رد: صرخة من القطيف
حاولت أن أكون صادقاً – كما هو اسمي – مع نفسي
فتساءلت :
ما كانت نيتي عندما بدأت الحوار؟
لم أجد شيئاً.. ما من دافع إلا الهوى،
ولا من محرك سوى التعصب!
لم أكن أحاور وأبحث واقرأ من أجل الحقيقة،
بل بحثت وقرأت حمية من أجل الدفاع عن مشايخنا.
لم أكن على صواب،
فلا أحد مسئول عن محتويات أي كتاب سوى مؤلفه،
ولست مضطراً للدفاع عن أي رأي سوى رأيي،
فليس لي أي علاقة بما يقوله الآخرون.
تعجبت من طول سنوات السبات التي قضيتها في كهف مكتبتي الضيق !
لم أفكر يوماً أن أخرج لأرى
إذا ما كانت هناك شمس خارج هذا الكهف حقاً
أم أن ظلام الكهف هو الحقيقة المطلقة لهذا الكون.
قررت ألا أصدق أحداً بعد اليوم
دون أن أتأكد بنفسي من صحة كلامه كائناً من كان..
شيعياً .. سنياً .. يهودياً .. أياً كان.
قررت أن أحطم جدار الكهف
كي اقرأ كل ما يقع بين يدي من كتب..
ثم أحدد ما فيها من صواب وما فيها من خطأ.
الله أكرمني بالعقل كي أبحث عن الحق فأتبعه،
لا لأسير خلف كل أحد،
فلن أسلم عقلي لأحد دون تفكير،
ولن اتبع كلام أحد دون أن أتأكد من صدق ما يقول.
قررت أن اكتشف الحقيقة بنفسي،
وأكون قناعاتي الخاصة
بعيداً عن آراء أي أحد كائناً من كان،
نظرت إلى مكتبتي مرة أخرى وسألت نفسي:
كيف تقرأ كل هذا الكم من الكتب في شتى المجالات
لا لشيء سوى حب الاطلاع،
بينما لم تقرأ في دينك أهم أركان الحياة سوى الكتب الدعائية..
سوى الكتب التي تعزز الأفكار التي اختارها لك موقعك الجغرافي،
وحددتها لك أفكار من حولك،
والتي ليس لهم فيها أي رأي أيضاً
سوى أنهم وجدوا عليها آباءهم.
لدي أطنان من التساؤلات
التي لم تفلح كتب الأكاذيب تلك سوى في حجب النور عنها،
وقد آن الأوان للبحث عن أجوبة .
تذكرت محتوى الكتب الدعائية
وعجبت مما فيها من التلفيق وإلقاء التهم جزافاً!
فزادت قناعتي بأن هذه الادعاءات
ما هي إلا لتضييق الكهف على العامة
وزيادة الكراهية بين المسلمين،
وأن الخلاف بين العلماء الإصلاحيين والغلاة
– والذي كنت أظنه مجرد تباين في وجهات النظر –
ما هو إلا صراع بين مذهب آل البيت عليهم السلام
وما ألصق به من أفكار دخيلة.
|