اسمعونا من فضلكم
بقلم: أ. سليمان أبو جاموس
رئيس قسم إدارة الأعمال
على ردة الفعل التي حصلت من خلال مقال احد طلبتنا تحت عنوان "لصوص الدم.. والإهمال " أحببت أن
أقول كلمة:
أرجو أن تكون صدورنا واسعة وقلوبنا مفتوحة ومشاعرنا بعيدة عن العصبية حتى يتم الحوار فالمشكلة ليست
مشكلة رجل لم يجد العناية الكافية.
فإذا كنا نتحدث عن المستشفيات والخدمات الصحية فيها، فرؤية المراجعين ما بين الساعة الثامنة والعاشرة
من صباح كل يوم أمام عيادات الأطباء (بدون أطباء فهم في عياداتهم الخاصة) يغني عن الكثير من الخوض
في هذه المسألة.
إن الطبيب الذي يحمل أسمى رسالة إنسانية في التخفيف عن كاهل المريض وذويه من معاناة باع رسالته منذ
زمن وأصبح يبحث عن أمور أكثر جدوى وهي المادة وليس الطبيب وحده أمام هذه المشكلة، فكلنا على
شاكلته نبيع لمن يدفع أكثر؟ أليست هذه مشكلة الجميع؟!
إن مشكله الطب مشكلة يجب أن يتحمل مسؤوليتها المجتمع بكامله، لقد درّسنا أولادنا الطب وهم لا يرغبون
فيه، لكن الطب من خلال المفهوم الاجتماعي الذي كان سائدا إلى وقت قريب هو من أكثر التخصصات التي
تؤدي إلى الغنى والثراء. أليست هذه حقيقة فالتجمل المجمع نتيجة هذا الخطأ، خاصة في غياب التخطيط
المركزي على نطاق الدولة.
والمشكلة كما قلت ليست مشكلة شخص إنها مشكلتنا جميعا، فلا الخدمات الصحية جيدة، ولا الخدمات الهاتفية
جيدة، ولا أية خدمة مهما كانت، جيدة، لأنها مرتبطة بشيء أكثر معنى وهي الإدارة.
فهناك مبادئ أساسية في الإدارة:
الشخص المناسب في المكان المناسب مع الأجر المناسب.
الموظف العام هو الخادم العام.
تقدير أصحاب الكفاءات واحترامهم.
تدريب من هو بحاجة إلى زيادة معرفة.
رسالة النجاح، العدد 18 ، كانون الثاني ١٩٨٤
مشكلتنا أولا وأخيرا هي إدارية في إدارية، ولم نكن في يوم من الأيام أكثر حاجة من الإدارة، فإذا كان أطفالنا
بحاجة إلى الحليب والخبز، فمؤسساتنا أكثر حاجة للإدارة من الحليب والخبز لأنها تقوم على أسس وتعالج
الأمور ضمن أسس وتعطي حلا لكل شيء أيضا ضمن أسس.
نظرتنا إلى الإدارة نظرة خاطئة وفهمنا لها أكثر خطورة، من منا إذا أصبح في يوم من الأيام مدير دائرة لا
يجعل من نفسه إمبراطورا لتلك الإدارة، ويتحدث بلغة الإمبراطوريات، وشتان ما بين لغة الإمبراطورية ولغة
الإدارة، ليس من عيب ألا نعرف، لكن المخجل أن ندعي المعرفة ونحن لا نعرف!!
لقد علمنا أبناءنا أنه إذا كان هناك خطأ فعليك أن تعلنها صراحة بأنه خطأ، وتدافع بعلم ومنطق عن
الصحيح!!
ويبدو أن الطالب قد أخد بهذه الحكمة، وصرخ صرخة مظلوم من خلال مقاله، وكان مؤدبا في روايته إذ لم
يهاجم أحدا بالاسم.
إذن الخطأ ليس في الطالب، بل في أسلوب تعليمه.
إن الجامعة جزء من هذا المجتمع، تتفاعل معه وتتأثر منه، ولكنها تعمل جاهدة للتأثير فيه وهذه رسالتها.
فأرجوكم أن تسمعونا!!