عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2010   رقم المشاركة : ( 10 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي Re: الاخبار الاقتصادية ليوم الإثنين 01/12/1431 هـ 08 نوفمبر 2010 م

الكاشييرة، هل ستقارب بيننا، أم تزيدنا ابتعادا؟





نجيب الزامل
.. سأوجز رأيي اليوم قدر إمكاني، لأن الموضع قد خاض فيه من خاض، وأريد قشط زبدته، لا خضّ لبنه ..
كلنا سمعنا وقرأنا عن فتوى من علمائنا الأجلاء في موضوع تحريم وظيفة المُحاسِبة (الكاشييرة)، وأستعرض أمامكم ألأفكار التالية:


1- أحدثت النقاشاتُ حول الفتوى، خصوصا في مقالات صحافية، شقـّاً في جدار الرأي في الأمة، وآخر ما نحتاج في هذه الأمّة زرع الخلاف، والتنابز بين قياديي الفكر، لأن هذا هو ما يؤثر في عقليات الأجيال الطالعة التي نريدها أحسن وأقوَم وأعلى في التماسك الوطني.


2- يجب ألا نجادل من هم أعلم منا، خصوصا في العلم الشرعي، في حالة عدم وصولنا إلى مستوى علمهم، فمحاورة الأقل علما للأكثر علما في كل صنعة قد تُقبل إن كانت لها مبرراتها العملية، أما نقاشُ ودحض رأي الأقل علما للأعلى علما في المسائل الشرعية لا بد أن يعطـّلها الخوفُ من نتائجها الشرعية والسلوكية والأخلاقية.


3- وافقت الأمة بجميع أطيافِها على أن الإفتاءَ يقتصر على اللجنة الدائمة للإفتاء في هيئة كبار العماء، بقرارٍ ملكي. وقبلناه جميعا، بحيث لم نسمع رأيا ظاهراً يناقش اعتراضا من كل جهات الرأي في الأمة.


4- كما يجب ألا نطعن في سلامة النوايا في كل من كتب ونادى ضد فتوى الكاشييرات، من الذين يخالفونهم الرأيَ، لأننا ـ إن شاء الله ـ نجزم بسلامة نواياهم، وإن اختلط الرأيُ، فرميهم بالمُسِيء من الصفات لن يجدِ نفعاً إلا إلى تلك المعاول التي تريد هدم جدارَ التماسك في هذه البلاد. ومن منا يريدُ ذلك؟ لا أحد!


5- ولكن هناك شيءٌ مهم آخر حدث، يدفع ثمنَه من قامت من أجله القضية، وهي القضية ذاتها.. أي قضية العمل النسائي برمّته، حيث لا يعقل منطقا ولا واقعا أنه لا يوجد نساءٌ في حاجةٍ مهدِّدَةٍ وليست فقط ماسّةٍ إلى العمل من أجل البقاء على الحياة، أو كرامة الحياة .. خصوصا في تضاؤل إحساس بعض الرجال بمسألة القِوامة ومسؤوليات إعالة أسرهم، ليكونوا هم أحيانا عالة على موارد الأسرة ذاتها. وبعض النساء، كما كلكم تعرفون، لا رجال حولهم في الأصل. وهذا شأنُ الخلاف لمـّا يصل حد الخلاف، ورمي الحجر، كلٌ من ضفته إلى الضفةِ الأخرى، فتكون النتيجة هي ردم النبع الذي بينهما الذي يشرب منه الواردون، والذي تريد كل جهة حمايته من الردم!


6- ما الذي يمنع - ولا أرى ما يمنع - من أن يجتمع المختلفون مع العلماء في لجنة الفتوى في لقاء في طاولة مستديرة، لا طاولة مواجهة، ويحاورون بعضهم، ويتناصحون، ويستنيرون بآراء بعضهم بعضا. هذا سيوجد تقارباً شخصيا، ويضيّق خنادق الخلاف، وسيمنع الظاهرة المزعجة في التراشق والتنابز عبر الصحف والإعلام .. لأن الضحية متى ما استمر ذلك هي نحن كلنا: عامّة الناس.


7- ثم .. ماذا يجب أنفعل من أجل النساء العاطلات، والمعرّضات فعلا لتهديدات واقع الحياة، وهو ما نراه كل يوم؟ فبكل يقيني وإيماني أرى الشريعة الإسلامية مع الحياة لا ضد الحياة، وتـَرْفدُ الحياة الكريمة ولا يمكن بأي حال أن تنقضها. ولا يمكن ألا نجد الحلول ضمن هدي وتعليمات الشرع، وبعض هذه الحلول ما ناقشته وعرضته في أكثر من مقام ومكان تحت عنوان: عمل المرأة عن بُعْد.


8- هل يمكن أن يخرج صوتٌ من أهل الحكمة والعقل المحبين للبلاد وأهلها، ليضع حداً لهذا الصراع الجانبي الذي يعزّزُ التنافرَ والعداءَ، والذي يكبّل عجلة سعينا في أن نكون متوحِّدين .. وسعداء.



شكرا.. لقد حللتم مشكلة البطالة بين النساء!





د. ناصر بن راجح الشهراني
بين الإطراء والمبالغة في الانتقاد تختفي مساحة من الحقيقة لا يكشفها إلا الاعتدال. ولا تخلو صحافتنا ومجالسنا ''ومعاريضنا'' ومقالي هذا من هذه النماذج الثلاثة؛ فغالبا ما نعرف إنجازاتنا، ولكننا نتجاهل في حالات كثيرة مشاكلنا والتحديات التي نواجهها. نجمع على الإطار ولكن الخلاف يتعمق عندما تبدو الصورة. المرأة، التعليم، البطالة، الاقتصاد، المشروعات الحكومية، الأداء الحكومي، وغيرها من ملفات الشأن العام، التي ربما نجمع على أهميتها ولكن لا نتفق على حقيقة المشكلة؛ ولذلك تتباين الأولويات والحلول.
اجتمعنا على أن ملف عمل المرأة لدينا يواجه مشكلة حقيقية، وأن لدينا نسبة بطالة عالية جدا بين الفتيات وصفت أحيانا بأنها محزنة، ولكن ماذا بعد ذلك؟ تعمقت خلافاتنا حول الحلول، وتحولت جميع القرارات والفتاوى المتعلقة بالملف، من ساحة الحلول إلى ساحة الخلاف الفكري حول الجملة والتفاصيل. أصبحت القضية تسير في طريق مختلف تماما؛ لأننا باختصار لا نعاني مشكلة عمل المرأة؛ وإنما نعاني مشكلة كيف ننظر للمرأة. دعونا نتفق في النظرة؛ وأعدكم أننا سنتفق في اليوم التالي حول الحلول!.
''تهرب'' الحلول من وضح النهار لتوضع في صفوف ''الكاشيرات''، وضحايا الخلاف ينتظرن في كل يوم شمعة أمل يتفضل بها المتخاصمون. شكرا، لقد حللتم مشكلة البطالة جذريا على أرقام حاسبات ''سوبر ماركت''، لكنكم حرمتم رواتبها المجزية! بيعي ما تريدين من كراتين الصابون وأكوام الطماطم، واتركي ما أرادوا من خفايا الملابس لمن يعرفون المقاسات جيدا! أنت على الطريق إلى الإدارة العليا ثم مجلس الإدارة، ولكن يجب أن نبدأ من الكاشير؛ لأنه أشبه بالصادر والوارد في الوظائف الحكومية، ومن سار على الطريق وصل.
أين تتراكم نسبة البطالة بين الفتيات؟ هل هي في خريجات الثانوية اللاتي لم يجدن مقعدا في الجامعة؟ أم هي في خريجات الجامعة اللاتي ينتظرن الفرج؟ مع خالص الاحترام للإحصائيات الرسمية، أنظروا داخل أسركم ومن تعرفون لعلكم تساعدون في حل ''مشكلة'' مشكلة البطالة بين النساء.
أعتقد أننا لا نواجه حلولا جذرية لهذه المشكلة؛ وإنما نحاول أن نتعايش مع المشكلة وندور حول مفاصلها وجذورها بتجارب هنا وتجارب هناك، نلهو بالخلاف وتبقى العاطلات خلف جدران الأمل، لعل خلافا جديدا يدفع بواحدة أو اثنتين منهن في زاوية جديد؛ بيد قرار وفي الأخرى فتوى؛ لتدور عجلة الخلاف من جديد. نحاول أن نجرب التجارب في القطاع الخاص؛ ولكن أين هي تجارب القطاع العام؟ أين هي ابتكارات الخدمة المدنية بعيدا عن شرط المحرم وإثبات محل الإقامة؟ ماذا فعلنا كي نعيد النظر في سن التقاعد أو التقاعد المبكر؛ لنمنح فرصة جديدة لخريجات مؤهلات؟
ما زالت الخيارات بين نظرتين متباينتين إحداهما تقوم على الغاية والأخرى تستهدف الوسيلة، ولا تجتمعان على حل. ستمضي سنوات كما مضت سنوات؛ ونحن ندور في الحلقة ذاتها وحول الخلاف ذاته. نعرف جيدا حقوق المرأة وواجباتها ونطيل الحديث عن أحكام الطلاق والنكاح وذمتها المالية كما جاءت في الشرع الحنيف؛ ولكن ما إن نقوم من مجالسنا حتى تتفرق بنا طرق التطبيق وتتعاظم مساحات الاختلاف من جديد؛ لأننا تناسينا في لقاءنا الأول أن نجيب عن أسئلة نحن نعرف أننا مختلفون حول إجابتها. أرجو ألا أعود يوما للكتابة عن محاولة أخرى لتوظيف المرأة في توصيل الطلبات للمنازل! ألا تستحق بناتنا وأخواتنا، أفضل مما نختلف عليه من سقط متاع الوظائف؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس