عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2007   رقم المشاركة : ( 48 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

الموت وقوفا.. تهنئة إلى (رغد صدام) / منقووول



حينما صَـلَـبَ عضدُ الدولة البويهي وزيرَه محمدَ بن بقية رثاه الشاعر أبو الحسن الأنباري بقصيدة يهنئ فيها المصلوب على موته واقــــــــفـــــــا، ومنها:


عـُـلـُـوٌّ في الحَـيَاةِ وَفي الـمَـمَاتِ *** بـِحَـقٍّ أَنْـتَ إحْـدَى الـمُـعْـجـِـزَاتِ


كَـأَنَّ الـنـَّـاسَ حَـوْلَـكَ حِيْنَ قَامُوا *** وُفــُــوْدُ نـَــدَاكَ أَيـَّـامَ الــصـِّــلاتِ


كَـأَنــَّـكَ قــَائــمٌ فِــيـْـهـِـمْ خَـطِـيْـبـاً *** وَكــُــلــُّـهـُــمُ قـِــيَــامٌ لِــلـــصـَّـــلاةِ


وَلَمَّا ضَاقَ بَطـْنُ الأَرْضِ عَنْ أنْ *** يَـضُـمَّ عـُـلاكَ مِـنْ بَعْـدِ الـمَـمَـاتِ


أصَارُوا الجَوَّ قَبْرَك وَاسْتَعَاضُوا *** عَـنِ الأَكْـفـَـانِ ثـَـوْبَ السَّـافِـيَـاتِ


فـَـلَـمْ أَرَ قـَبْـلَ جِـذْعِكَ قـَطُّ جِـذْعاً *** تـَمَـكـَّـنَ مِـنْ عِـنَاقِ الـمَـكـْـرُمَاتِ


وَكـُـنـْـتَ لِـمَـعْـشَـرٍ سَـعْـداً فـَـلـَمـَّا *** مَضَـيْتَ تـَفـَرَّقـُـوا بـِالـمُـنـْحِسَاتِ


حينئذ أدرك الوعيُ عضدَ الدولة، فندم وبكى، ثم أدركه الطمع، فتمنى أنه المصلوب، والمرثيُّ المخلـَّد، ولكن هيهات هيهات، فالموت وقوفاً بمثل تلك النهاية وذلك السيناريو للخالدين فقط.


حين يموت المرء واقفاً فالعزاء فيه خذلان.. العزاء فقط لمن ثوى وثوت معه آثاره، وخَفَتَ صيته ومجده، والعزاء أيضاً للأحياء من المخذولين الذين يقتاتون من جراح أمتهم، وكرامة تاريخهم.


إليها.. إلى رغد الصامدة شموخاً وكبرياء، وإلى كل من بقيت في ضمائرهم ذرة من رجولة ومروءة.. إلى أولئك فقط أزجي تهانيَّ الواقفة يوم أن الـْـتـَـوَتْ يـــد الغدر والعمالة على عنقه الشامخ، فسطرتْ من حيث لا تدري تاريخه المشرق الذي ما كان ليظهر بهذا النصوع لولا حماقة متجذرة علمتنا معنى الموت وقوفا، فخنعوا هم مرتكسين في دنس المهانة، ومضى إلى ربه واقفاً يندب المرؤة، ويلهج بالشهادتين، ويعلن للعالم أجمع أن الخيانة حمقاء، وأن الحق ظاهر، وأن يد الغدر والعمالة مشلولة، وإن تفجر منها النفط، وامتلأت بحفنة من الدولارات.


يوم الـْـتقيتك يا رغد أنت وبعض أفراد أسرتك قبل عامين كنت شامخة، وبالشموخ نفسه ظهرت على الشاشات تستقبلين التهاني في الشهيد الواقف، فلتهنك هذه الجينات التي تجري في دمك من بقايا البطل الصامد الذي ورَّثـَـك الشموخ في زمن الانحناء.


لو أدرك الروافض الأنذال معنى الإباء ومتعة الوقوف حياةً وموتاً لاستنسخوا من جيناتك ما يرفع عنهم الكساح، ويبعث فيهم المروءة، وينقيهم من شوائب الغدر والخيانة عبر تاريخهم الضارب في الخسة والدنس والجبن والكذب؛ ليذوقوا معنى الكرامة التي مرغها أسلافهم في وحل المطامع والعمالات، ففقدها الأمساخ من ذرياتهم إلى الأبد.


حتماً تدركين –حيث لا يدركون– أن العيش بلا كرامة يعني الموت في مزبلة، آهٍ لو يستوعبون ما ينطوي عليه منجم جيناتك يا رغد.


ترى هل ضحكتِ كما ضحكتُ حين زعموا أن أباك مضطرب لحظة زفافه واقفا؟ وهل بصقتِ عن شمالك كما بصقتُ أنا وكل حـر يوم أن بصق أبوك على (مراجلهم) بصقته الشريفة التي غسلت باقي زيفهم أمام العالمين في المقطع الـمـُـسـَـرَّب، وربي إنها بصقة لا يطهرهم من عارها مخزون نفط العالم، ولا زاخر المحيطات.


لحظتها فقط تضاعفت بهجة العيد، فهنأت نفسي بشعائره ومشاعره، وهاأنذا أهنئك يا رغد، وأسفح على أعتاب كبريائك دمعتـَـي فرح.


قــَــفــْــلــَــة:


رَكـَـزُوا رُفـَاتـَـكَ في الفـَضَاءِ لِـوَاءَ *** يَـسْـتـَـنـْهـِضُ الوَادِي صَبَاحَ مَسَاءَ


يَا وَيْحَهُمْ!! نَصَـبـُوا مَـنَاراً مِن دَمٍ *** يُـوْحِـي إلى جِـيْـلِ الغـَـدِ البَغـْـضَـاءَ


شَيْخٌ تَـمَـالَـكَ سِـنـَّـهُ لَـمْ يَـنـْـفـَجـِــرْ *** كَالطـِّفـْلِ مِنْ خَـوْفِ المَصِـيْرِ بُـكَاءَ

فـي ذِمَّـةِ اللهِ الـكـَـرِيـْـمِ وَحِـفـْـظِــهِ *** جَـسَــدٌ هُـنـَالِـكَ وُسـِّـدَ الـصـَّحـْــرَاءَ
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس