق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : ــ


أحب أن أُشير أولاً إلى أن ما سأورده في مقالتي هذه إنما هو إستكمال للمستفاد من رواية شيخنا الحاج سلام تحت عنوان (( التجارة تسعة أعشار الرزق ))على الرابط





وقد كنت في مداخلة لي على تلك الرواية إستأذنت كاتبنا في إفراد موضوع عن مزيّة التجارة على غيرها من وسائل طلب الرزق وديننا الإسلامي حث على التجارة عموما وجعلها من أصول الحلال بل سمّاها القرآن الكريم فضل الله، فقال تعالى: وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله [المزمل:20] . وقال تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم [البقرة:198] . وقال تعالى: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله [الجمعة:10]. وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: سُئل: أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. رواه البزار وصححه الحاكم. انظر بلوغ المرام 0

وقد أشرت في مداخلتي تلك الى ما أشعر به من ألم وأنا أُشاهد الأجانب إستولوا على مُقدّرات البلد تحت ناظري العاطلين من أبنائها حتى إن الواحد يكاد يجزم بأن النسبة الأكبر من المحلاّت التجارية أضحت لأولئك الغُرباء وقد تغلغلوا حتى في القرى النائية والأودية السحيقة ، ومن كان يتمتّع بجزء من الفطنه من أبنائنا إكتفى بالتستر عليهم وإعارتهم إسمه مقابل ثمن بخس وقد إنكشف ذلك جلياً عندما كان للجوازات نشاط قبل حوالي عشرة أعوام إظطر معه أولئك الغُزاه الى التخلّي عن بعض مكتسباتهم واستعاروا أسماء بعض عملائهم حتى لأني أعرف شخصاً في تلك الفترة ليست له وظيفة معلومة ولايحمل مؤهلات ظهرت عليه إشارات النّعمة وقال لي من يتواصل معه أنّه سجّل عشرة محلاّت للخياطة باسمه ويتقاضى عن كل منها ثلاثة الآف ريال شهريّاً ، والتفت إلي قائلاً (( كم راتبك سعادة المستشار ! ))
إنه لمؤلم حقاً أن تكون كل تلك الفرص في البلد ويبقى الكثير من أبنائنا يضعون رجلاً على الأخرى بانتظار الوظيفة والتي مهما علت مرتبتها لن تكون أكثر من مساعد لملاقاة متطلبات الحياة الضرورية ، أما الرفاهية فالسبيل الأوحد إليها ــ بعد توفيق الله تعالى ــ هو التجارة واسألوا كبار الموظفين من ربعنا عن صحّة قولي 0بل إني أتمنى أن يُمعن كلٌ منا النظر في أحسن أربعة أو خمسة موسرين ممن يعرفهم هل الوظيفة هي المصدر الوحيد لما هم فيه من رفاهية ؟
أكاد أجزم بأن الإجابة بالنفي ، بل إن جُلّ من بنوا مساكن لم تكن الوظيفة هي مصدر رزقهم الوحيد إذ لابد أنهم باعوا أو شروا أو نحواً من ذلك
ــ أعلم بأن القاعدون سيقولون إن التجارة تحتاج الى رأس مال وأقول ليس ذلك صحيحاً على إطلاقه والألف ميل كما يقولون تبدأ بخطوه والأمثلة أكثر من أن تُعد ، فما هو رأس مال الراجحي أو صالح كامل أو أسماء عدّه من تجّار هذا البلد ؟؟ إرجعوا إلى الإنترنت واقرأوا سير أُولئك ، فالراجحي بدأ حمّالاً وطبّاخاً وبائع كيروسين ، بل مارس أعمالاً أقل من ذلك 0 وصالح كامل كان يصنع من عظام الخراف ادوات لعبة شعبية يقال لها "الكبوش"، ويبيع ما صنعه لزملائه مروراً بالعمل مُعقّباً لدى الدوائر الحكومية 00و00و 00والأمثلة كُثُر0
بل ماهو رأس مال التاجر الصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ـ أحد العشره المبشرين بالجنة ـ الذي قدم الى المدينة مُهاجراً خالي اليدين فآخى الرسول صلى الله وعليه وسلم بينه وبين الصحابي الجليل"سعد بن الربيع الأنصاري وعندما عرض عليه سعد رضي الله عنه أن يأخذ من أمواله مايشاء قال قولته المشهورة (( دلوني على السوق )) فانطلق رضي الله عنه حتى أصبح أحد كبار تجّار المدينة 0
ــ أعلم بأنّه سيأتي من يقول ذلك زمنٌ ولّى والفُرص كانت واضحة ومُتاحة وأقول إن ما هو مُتاح الآن أكثر من أن يُحصى لكن التواني والعجز هما ما أقعدانا عن طلب الرّزق وقد صدق الشاعر إذ قال : ــ



كأن التواني أنكح العجز بنته ... وساق إليها حين أنكحها مهرا

فراشا وطيئا ثم قال لها اتكي ... فقصراكما لا شك إن تلدا فقرا





وللتدليل على ذلك سأروي لكم بعض القصص من واقع اليوم لعلّ وعسى فهذا جاري ((ابو مصلح القرني )) ـ أحسبه من أطيب الرجال وأصدقهم ـ يروي لي قصّة شاب من جماعتهم أنهى الجامعة وبقي في البيت من دون وظيفة لضعف تقديره وسوء تخصصه (( ومُخرجات التعليم همٌ آخر )) الشاهد أن ّله ثلاث أخوات سبقنه في التخرّج وتوظفن وقد خشين على أخيهن من الضياع وأردن أن يُشغلنه حتى تتسنّى له فرصة وظيفية فاقترحن عليه أن يُسلّفنه مبلغ ثلاثين ألف ريال للمتاجرة بها كما إقترحن عليه من واقع مُطالعاتهن أن يستأجر كونتراً في أحد المحلاّت الكبيرة في أسواق الإتصالات بالرياض لبيع إكسسوارات الجوالات وبدأ العمل وبعد ثلاثة شهور عرف الكثير عن أسرار تلك التجارة وأن من يبيعهم تلك البضاعة يشتريها من السوق الحُرّه بجبل علي بالإمارات بأثمان زهيدة فقرر أن يُصبح تاجر جملةٍ مثلهم فصفّى كونتره وجمع نقوده وقد ربح حوالي عشرة آلاف وذهب الى هُناك واشترى بضاعة كثيرة لم يستغرق في توزيعها في الرياض سوى أقل من أسبوعين وقفل راجعاً الى الإمارات وقد إكتسف الرجل بفطنته أن مايُباع عليهم في الإمارات بدرهم يُباع في الصّين بنصفه أو أقل فقرّر السفر الى الصّين وهناك قابل في أحد الفنادق أحد أبناء هذا البلد وتحدّث كل منهم للآخر عن تجارته فأخبره صاحبه أنه يُتاجر في الكهرباء وأن هُناك أنواع متعدّده من النّجف وبأشكال غريبه تُباع في السعوديه بثلاثة أضعاف سعرها في الصّين فأخذ صاحبنا جولة إستطلاع درس خلالها المعروض هناك ثم رجع الى الرياض وتجوّل على محلاّت الكهرباء ومن يومها حوّل تجارته ، قال أبو مصلح ولم يُكمل السنتين إلاّ ورأس ماله يزيد عن المليون وأصبح يوزّع بضائعه على تجار المدن الرئيسة على التصريف 0000
هاه مارأيك أيّها القاعد المتواني أبقي لك من حُجّه ؟ ربما ستقول لي ذلك الرياض حدّثنا عن الطائف ؟
حسناً ! روى لي أحد الزّملاء عن أن قريباً له قدِم الى الطائف في الصيف وذهب الى سوق الخُضار فجراً وكان مما يرغب في شرائه كرتونين أو ثلاثة كراتين طماطم ، قال ورأيت المُحرّج يبيع الكرتون بعشرة ريالات ويأبى تاجر التجزئة أن يبيع إلاّ بعشرين والتنقية ممنوعة قال فطلبت من المُحرّج أن يبيعني طلبي فقال هنا البيع بالجملة فقال ـ وقد كان فطِناً أبيّاً ـ أحسست أنني أمام تحدٍ فقرّرت الدخول في المزاد ورست عليّ مجموعه من الكراتين تزيد عن الثلاثين وبعد أن دفعت قيمتها واخترت ما أحتاجه أعلنت البيع على مازاد بسعر خمسة عشر ريالاً للكرتون وماهي سوى عشرة دقائق قفلت فيها بما اُريد من خُضار وبمربح يفوق مايتقاضاه بعض الموظفين كأجر يومي وخلال عشر دقائق !!!
لقد أعجبني النص الذي نقله كاتبنا الحارث من كنز العمال ((يا معشر قريش لا يغلبنكم الموالي على التجارة )) ولتسمحوا لي بأن أُكرر النداء يامعشر أبناء العمومة لايغلبنكم الهنود والبنقال على التجاره )) 0
إن عجزتم عن كل ماذكرت فليس أقل من أن يستغل أحدكم وقته الذي يُمضيه في مشاهدة روايات وقصص قسم التراث أو شجاري الحياة الفطرية أوزيارات قسم الرحلات أو فلاشات قسم التصميم 0 0 0 والقائمة تطووول ، بدلاً من ذلك لو يطلب من الشّيخ قوقل أن يُمِدّه بأفكار لمشاريع صغيره تتناسب ومقدرته لكان خيراً له 0

وقبل الختام لايفوتني أن أُؤكد أن كلامي للجميع وأولهم أصحاب الوظائف فهل حان الوقت للضرب في الأرض أم أن (( الضرب في الميت حرام ))
رد مع اقتباس