وقد أثبت الإمام علي عليه السلام ذلك
فقال كما جاء في نهج البلاغة:
( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار؛
فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً
كان ذلك لله رضاً )[1].
الحاكم ما هو إلا موظف مهمته إدارة شئون المسلمين
وتطبيق شرع الله في الدولة.
الحاكم بشر كغيره من الرعية يتحاكم إلى كتاب الله،
وحين تكون له قضية فإنه يتحاكم إلى الشرع
وإلى الجهات القضائية
ويقف كأي مواطن عادي أمام القضاء
لا فرق بينه وبين أي مواطن؛
كما في قصة الإمام علي عليه السلام مع اليهودي،
بل إن الإمام غضب حين كناه القاضي
بينما نادى اليهودي باسمه فقط[2].
والإمام علي عليه السلام يقول في نهج البلاغة:
( وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار،
فإن اجتمعوا على رجلٍ وسَمَّوْهُ إماماً،
كان ذلك لله رِضاً،
فإن خرج من أمرهم خارجٌ بطعنٍ،
أو بدعةٍ،
رَدوه إلى ما خرج منه،
فإن أبى قاتلوهُ
على اتباعه غير سبيل المؤمنين،
وولِّاه الله ما تولِّى )[3].
كما قال حين عرضت عليه الخلافة:
( دعوني والتمسوا غيري )[4].
وقال:
( والله ما كانت لي في الخلافة رغبةٌ
ولا في الولاية إِرْبَةٌ؛
ولكنكم دعوتموني إليها
وحملتموني عليها ) [5].
فلو كانت الخلافة منصباً من رب العالمين
فلا يحق للإمام قول هذا ورفض الخلافة،
ولا يحق للإمام الحسن عليه السلام
التنازل عنها لمعاوية.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1] - نهج البلاغة ( 3 / 7 ).
[2] - مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ( 1 / 373 )،
بحار الأنوار للمجلسي ( 54 / 56 – 57 ).
[3] - نهج البلاغة ( 3 / 7 ).
[4] - نهج البلاغة ( 1 / 181 )، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ( 1 / 377 ).
[5] - نهج البلاغة ( 2 / 184 ).
</B></I>