[خلف بن عبدالعزيز الثمالي]

الحلقــــــــــــــــــــــــة التّاسعــــــــــــــــــة والأخيرة
(من دمشق إلى الطّائف)

لم أنم في غرفة نومي كما يجب ،وبذلك الفندق بدمشق ذلك أنّني
قد أتعبت نفسي كثيراً حين التّجول بدمشق ، ولقد أظهرتُ جميع
أمتعتي من السّيّارة إلى غرفة نومي لأعيد ترتيبها ، ومن ثم حزمها
ثم آويت لفراشي مستعداً للسفر يوم غدٍ ، ولكنّني لم أنم أكثر من
ثلاث ساعاتٍ فقط ،فالآلام هي التي أيقضتني ، ولكنّني شعرتُ بأنّني
بحاجةٍ إلى كوب شايٍ ، وبالكاد خرجت إلى صالة الاستقبال ، وبينما
أنا أشرب الشّاي ، إلا و بكنعان يفاجئني ، ويصافحني بحرارة ، ويقول
لي : الحمدلله أن أعادك إلى دمشق ثانيةً ، كيف حالك يا رجل؟
قلت له : بخيرٍ والحمدلله يا كنعان أرأيت كيف أنّني وعلى الوعد عدت
إليك ، بعد مروري على معظم اراضي بلاد الشّام ، هنا استدعاني
كنعان لأجلس إلى جوار مكتبه ، ومن ثم بدأنا في التّحدث إلى بعضنا
كتحدّثنا في المرة الأولى ، وبالمناسبة كنعان المثقّف ، والموظّف
بالفندق ذاته يعمل صحفيّاً ،و صاحب دور للنّشر ومتزوج ،و يبلغ من
العمر 50 عاماً لديه من الثّقافة ما يعجز اللسان عن وصفها ، وقد
دار بيني وبينه الحديث التّالي
خلف : حدّثني يا كنعان عن الأمن و بالذّات في سوريا، وهو الأمن
الّذي يتعلق بالسّوّاح ، هل هناك حوادث قتلٍ، ونهبٍ كما يُقال حتّى
أن العوائل لم يسلموا كما ذُكر لي ، أم أن مثل هذه الأخبار هرطقة
صحفٍ ، وشاشات ؟
كنعان : أجبني أنت يا خلف ، وأنت الذي مررتَ بجميع منافذ دول
الشّام ،و أراضيه ، بل و وصلت إلى غابات الفرلّق ، وتدمر ، وجلتَ
بشوارع دمشق المزدحمة ، هل تعرّضت إلى شئٍ مما ذُكر ؟
خلف : في الحقيقة لم أتعرض إلى ما يكدّر متعة سفري هذا
لكنّني لست بمقياسٍ حين سلّم الله ولطف ، ولكن من تعرضوا
إلى مثل هذه الحوادث كيف تجيبني عنهم ، فالطّيور يا كنعان لا
تطير إلا على لحمٍ ، كما أنّه ليس هنالك دخانٌ بلا نار.
كنعان : يا رعاك الله يا خلف إنّ حادثةً أو حادثتين في السّنة أو
السّنتين لا تُعتبر هي الأخرى مقياساً حتّى وإن شنّع بها الإعلام
فمثل هذه تحدث في الكثير من الدول ، و إن حدثت فهي على أُناسٍ
مخصوصين أتوا إلى أُناس مخصوصين في المكان الفلاني ، وفي
المكان الفلاني، حيث وافق شنٌ طبقة ،و إلا فعرب سوريا أكارم
فهل أنت معي في ذلك ؟
خلف : نعم معك يا كنعان ، بل و وجدت صاحب سيّارة أجرة يدعوني
و بإلحاح إلى أن أحتسي معه فنجاناً من القهوة ، بل و دفع أحدهم
ذات مرةٍ أجرة موقفٍ كنت قد أوقفت سيارتي فيه، وذلك احتراماً منه
وتقديراً ، و قد ظهرت مثل هذه الجُمل الجميلة في الأردن أكثر .
كنعان : أرأيت كيف أنّهم يحترمون المحترَم ، ويعرفونه بسيماه
فهو لم يأت في الأصل للإفساد في الأرض ، بل أتى للوقف على
مظاهر دولةٍ ، وشعب .
خلف : صدقت يا كنعان ، ولكنّني وجدتُ عشوائيةً في منافذ بلاد
الشّام ، لم أعهدها في منافذ دول الخليج ، فالمنافذ في دول
الخليج منظّمة بطريقة ممتازةٍ حتّى تكاد ألا تنزل من سيّارتك
عند إجراءات الدخول ، والخروج ، والمطابقة بالنسبة لمن لديهم
عوائل ، ولا كذلك في التّفتيش ، ولا عند دفع أجور التأمين
مع وجود الدّقة المتناهية ، بحيث أنّك لا تقض أكثر من نصف
ساعة بالكثير على المنفذ إلا وقد دخلت أو خرجت دون عناء .
أمّا هنا فالعشوائية هي الغالبة ، فلا مسار للسّيّارات منظّم
ولا استخدام للحاسوب إلا في أشياء معينة ، ولم يكن بمقدوري
أن أعرف محل الجمارك ، أو مكتب التّأمين إلا بسؤال أحدهم
الأمر الذي جعل عمّال النظافة هم الذين يرتبون مثل هذه الأمور
و يتولون الإرشاد ، والإسراع في إنهاء الإجراءات مقابل مبلغٍ وقدره
ولكنّني هنا وبصدق أستثني الأردن فلقد وجدتُ لديهم نظاماً جيداً
حتّى وإن لم يصل إلى مستوى نظام المنافذ في دول الخليج ، كما
أنّني لم اجد لديهم تحايلاً على استغلال الضّيف أو السّائح ، وكان
لديهم شيئاً من العفّة حيال هذا الموضوع ، والأمن لديهم كما
يُقال في الحالة (أ) بينما كانت الجمارك اللبنانية على النّقيض
من ماهي عليه في الأردن,فكيف بالله عليك تفسّر لي ذلك ياكنعان ؟.
كنعان:إنّه العوز ياخلف فلك أن تتصور صاحب ثلاث نجوم يسير
في الشّارع وليس لديه سيّارة,ولكنّني لا أعتقد أنّ مبلغاً زهيدا تعطيه
لأحدهم لكي لا يكون حجر عثرةٍ في طريقك مكلّفاً عليك,ولو امتنعت
عن العطاء وكانت أوراقك كاملةً فلن يأخذ أحدٌ منك مليماً بالقوّة
فالأمور ياعزيزي ليست متروكة لمثل هؤلاء على الغارب .
وهنا تثاءب كنعان فتثاءبتُ من بعده ، وعدتُ إلى غرفة نومي
لأنتظر صلاة الفجر ، وبعدها نمت حتّى الظُهر ، وقمتُ بتوديع
درّة الشرق .

وبينما كنت في الطّريق وجدت هذه الدّمشقيّة تردف دمشقيّها
على هذه الوسيلة الخطيرة ، وفي طقسٍ يميل إلى البرودة نوعاً ما
فتمثّلت بهذه الخاطرة:
ألقتْ بيسراها على اليمنى ولم=تخش السّقوط قلتُ يا ليلى نعم
و أزعج النّسناس منها مقلةً= تشكو إليّ الحال من فقرٍ ألم
فقلت سيري إنّ قيساً راحلٌ=لكنّ قيساً منكِ حتماً لن ينم
لو ضمّ شام العُرْبِ قيساً لم يدعْ=ليلى تعاني حين تشكو من عدم

وهانحن سندخل الحدود الأردنية

سوبر ماركت في الأردن

إذاً لا داعي أن نتحدّث عن الأردن ثانيةً فقد تحدثنا عنها سابقاً
وها نحن وصلنا إلى العقبة ليلاً ، وذلك بعد سفرٍ طويل عبر الأراضي
السوريّة ، والأردنية ذاتها ، ولكن وللأمانة أحببتُ العقبة بكل ماتعنيه
هذه الكلمة من معنى ، وتمنيت أن معي وقتاً لأجلس فيها ولو ليومٍ واحدٍ
فهي ساحرة بمبانيها ،و سهلها المطل على خليج العقبة ، وبذلك
النّسناس الجميل على شاطئها ، ومن هذا الشاطئ نظرت إلى أنوار العدو
ليلاً اجتثّه الله من الأراضي الفلسطينية ، وذلك في الجهة المقابلة
من الخليج

ولكنّني لستُ بعيداً عن حبيبة قلبي حقل ، و وطني الحبيب
حيث منفذ الدّرة ، ومنه إلى حقل ، وإليكم هذه الصور المتتابعة عن حقل
وعن ساحلها الجميل ، وشاليهاتها الأجمل ، ومبانيها الجميلة
فالحمد لله أن عدتُ إلى بلدي سليماً معافا
ولقد تنفست الصّعداء في حقل كثيراً

تابع

تابع

بتُّ في هذا الشاليه
إهداء إلى بن عزّاب

منظر جانبي للشاليه وهو على مياه خليج العقبة

مسبح في الشّاليه

الآن أنا في بيتي الأول

ماأجملك يا حقل
إهداء للمشيلحي ، ومشعل

من شوارع حقل القريبة من السّاحل

تابع حقل
إهداء إلى الأستاذ علي حسين

منظر كذلك من حقل

من داخل حقل

بناية قديمة في حقل

منظر
إهداء لابن عوّاض بن ضيف الله

إهداء للأستاذ خلف عوّاض

إهداء لمنتديات بلاد ثمالة

من حقل أيضاً

كذلك مياه خليج العقبة ، وفي المقابل هنالك مصر

في الطّريق إلى البدع ، وهذه من جبال مدين

تابع

وهذا هو البدع

منظر من البدع

وهذه آثار شعيب
عودوا إلى قصّة شعيب

تابع

تابع

تابع

في الطّريق إلى مقنا

إهداء إلى صديقي و صاحب الصّولات و الجولات في السّفر
و الفارس الأصلي حامد حميد حفظه الله

أرأيتم كيف أنّ منطقة تبوك مشهورة بالزّهور

وما ألذ هذا البرتقال في الطّريق إلى مقنا

إلى مقنا

تابع