يبلغ عدد المصابين به وفق تقديرات غير رسمية نحو 2 % من السكان
متخصصون يطالبون بإلزام شركات التأمين بتغطية علاج مرضى البهاق
محمد الشهري من الرياض
طالب متخصصون وباحثون في الأمراض الجلدية، الجهات المعنية بالضغط على شركات التأمين الصحي العاملة في المملكة لدمج مرض "البهاق" ضمن التغطية العلاجية التي تقدمها للمستفيدين، مؤكدين أن معالجة المرض ليست مسألة تجميلية، بل هو مرض جلدي يبلغ عدد المصابين به وفق تقديرات غير رسمية نحو 2 في المائة من السكان. وفي هذا الصدد أكد الدكتور أحمد محمد العيسى استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الليزر على هامش فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الرابع للبهاق الذي عقد أخيرا في الرياض بالتعاون مع الجمعية الآسيوية لأبحاث الخلايا الصباغية وتحت إشراف للجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد، أن "البهاق" مرض جلدي يظهر على هيئة بقع بيضاء اللون ويصيب أي جزء من الجسم، مشيرا إلى أن نسبة المصابين من الناس بمرض البهاق تكون من 1- 2 في المائة، وهي ضمن النسبة العالمية، ولكن لا نستطيع الجزم بأن نسبة المصابين في المملكة هم أكثر أو أقل من هذه النسبة وذلك لنقص الدراسات والإحصائيات الدقيقة عن ذلك. وهو من الموضوعات المطروحة للبحث والدراسة في الوقت الحالي، موضحا أن مرض البهاق ليس مرضاً معدياً فهو لا ينتقل من إنسان لآخر بالعدوى. من ناحيته، قال الدكتور أنس الخيمي مدير عيادات المركز الوطني لعلاج البهاق:" يجب اعتبار مرض البهاق مرضاً جلدياً مزمناً وليس من الأمراض التجميلية فقط، لأن وقعه على نفسية المريض قد يكون أشد من أي مرض مزمن آخر وإن تكاليف علاج مرض البهاق عالية على المرضى، والسبب يعود إلى غلاء الأجهزة المستخدمة في علاج البهاق كأجهزة الليزر والأجهزة الضوئية الأخرى، كما أن صيانتها مكلفة جداً على المراكز الخاصة لعلاج البهاق، وعلى المراكز الحكومية الصحية أيضاً، ولذلك فإن المراكز الخاصة لعلاج مرضى البهاق في المملكة في صراع حقيقي مع تحديد سعر تكاليف العلاج وإعطاء السعر المناسب الذي يكون مقبولاً لدى المريض".
ويرى الدكتور أنس أن على الجهات المختصة الضغط على شركات التأمين
لتغطية تكاليف علاج مرضى البهاق، حيث إن تحمل شركات التأمين لعلاج مرضى البهاق سيريح الكثير من المرضى من عبء تحمل تكاليف العلاج، كما يساعد ذلك في الوقت ذاته في ضمان جودة الخدمة المقدمة من قبل الجهات المختصة بالعلاج. وحول تعريف وشكل مرض البهاق يقول الدكتور أحمد العيسى إن المسؤول عن لون الجلد الطبيعي هي مادة الميلانين التي تصنع في الخلايا الصباغية وهي التي تحدد لون الجلد، الشعر، وكذلك العيون، ويحدث مرض البهاق عند عدم تشكل مادة الميلانين بسبب غياب الخلايا الصباغية المشكلة له، وهو الأمر الذي لم يستطع أحد أن يحدد السبب الرئيسي لذلك، وهو من الأمراض الجلدية المزمنة غير معروفة السبب حتى الآن. وإن معظم الأدوية والعلاجات المتوافرة حالياً تفيد في السيطرة على البهاق ولكن لا تشفيه. وتابع قائلا:" يعتقد أن هناك عدة عوامل يمكن أن تكون مسؤولة عن حدوث البهاق مثل: وجود مواد خاصة تفرز من النهايات العصبية تكون مسؤولة عن موت الخلايا الصباغية وهذه النظرية الأكثر مفعولاً في البهـاق المقطعي، أو التخريب المناعي الذاتي للخلايا الصباغية، حيث يصبح الجسم غير قادر على التعرف على الخلايا الصباغية و يبدأ بمهاجمتها كأنها عنصر غريب عنه و يدمرها، أو وجود اضطراب وراثي معين يؤدي إلى عدم تشكل الميلانين من الخلايا الصباغية". وأشار إلى أن هناك أنواعا مختلفة من مرض البهاق الذي يظهر على الجسم بأحد الأشكال التالية: البهاق الموضعي ( البؤري ) البهاق المقطعي، البهاق على الوجه والأطراف،البهاق المُعَمَّمْ. وبين أن هناك العديد من الأمراض الجلدية غير البهاق يمكن أن تظهر على شكل بقع بيضاء اللون ومن هذه الأمراض مثل: النخالية البيضاء، النخالية المبرقشة ( مرض فطري )، المهق، ابيضاض الجلد الناجم عن المواد الكيميائية والحروق، وابيضاض الجلد بعد الالتهابات. لذلك فإن مراجعة الطبيب من الأمور المهمة للتأكد من تشخيص المرض ومعرفة العلاج المناسب. وأوضح أن هناك طريقتين أساسيتين للعلاج من البهاق: الطريقة الأولى تعتمد على إعادة اللون للجلد المصاب وهو ما يسمى بـ (إعادة التصبغ)، والطريقة الثانية تعتمد على إزالة لون الجلد السليم، وبالتالي إحداث عملية تبييض لكامل الجسم وهو ما يسمى بـ (نزع التصبغ) فاختيار إحدى الطريقتين يكون بناء على مدى انتشار المرض والمساحة المصابة من الجسم وعمر المريض. وأضاف العيسى أن المؤتمر عقد بمشاركة أكثر من 120 طبيبا مختصا ومهتما بعلاج أمراض البهاق، ركز خلال مناقشاتهم على عدة موضوعات كان من أبرزها سلوك الخلية الصباغية، وسلوك الخلية اللمفاوية في مرض البهاق، كما تطرق المختصون إلى النظريات الحديثة في الآليات الإمراضية لمرض البهاق بالذات مضادات الأكسدة والجزيئات في الخلايا، إضافة إلى تناول موضوعات متنوعة كإزالة التصبغ، وإعادة التصبغ الكامل لمرضى البهاق، والتعرف على نوعية الحياة التي يعيشها المريض لمعرفة المفتاح الحقيقي لهذا المرض، ومناقشة آخر التطورات في العلاجات الضوئية في مرض البهاق، والتعرف على الأسباب الحقيقية لظهور هذا المرض، وكيفية الاستعانة بالتقنيات الحديثة لإعطاء أفضل النتائج للتخفيف من أعراض مرض البهاق والعديد من الموضوعات المتنوعة.