[رويعي الغنم]

أخي المقداد : جزلك الله خير الجزاء , فقد عزفت على وتر طالما وددت العزف عليه , ووضعت يدك على جرح طالما آلمني وهيج الحسرة والأسى في نفسي , ولطالما أثار دهشتي وأستغرابي هذا الصمت المطبق من الكثيرين من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أزاء هذا المنكر الذي يجاهر به المجاهرون ويصر عليه المصرون , وينسون أو يتناسون أن لا صغيرة مع ألأصرار ولا كبيرة مع ألأستغفار.
لقد صمت الجميع وهم يرون ما يحدث في مسالخنا من مخالفة للشرع وقسوة وظلم لخلق من خلق الله ,, فجر الحيوانات وسحبها أو حتى أقتيادها أمام أشلاء ودماء غيرها سلوك معوج ومنظر مؤسف مليء بالقسوة والوحشية , قسوة أوقفها كثير من غير المسلمين في بلادهم في الوقت الذي قست فيه قلوبنا وتخلينا عن خلق سمح ووجه مضيء من ديننا هو الرحمة والرأفة بالحيوان كان ألأولى بنا أن نكون ألأحرص عليها رأفة بالخلق وتعبدا للخالق .
ومن المؤسف أن المسلمين في بلاد الغرب يثيرون كل عام زوبعة وحملة صحفية مضادة تنتقد قسوة المسلمين في سلخهم لميت البهائم أمام أحيائها في عيد ألأضحى , وبذلك يعطون عن ألأسلام والمسلمين صورة قاتمة بعيد من أعيادهم , صورة دينهم بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب , فيظهرون بسلوكياتهم تلك قدوة سيئة يفتنون بها الخلق وينفرونهم من ألأسلام ويصدونهم عن الحنيفية السمحه (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) .
ولكم تمنيت وأنا تتكرر أمام ناظري هذه المأساة أن يشترط على المسالخ وضع أقنعة على عيون البهائم على ألأقل قبل أقتيادها الى أماكن الدماء والذبح والسلخ , كم تمنيت ذلك وأنا أشاهد الرعب وهول الصدمة في عيونها وحركاتها وسكناتها وأسمعها في أصواتها كالأبقار التي تخاف أصلا من رؤية الدماء حتى لو وجدتها وهي طليقة بمفازة من الأرض , فما أن تشاهد دما أو تشمه ألا وتملأ المكان خوارا ونواحا من شدة الذعر وهول الصدمه , وكذلك الأبل الحيوانات الذكية التي تملأ المكان بالرغاء حالما ترى المشاهد المفزعه بالمسالخ من برك الدماء والرؤوس المتطايرة والأشلاء المتبعثره والأحشاء المتناثره .
فيامن كان له يد لدى شؤون البلديات , ويا من كان من أهل المسالخ والمطابخ , ألم تعلموا أن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين خلفه محرما ؟, ألا يوجد من بينكم من يساهم في أيقاف هذه المأساة ولو في حدود مسلخه ؟, ألا من رجل له يد طولى عند أصحاب النفوذ يسعى بجهده محتسبا ذلك عند الله لأيقاف هذه الحالة البائسة لأمم أمثالكم سخرهم الله لكم لتنتفعوا بهم بأسم الله وفي حدود ما يرضي الله وما لا يسخط الله ؟.
ألا من رجل صاحب مسلخ أو مطبخ يسن سنة حسنة ويوقف هذه المهزلة في حدود مسئوليته حتى يكون له أجرها وأجر من عمل بها ؟؟؟؟.
الراحمون يرحمهم الله , أرحموا من في ألأرض يرحمكم من في السماء , ومن رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فأن لم يستطع فبلسانه , فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف ألأيمان ....
واليوم عمل بلا حساب , وغدا حساب بلا عمل ....