بموضوعية
قطر تربح 2022 مليار ريال
راشد محمد الفوزان
لا اخفي مشاعري ولا رغبتي ولا أمنيتي الكبيرة ولا الفرحة الكبيرة بفوز دولة قطر بتنظيم واستضافة كأس العالم 2022م , تابعت من أكثر من سنة مضت الخطوات القطرية , والخطط المرسومة والتنيظم المنضبط والقراءة السليمة لكل خطوة خطتها للوصول لتحقيق شرف الاستضافة لهذه البطولة العالمية , قطر ومن خلال قناة الجزيرة اختصرت حضورها العالمي , ودخولها لكل بيت وغرفة من خلال " الرياضة " وكرة القدم خصوصا , فنحن ببلادنا المملكة الان لا نستطيع متابعة ومشاهدة المباريات " دوري زين " إلا من خلال قنوات الجزيرة الرياضة , بعد أن " ابتلعت " واستحوذت على قنوات " art " وفرضت عليها عدم دخول المجال الرياضي , فأصبحنا لا نشاهد الدوري السعودي والبطولات الاسيوية , وكأس أوروبا , والدوري الأيطالي والأسباني وغيره وكأس العالم الماضي والقادمة وبطولات أفريقيا إلا من خلال " أيمن جادة " و " حفيظ الدراجي " و " يوسف سيف " و " رؤوف بن خليف " , ونتابع المحللين العالميين من " تشزيري مالديني " و " ببيتو " و " دي بوير " وغيرهم إلا من خلال قنوات الجزيرة . قنوات الجزيرة الرياضية أنجزت ما أقف له احتراما وبخطوات غير مسبوقة , وهذا بالطبع بمليارات الدولارات , ولكن هل هناك الان من لا يعرف " قطر " في كل بقعة من هذه المعمورة الان , قطر تقود الان " مرحلة " تغيير في المنطقة , فأصبحت أساسا ثابتا في قنواتنا التلفزيونية وأفضل مسوق لقطر في هذا العالم.
قطر ليست قنوات الجزيرة لا شك بأنواعها , ولكنها قطر " الغاز " التي تملك الأن أكبر مخزون عالمي ثالث دولة في العالم وستصبح أكبر دولة منتجة وسوف تنتج ثلث الاستهلاك العالمي هذا العام , تمتلك وفق احصاء 2008 مخزون 25,850 تريليون قدم مكعب من الغاز , مساحة هذه الدولة لا تتجاوز 11521 كيلو مترا مربعا , وقد يكون الغاز مع الحدود الدولية لقطر أنها تسبح فوق الغاز , والذي أصبح الان عصب الطاقة والصناعة خاصة للبتروكيماويات ومصدر طاقة مهم سواء للكهرباء أو التدفئة أو السيارات الهجينة مستقبلا , ومن يزور قطر سيرى أنها آخر من يعلم عن شيء يسمى " أزمة مالية عالمية " فهي في ظل هذه الظروف صندوق قطر استثمر واشترى واستحوذ على شركات وحصص رئيسية مهمة وكبيرة كما حدث في هاردوز العام المنصرم بقيمة تقارب 4,5 مليارات دولار , ففي عام 2009 كان نصيب قطر لوحدها من الاستحوذات العالمية وصل إلى 4.11% , ومثال أيضا استحوذت قطر على حصة رئيسية في شل السنغافورية , وحصص رئيسية في بورش وفلوكسافجن الالمانية وصلت إلى 30%, وشركة قطرية " الديار " تستحوذ على 50% من منتجات فاخرة بجزيرة سيشيل . لن أحصر ما استحوذت أو ينوي صندوق قطر وشركاتها , ولكن هناك رؤية بعيدة المدى بتنويع مصادر الدخل , فالبترول والغاز لن يدوم للأبد , وهناك تنويع وبحث عن مصادر أخرى وهي تتم الان , ولن تجد استثمارات قطرية تغيب عنها الشمس , وكأس العالم الان أفضل " مسوق ومروج " لقطر لكل بقعة في هذا العالم , قطر ستحقق عوائد ضخمة جدا وخاصة اقتصادية كبرى , العقد القادم والمستقبل سيضع قطر في مرتبة تختلف كثيرا عن رؤية دولة نفطية تصدر الغاز والبترول فقط , فهناك رؤية أخرى تقدمها قطر , ستضخ 50 مليارا بكأس العالم ولكن اثق أنها ستعود ببناء وعوائد أضعاف ما سينفق, مبروك قطر المستقبل أمامك فالكل يعمل من أجل قطر وهم القطريون أنفسهم.