[ابن ابي محمد]

حليف بدر الدجى , الشيخ ابو سيفين : ابن أبي محمد مجرد راوي يروي لكم عن الشيخ , والمعلومات التي تقرأونها ليست على مسئوليتنا , وأنما على مسئولية مصدرها ألأصلي , فلا تحملنا جزيت خيرا ما لا نحتمل .
ثم لا تنس حفظك الله قول من قال , أن شطر كلام العاقل يحذفه الشاطر , ويستبقي شطره الآخر (كلام العاقل ينقص النصيفه) , فأن صح هذا المثل فلا أظن شيخكم خارج عن هذه القاعده , هذا أولا .
وثانيا , هدفنا من الكتابة هو أثراء الموضوع حتى يجد القارىء فائدة حقيقيه ومعلومات قيمه,, وهي معلومات نريد أن ننبه القارىء فيها الى أن مصادر التبضع ألأصلية في مستمد يده , ولم تعد محتكرة أو بعيدة المنال كما كان يحدث بعقود مضت , وعلى الباحث عن الرزق بذل الجهد أولا , وبعد ذلك كل ميسر لما خلق له , لكنه تيسير يتطلب العمل وفق السنن الكونية التي تستوجب بذل الجهد الى جانب التوكل , فالطيور لم تعثر على أرزاقها ألا بعد الغدو والرواح , ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله , لرزقكم كمل يرزق الطير , تغدوا خماصا وتروح بطانا) .
والآن دعونا نعود الى رواية الشيخ , ودعونا نصبر على تجاوزاته ونتحمل شطحاته وأطالاته المملة أحيانا , فالحكمة ضالة المؤمن , أنا وجدها أخذها .
يقول ابو نقشه فيما يرويه عن رحلته الى الصين :
الفايده الثالثه , أنتبهوا , من غشنا ليس منا , وأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوه , ولا يضركم من ضل أذا أهتديتم :
نقول هالكلام لأخواننا حتى لا يفتنون ولا يستغربون وهم يبحثون عن الرزق الحلال أذا وجدوا بعض ألأسواق ما يسودها من تجارها ألا فجارها .
واللي لاحظناه في رحلتنا أكد لنا الأنطباع اللي كان في أذهاننا عن بعض الفاقدين للأمانه من تجارنا , وعلى شاكلتهم وجدنا أغلب تجار دول العالم الثالث من أفارقه وغيرهم .
كيف ؟.
أغلب الصناعات الصينيه تصنع بجوده عاليه جدا وتدرج في النزول حتى المتوسطه , والتاجر ألأوربي تلقاه يناقش المصنع أو الجهه المسوقه حتى يرفع من جودة المنتج ومواصفاته , وأذا رفعها لسقف الجوده , بعدها يحاول خفض الكلفه , ثم يطلب كتابة مستوى الجوده والمواصفات بأمانه كامله على مغلف السلعه , لأنه يعلم علم اليقين أنها أذا وردت لبلده تتبعتها جهات مراقبة النوعيه وفحصت منها عينات عشوائيه فحص علمي وتقني حتى تأكد من جودة النوعيه وتطابقها مع ما كتب على الملصق حتى يحمون المستهلك , ويلزمون المستورد بمعاير ومقايس الجوده .
أما تجارنا فلا يجي هذا الشي على خطرهم , ولا يهمهم ألا ملا جيوبهم , ولا يعنيهم من بعيد ولا من قريب الجوده بتاتا , والمهم عندهم هو خفض سعر التكلفه على حساب الجوده , ويظلون يفاصلون ويفاوضون على ألأسعار على حساب الجوده حتى يضطرون ممثل المنتج يخفض ثم يخفض وهو في منتهى الدهشه والأستغراب والخجل حتى تصل المواصفات الى أدنى حد ممكن مع شرط ألأحتفاظ بالشكل الخارجي للنوعيه الجيده ما أمكن .
فمثلا : تلقى فرشاة ألأسنان الممتازه غاليه نسبيا , وعليها ضمان من سنه الى سنتين حسب جودة ألياف الفرشاه ومواد ثانيه داخله في التصنيع , ونادر تلقى فرشاه ما عليها على ألأقل ضمان سته أشهر .
لكن ربعنا التجار ما يهمهم ألا المظهر , ويظلون يلحون ويطلبون خفض المواصفات والأحتفاظ بالشكليات حتى يشترون فرشاه رخيصه تخدم شهر ويبدا يتلوى شعر الفرشه وتتلف اللثه , أو تستخدم لمره واحده وترمى مثل فرشاة الخطوط السعوديه اللي يعطونها للمسافرين على الرحلات الطويله .
مثال ثاني : ألأقمشه , تلقى القماش مكتوب عليه عدد الخيوط في البوصه المربعه , من ميتين ويرتفع الى أربعه آلاف وأكثر في البوصه المربعه الواحده , مع كتابة مستوى جودة ونوعيه الخيط ,وووو الخ .
التاجر ألأوربي يشتري البضاعه وعليها ملصق في المغلف كأنه صك شرعي بكل مواصفات القماش , سواء كان خام أو مصنع على هيئة شراشف أو ملابس أو غيرها .
أما تجارنا فلا تسمع منهم ألا العباره التاليه : يا مترجم قل لهم المواصفات ما تهمنا , واللي يهمنا الشكل يبقى مشابه للقماش الجيد , ويهمنا السعر تنزلزنه حتى أدنى درجه , هذا اللي تقبله أسواقنا وهذا اللي يصلح لزباينا , والمواصفات اللي تحطونها على المنتج شيلوها من فضلكم وحطوا بدالها أسم نعطيكم أياه , مثل لو تقول قماش أبو نقشه , او قماش أبو لمعه أو حتى ابو طقعه , ما يهم , المستهلك ما يدري والرقابه ضايعه..
مثال ثالث : مواعين ألأستينلس أستيل , هذا الطلا المعدني له مواصفات وتركيبات ترفع سعره وتخفضه حسب جودتها ومدة بقاها وتحملها .
والشكل وهي جديده , ما تفرق عن بعضها بالنظر والعين المجرده , وهنه تظهر مواهب تجارنا , وحكمهم اللي يرددونها دايم , مثل السوق ما يطلب ألا الرخيص , وكل رخيص بخيص , وحيصي بيص , الخ.
وأن حصل وطب السوق معهم واحد يخاف الله وجاب بضاعه ممتازه وعرفوها الزباين بجودتها وبدمغتها , سافروا السنه الثانيه وطلبوا تقليد الشكل والدمغه وتنزيل الجوده , وخربوا السوق على راعي البضاعه الطيبه وعلى الزباين اللي يعشقون الجوده , ويدفعون المقابل من ثمنها..الخ ...
أنتهى كلام الشيخ , وعما قريب ستأتيكم الفائدة الرابعة يليها فوائد أخرى , وأن تأخرنا عليكم فلا تلومونا ولوم أسفار أبي نقشه .
وكونوا على أمل أننا حال عودة سيادته سنستأنف الحديث معكم أن لم يتعكر مزاج الشيخ , حيث أشرط لمواصلة الحديث بأن يجد منكم أقبالا مشجعا على الموضوع وأظهارا منقطع النظير لحب للشيخ , وشكرا ...