قراءة في قطاع
قطاع النقل .. الربحية تخالف التحسن في الاقتصاد السعودي
أ.د.ياسين الجفري
يعد قطاع النقل من القطاعات الحساسة التي تتأثر بالأنشطة الاقتصادية وتتفاعل معها، ولكن انخفاض عدد شركات القطاع العامة لم يعكس بصورة كافية النمو والتحسن الذي يعايشه الاقتصاد السعودي. وبالتالي نجد أن المؤشر الخاص بالقطاع اتجه بصورة مخالفة للتحسن الكلي الحاصل للقطاع، وكأن الرسالة المستقبلة هي سلبية الأداء وتدهوره. ولعل النمط العام لم يستثن قطاع النقل ولم يكن هناك تفاعل يذكر مع أداء القطاع واتجاهات النمو فيه.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر، وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
أداء قطاع النقل السعودي
تذبذبت وتيرة أداء قطاع النقل السعودي في الربع الثالث عام 2010، وحقق نتائج نمو إيجابية وسلبية للربحية وذلك بمعدل تراجع ربعي بلغ 14.94 في المائة، ولكن كان النمو المقارن إيجابيا حيث بلغ 56.37 في المائة. وهو أداء مقارنة بالعام الماضي متحسن، وإن كان متراجعا ربعيا، كما أن القطاع حقق خلال ثلاثة أرباع عام 2010 نحو 418 مليون ريال كأرباح، وبنسبة نمو عن العام الماضي بلغت 12.18 في المائة. ويرجع تذبذب الأرباح ليس لنمو الإيرادات وإنما لضغط المصاريف حيث بلغ نمو الإيرادات الربعي 1.25 في المائة ومقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، نمت بنحو 16.59 في المائة. وخلال ثلاثة أرباع عام 2010 حقق القطاع إيرادات بلغت 2.511 مليار ريال وبنسبة نمو 6.2 في المائة. ولم يتكمن القطاع من يخفض المصاريف ولعل تذبذب الأداء كما هو واضح من الجدول من تراجع الهامش ربعيا بنحو 15.99 في المائة ومقارنا نما بنحو 34.12 في المائة، ولكن ارتفع على المستوى الكلي بنحو 6.55 في المائة. المؤشر تفاعل سلبا مع النتائج السابقة حيث تراجع ربعيا بنحو 2.07 في المائة ومقارنا بنحو 7.7 في المائة. ويمكن أن يفسر أن السوق بنت توقعات حول استمرار النمو مما تسبب في الضغط على المؤشر نظرا لأن استمرار الهبوط في الربحية غير متوقع في ثلاثة أرباع عام 2010 وبالتالي من المفترض أن تستمر في التحسن وهو ما لم يحدث هنا. ولكن هذه الفرضية غير صحيحة لأن النتائج للقطاع حاليا متذبذبة مقارنة بسابقاتها من حيث الاتجاه وحجم النمو.
شركة النقل البحري
تعد الشركة الكبرى والمؤثرة حجميا في القطاع وفي الإمكانات المادية المتوافرة لها والفرص المتاحة لها. تراجعت الشركة ربحيا ولم تحقق نموا ربعيا، وإنما هبوطا بلغ 26.61 في المائة، وكان النمو المقارن أفضل 73.11 في المائة. وتذبذبت الإيرادات وخالفت الاتجاه من زاوية النمو الربعي السلبي 4.29 في المائة والنمو المقارن الإيجابي 28.41 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما سلبا ربعيا 4.47 في المائة ومقارنا 0.58 في المائة. الوضع أسهم في تحسن مكرر الأرباح وانخفاضه عند 13.22مرة. نما إيراد الشركة في عام 2010 بنحو 19.01 في المائة وعند 1.708 مليار ريال. في الوقت نفسه نما ربح الشركة إيجابا بنحو 14.23 في المائة وبلغ 359.519 مليون ريال مما أدى إلى هبوط هامش الربح بنحو 4.02 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا أكبر ومثلت 51.74 في المائة من الربح المحقق.
شركة النقل الجماعي
تعد الشركة الحاملة لامتياز النقل البشري في السعودية مع السماح بالمنافسة الفردية داخل وبين المدن. تنامت الشركة ربحيا حيث حققت نموا ربعيا كبيرا بلغ 103.53 في المائة، وكان النمو المقارن إيجابيا 53.37 في المائة وأخذت الإيرادات الاتجاه نفسه من زاوية النمو الربعي الإيجابي 21.97 في المائة والنمو المقارن الإيجابي 1.04 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما إيجابا ربعيا 0.67 في المائة وسلبا مقارنا 9.58 في المائة. الوضع أسهم في تحسن جزئي لمكرر الأرباح وانخفاضه عند 20.19 مرة. تراجع إيراد الشركة في ثلاثة أرباع عام 2010 بنحو 1.18 في المائة وعند 522.185 مليون ريال. في الوقت نفسه، نما ربح الشركة إيجابا بنحو 152.09 في المائة، وبلغ 5.238 مليون ريال مما أدى إلى تحسن هامش الربح بنحو 152.71 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا ثابتا، ومثلت 30.34 في المائة من الربح المحقق.
شركة بدجت السعودية
تعد الشركة العامة الوحيدة العاملة في مجال تأجير السيارات وفي النقل في السعودية في سوق تزدهر فيه سوق تأجير السيارات. نمت الشركة ربحيا حيث حققت نموا ربعيا بلغ 24.23 في المائة وكان النمو المقارن أيضا موجبا 28.24 في المائة، وفي الوقت نفسه حققت الإيرادات الاتجاه نفسه من زاوية النمو الربعي السلبي 0.63 في المائة، والنمو المقارن الإيجابي 4.45 في المائة. وفي المقابل كان السعر قد نما إيجابا ربعيا 11.96في المائة، ومقارنا سلبا 17.31 في المائة. الوضع أسهم في انخفاض مكرر الأرباح عند 11.18 مرة. تحسن إيراد الشركة في ثلاثة أرباع عام 2010 بنحو 5.75 في المائة وعند 380.777 مليون ريال. في الوقت نفسه نما ربح الشركة إيجابا بنحو 15.76 في المائة، وبلغ 73.288 مليون ريال مما أدى لارتفاع هامش الربح بنحو 9.47 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا هامشيا ومثلت 2.00 في المائة من الربح المحقق.
شركة النقل البري «مبرد»
تعد من الشركات العاملة في مجال النقل البري المبرد أو المجمد وفي دولة كالسعودية متباعدة الأطراف يعطي لها دورا إيجابيا، ولكن السيطرة على السوق محدودة. نمت الشركة ربحيا وحققت نموا ربعيا بلغ 110.22 في المائة، وكان النمو المقارن سلبيا 37.55 في المائة، وخالفت الإيرادات الاتجاه من زاوية النمو الربعي السلبي 0.55 في المائة والنمو المقارن السلبي 16.55 في المائة، وفي المقابل كان السعر قد نما سلبا ربعيا 4.81 في المائة ومقارنا السلبي 36.03 في المائة. الوضع أسهم في تدهور مكرر الأرباح وسلبيته عند 45.29 مرة. تراجع إيراد الشركة في عام 2010 بنحو 11.04 في المائة وعند 36.157 مليون ريال. في الوقت نفسه، حققت الشركة خسائر سلبا بنحو 218.24 في المائة، وبلغ 5.957 مليون ريال، مما أدى إلى هبوط هامش الربح بنحو 232.92 في المائة. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا محدود ومثلت 40.38 في المائة من الربح المحقق.
مسك الختام
أداء السوق كان سلبيا مختلفا مع أداء الشركات الإيجابي وتحسن الربحية فيها، حيث نرى ثبات أو هبوط أسعار أسهم الشركات مع تحسن ونمو الربحية، ويبدو أن الشركات لا تزال النظرة السلبية للمستثمر تحكمها.
ولا يبدو أن هناك نهاية للموجة السلبية إلا أنها أوجدت فرصا من القطاع وللسوق.