عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2011   رقم المشاركة : ( 5 )
المتفائل2012
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6806
تـاريخ التسجيـل : 06-01-2011
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 24
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المتفائل2012


المتفائل2012 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجلة فلسطينية من الثمانينات تتحدث عن الحياة الجامعية في تلك الفترة

المكتبات في العصور القديمة

بقلم: خالد أبو دية
قسم المكتبة


"إن اللغة هي أول وأعظم نظام استخدمه الإنسان لحفظ المعلومات ونقلها من جيل إلى جيل آخر ". فكلمة
مكتبة، ذات صلة وثيقة بالكتاب، فقد سماها المصريون القدماء قاعة كتابات مصر، ومكان إنعاش الروح، بينما
للدلالة على المكتبة، Bibliotheca سماها السومريون بيت اللوحات الكبير، في حين أطلق اليونانيون عليها
وتعني الكتاب نفسه، libri وتعني هذه الكلمة المكان الذي توضع فيه الكتب، أما الحرمان فقد استعملوا كلمة
وتعني المكتبة للبحث والمطالعة. library ثم أصبحت الكلمة
أما تعريف المكتبة "هي تلك المؤسسة التي وجدت لتجمع وتحفظ مجموعة معينة من الكتب وغيرها من مواد
المعرفة بحيث تنظم وترتب وفق طرق منطقية وتحت إشراف فرد أو مجموعة أفراد متدربين على تقديم
الخدمات المكتبية المختلفة للقراء".
نشأة المكتبات:
لا يعرف على وجه التحديد متى ظهرت المكتبات في العالم، غير أن الاكتشافات والحفريات تدل على أن أقدم
مكتبة ظهرت في رقعة الوطن العربي المعروف اليوم مع ظهور الديانات والحضارات، ولا سيما في فلسطين
وبلاد الرافدين ومصر.
فقد كانت المكتبات في بلاد الشام موجودة بكثرة بسبب وجود المدارس التي تزيد على خمسين مدرسة وبكل
مدرسة توجد مكتبة، ومن أشهرها مدارس الرها وأنطاكيا وقنصرين ومكتبة زابونا وجران ورأس شمر في
الشمال من سورية، حيث يرجع تاريخها إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، ( ١٥٠٠ ن. م).
أما بالنسبة لفلسطين فكانت توجد مكتبات في كل من مدن قيصرية وسبسطية والقدس والتي كان بها مكتبة
شهيرة تمثل الحضارة اليونانية وهي متخصصة بالدين المسيحي.
أما في بلاد الرافدين "الحضارة السومرية، البابلية، الأشورية" فقد وجدت منذ عام ٣٠٠٠ ق. م، أما في
الصين فكان لها تاريخها وكتاباتها سنة ٣٠٠٠ ق. م، وتذكر لنا المصادر التاريخية أن احد الفلاسفة الصينيين
قبل كنفوشيوس قد مل من عمله في المكتبة الملكية فقرر مغادرة الصين.


أنواع المكتبات:
قسمت المكتبات في ذلك الزمان إلى مكتبات خاصة وعامة وحكومية ومكتبات دينية "المعابد " ومكتبات
القصور. أما المكتبات الخاصة فقد أسس الأشوريون مكتبات خاصة بهم وكذلك السومريون، أما المكتبات
العامة فقد ظهرت في حضارة الأشوريون سنة ٢٧٠٠ ق. م، ومن أهمها مكتبة "تلو" أو مدينة "لجش " وقد
اشتملت على ألواح طينية "وهي عبارة عن الكتاب في عصرنا الحاضر" ما يزيد على ثلاثين ألف لوحة من
مختلف العلوم، ومن المكتبات العامة أيضا مكتبة "نينوى" فقد أمر الملك أشور بانبيال سنة ٦٢٦ ق. م بنسخ
جميع محتويات مكتبة بابل بكاملها وحفظها في مكتبة نينوى التي وجدت بها مجموعات من الفخار وعليها
كتابات أشورية ولها فهرس كبير عام ومرتب حسب أشكال الألواح، فكانت ترتب الألواح وفقا لموضوعاتها
ومضمنة ببطاقة تحلل محتوياتها مع وجود ملخص عن موضوع كل لوحة، ويطلق عليها التصنيف الملكي
وكان كل لوح يحمل عنوان السلسلة التي يأتي ضمنها، ويبدأ بتكرار السطر الأخير من اللوح السابق عليه ،
حتى كان اللوح الأخير من النص ذكر فيه عدد الألواح التي يشملها الكتاب كله. وهذه الألواح كانت مصنفة
تحت رؤوس موضوعات: ١. التاريخ ٢. العلوم ٣. القانون ٤. السحر ٥. العقائد ٦. الأساطير.
أما المكتبات الحكومية، فكانت توجد في أشور وهي عبارة عن حفظ السجلات الحكومية مثل مصادر
الواردات ورواتب الجند والتشريعات والتفسيرات القانونية، وكانت تسمى بدور السجلات أو بيت الرقم، أما
محتوياتها فكانت مجموعة من الرقم الطينية أحجامها كبيرة تصف على شكل صفوف أفقية على رفوف
مصنوعة من الطين، ولم يكن هناك نظام معين ثابت لترتيب الرقم فيها فكانت بعض هذه الرقم حسب حجمها
أو موضوعها أو حسب أرقام تسلسلية وكانت تحمل اسم الناسخ أو الكاتب.
أما المكتبات الدينية "المعابد" فكانت من المراكز المهمة لتعليم الدين والمعارف الموجودة آنذاك، وكذلك لحفظ
السجلات فكانت هذه المكتبات عبارة عن حجرة أو حجرات ملحقة بكل معبد لتضم الرقم الطينية المختلفة
الإحجام والتي تعالج الموضوعات الدينية كالنصوص الدينية التي تقرأ في المعابد وأخبار الإلهة وقصة الخليفة
ثم الأساطير، وكان الكهنة المكتبيون اليوم هم يشرفون عليها ويعتنون بها ويحافظون على الألواح ، وكان
أيضا بها غرف صغيرة خاصة لتلاميذ الكهنة للدراسة وكانت تعلق على بابها اسم خزانة كتب مدرسية.
أما المكتبات في القصور فهي خاصة للقصور الملكية، ففي كل قصر توجد مكتبة تحوي السجلات فيما بتعلق
بالمملكة وما يرد إليها من رسائل خاصة بالملك.
ومن أشهر مكتبات الرافدين:
١ خزانة نفر: تحوي على ٢٣ ألف لوحة أو رقم منها ألواح رياضية وفلكية وطبية وتضاريس البلدان وأسماء
النباتات، وكانت ترتب هذه الألواح أفقيا فوق رفوف مصنوعة من الطين على علو عشرين "إنش ا" عن
الأرض وبعرض قدم ونصف القدم.


٢ خزانة نينوى: وهي أعظم مكتبة في التاريخ القديم أسسها سرحدون وكانت تضم الآف الرقم من السحر
والطقوس والعلوم والأدب واللغة والخط والفلك والطب، وكان بها سجل لتاريخ الأشوريون وحروبهم
ووثائقهم الرسمية ومراسمهم الملكية.
٣ خزانة نوزي: سنة ٣٠٠٠ ق. م جنوب غرب كركوك.
٤ خزانة اريك أو اروك: جنوب العراق.
٥ خزانة أدب: سنة ٢٣٠٠ ق. م جنوب غرب تعز.
٦ خزانة سنار: جنوب غرب بغداد.
٧ خزانة حرمل: قرب معسكر الرشيد شرقي بغداد.
أما الناحية الفنية في البناء الملكية نينوى فكانت عبارة عن غرف صغيرة غير مضاءة وتتم الدراسة بها في
النهار، أما شبابيكها فهي صغيرة للتهوية. أما بناء المكتبات الحكومية فكانت على شكل بنايات منفصلة أو
حجرات متصلة ببنايات أخرى.
أما من ناحية المواد المستعملة في الكتابة، فكانت في فلسطين تتم على الجلود وكانت الحروف بعضها
هيروغلوفية وأخرى هجائية سامية، أما في بلاد الرافدين فكانت تتم الكتابة على ألواح من الطين "الرقم "
مختلفة الشكل والحجم، فمنها المربع والاسطواني والمنشوري. وكانت تعرف بالكتابة المسمارية لأنها كانت
تحفر بآلة حادة على ألواح من الطين.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس