رد: دلوني على السوق
الشيخ ابو سيفين يحفظه الله
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته , وبعد :
موضوع مهم نرغب في تثبيته مستقبلا أن تقبل المشرفون هذا ألأقتراح .
ولأنه موضوع جاد ومهم ومفيد , سوف تتعدد مداخلاتي حتى أساهم معكم ومع بقية ألأخوة بعدد من الردود أبوح فيها بخواطري .
وليكن هذا الرد هو الرد رقم واحد , لتليه لاحقا ردود متسلسلة أخرى بمشيئة الله .
وقبل الشروع في الرد ألأول أود هنا أن أنوه الى واجب ألأنضباط بالشرع , فلا خير في تجارة يدخلها حرام , ولا خير في مكاسب ومغانم تعمر بها دنيا فانيه , وتهدم بها آخرة باقيه.
فبئست التجارة التي يقترض أصحابها القروض الربويه , أو التي يحصلون على مادتها من المصادر المشبوهه , أو التي يروجها أصحابها بالكذب والأيمان الحانثه , أو التي يغش تاجرها المسلمين وغير المسلمين بها , أو التي يمارس فيها شكلا من أشكال الأحتكار أو النجش ...الخ .
الرد رقم واحد :
مهنة التجارة تحتاج الى قرون أستشعار (حاسه تجاريه) , وهي حاسة مكتسبة تتكون غالبا من جراء الثقافه الموروثه , والخبرات المتراكمه , والبيئة المحيطة , والظروف المواتيه , والدوافع الكامنه .
وحتى أقرب لكم معنى هذه العبارات ألأنشائية ما أمكن التقريب , أضرب لكم مثالا باليهود ودورهم في التجارة العالمية , والحضارم ودورهم في التجارة المحليه ..
والتجارة تحتاج مع رأس المال وروح المبادرة الى خبرة جيده , ومعلومات دقيقه عن السلعة أو مجموعة السلع التي يتاجر بها , أبتداء من مصدرها الذي يزود التاجر بها , وأنتهاء بأسواقها ونسبة أقبال الزبائن عليها , ومستوى وحجم المنافسة من الغير على تسويقها .
والخبرة غالبا لا تأتي ألا بالتدرج , والحصول عليها (للمبتدء) يحتاج الى أرادة وتواضع , وعمل في نفس المجال حتى ولو أضطر طالب الخبرة الى العمل بدون راتب , لأن كسب الخبرة لمن يريد التجاره هو الهدف ألأسمى والمكسب ألأولى .
وهكذا هي سنة الحياه , العلم فيها بالشيء من أهم عوامل النجاح , وهكذا هي طبيعة ألاشياء تبدأ صغارا ثم تغدوا كبارا بنمو متدرج وسير الى ألأمام لا يخلو من تعثر في الخطى أحيانا .
أما الذين خبطوا خبط عشواء فنجحوا , كبر النجاح أو صغر , كما حدث ذلك في بداية الطفره , أو بعض الظروف والأحوال المواتيه , فتلك هي الصدف في أحوال غير عادية , وذلك هو الشاذ , والشاذ الذي لا حكم عليه.
|