عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-14-2011
الصورة الرمزية المقداد
 
المقداد
كاتب مبدع

  المقداد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة
افتراضي قصص طفولية في عمق التاريخ ..

قصص طفولية في عمق التاريخ .. قصص طفولية في عمق التاريخ .. قصص طفولية في عمق التاريخ .. قصص طفولية في عمق التاريخ .. قصص طفولية في عمق التاريخ ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته :
إن الهدف من إنشاء هذا الموضوع هو تدوين بعض القصص بأسلوب أدبي قدر الإمكان, ورصف الصور الفنية الجميلة, وإطلاق للأخيلة المحلقة, لنثير من خلالها الحماسة والإنفعال ونشد القارئ الي ملاحقة الأحداث .....)

بالأمس كتبت قصة قصيرة لم تكتمل واليوم أنشرها مرة أخرى رغبة مني في تكملتها, متمنياً من الأعضاء الكرام المشاركة بكتابة كمثل هذه القصص ليس عبثاً أو تسلية, إنما إستعادة لتلك الأيام العتيقة ونزعها من براثن التهميش وإن صح القول النسيان, لا عشقاً وحباً فيها بل نجدة للذكريات الطفولية بالأخص, حتى وإن كانت علقماً في اللسان ومرارة في الفؤاد ..


[ طرفـة يوم في حيـاة أبن مزارع ]


مع تألق نجمة الطحّانة (يطلق أباؤنا هذا الاسم على نجمة الطحانة اذ يهرعن أمهاتنا مع بزوغها في المشرق لطحن الذرة والشعير والدخن وتهيئته فكوكاً [ أي فطوراً لأهل البيت ] , مع تألقها مشرئبة بسناها أعالي جبال القرية, يأتي والدي متلمساً موقعي بين إخوتي وسط ظلام يلف المكان, لإيقاظي معلناً بداية يوم زراعي حافل .
يصحبني معه بين يقظة وحلم مني الى مزرعته, ولا تزال شقشقة العصافير , و إبتهال والدتي, وديك ضرب بجناحيه ثم صاح, وعواء ذئب بات جائعاً طرف هضبة حدر الوادي, ترن في أذني وكأني أسمعها الآن ..
أستعــد بمسحاتي للماء الذي يأتي من أعلى المجرة ( المجرة باحة أمام البئر تجري فيها عملية السواني) قد أخذ مجراه منحدراً نحوي, ولازلت أتذكر ثمار الخوخ والتفاح البجلي التي يبعث بها والدي عبر الساقية لأسد بها رمقي و اعتذارا منه لإيقاظي في هذه الساعة من الليل.
أشـد ردائي حول خصري وأشمر ساعديّ وأبدأ في التعامل مع هذا الماء المنحدر, وتقسيمه بكل عناية على قصبات متراصة أمامي, وكم هو شعور جامح ينتابني عندما أتخذ قراراً بحرف الخزانة (مصد الماء للقصبة)!! لتحويل الماء الى قصبة أخرى ..
بعد أن ترسل الشمس أشعتها ويأخذ التعب مني مأخذه، أشاهد عن بعد والدتي " رحمة الله عليها " تحمل فوق قناعها بقشة الفكوك التي بدأت في اعداده مع نجمة الطحانة ماسكه إياها بيدها اليسرى بينما تحمل في يدها اليمنى كفكيرة (إبريق) الشاي، وأكاد أسمع صوت إصطكاك فناجين الشاي مع بعضها البعض داخل البقشة تتردد على مسمعي الآن!!
يلتم شملنا في هذه اللحظات تحت شجرة رمان أو خوخ، حول قرص فطيرة وفناجين معدودة من الشاي، ولا مانع من قليل من حماط مخري يطيب أكله بعد تعب و نصب.
رد مع اقتباس