[صقر قريش]

التقرير الأسبوعي للبورصات العالمية

اندفاع الأسهم العالمية مع رحيل مبارك






شهدت الأسهم العالمية ارتفاعاً بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، حيث أغلقت الأسهم الأمريكية مرتفعة الجمعة الماضي. وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التعاملات مرتفعا 43.97 نقطة عند 12273.26 نقطة بينما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا 7.28 نقطة ليغلق
جيمي تشيزوم وتيليس ديموس من لندن
شهدت الأسهم ارتفاعاً بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، لكن أسعار خام برنت ارتفعت بصورة طفيفة، وهي الآن فوق مستوى 101 دولار للبرميل، ما يشير إلى بقاء التوتر مع محاولة الأسواق تقييم مضامين رحيل مبارك، وتبلغ عقود التأمين على السندات المصرية ضد الإعسار 320 نقطة أساس، أي أن تكلفة تأمين سندات حكومية مصرية بقيمة عشرة ملايين دولار تبلغ 320 ألف دولار. وسادت موجة من الارتياح مباشرة بعد الإعلان عن تنحي الرئيس المصري، بحيث هبطت تكلفة التأمين إلى رقم متدن عند 300 نقطة أساس، لكنها عادت وارتفعت بسبب قيام المتداولين بالمراجعة، كما تقول مؤسسة ماركيت.
وأثناء جلسة التعاملات هبطت التكلفة بمقدار 20 نقطة أساس، ما يشير إلى تراجع احتمال الإعسار، لكنها ارتفعت فوق المستوى المتدني الذي كان عند 300 نقطة أساس بعد الإعلان مباشرة، وفقاً لمؤسسة ماركيت.

وقال إريك ريان، مدير المحافظ لدى مؤسسة فان إيك جلوبال: ''هناك مفارقة تفعل فعلها في الأسواق. إن ما يدفع بالمخاطر المتعلقة بالسندات المصرية هو الإحساس بمخاطر انتقال العدوى السياسية. إن انتصار المحتجين لن يعمل على تشجيع اللاعبين في البلدان الأخرى''.

وارتفع مؤشر فاينانشال تايمز للأسهم العالمية بنسبة 0.1 في المائة، بعد أن كان متدنياً خلال معظم التعاملات العالمية بعد أن شعر المتداولون في آسيا بخيبة الأمل من أن مبارك تحدى التوقعات برحيله يوم الخميس.

وكان مؤشر ستاندارد آند بورز 500 قد قلص أصلاً من خسائره المبكرة قبل ورود الأنباء عن رحيل مبارك، ويعود بعض السبب في ذلك إلى الاستجابة لطرح عام أولي لقي قبولاً حسناً من كندر مورجان، شركة خطوط أنابيب الطاقة. وقد ارتفع هذا المؤشر القياسي الآن بنسبة 0.4 في المائة عند 1327 نقطة، وهو رقم قياسي جديد منذ 30 شهراً.

لكن في حين أن الجو العام في ميدان التحرير يمكن أن يتسم بالنشوة، إلا أن الاحتفالات كانت واهنة في قاعات التداول في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية. وهذا أمر منطقي. من الصعب على مستثمري الأسهم المجادلة في سبيل اندفاع قــــوي للأسهم على خلفية الأنباء الواردة، وذلك بالنظر إلى أن كثيراً من مؤشرات الأسهم القياسية لم تسجل تغيراً يذكر عن معدلاتها الدورية الــــــعالية خلال الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت الجيشان السياسي في القاهرة.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون المتداولون قد أدركوا بسرعة أن انتقال السلطة إلى المؤسسة العسكرية ليس هو اللعبة النهائية التي يريدها المحتجون المصريون، وأن هناك فترة أخرى من التوتر يرجح لها أن تستمر إلى حين تأسيس الحكم المدني الديمقراطي، إضافة إلى ذلك، فإن نجاح الاحتجاجات في القاهرة يمكن في واقع الأمر أن يجعل الوضع في المنطقة أكثر ميلاً إلى الفوضى إذا أدى ذلك إلى إلهام الجماهير في الدول التسلطية الأخرى.

على خلفية هذه الفكرة الأخيرة، تراجع الدولار عن مستوياته العليا، لكنه أبقى على حصة من مكاسب ''الملاذ الآمن'' خلال الجلسة، بالقدر نفسه تراجع خام برنت عن بعض الارتفاع الناتج عن عامل الخوف، لكنه يظل بصورة هامشية أعلى من الجلسة السابقة.

وفي أوروبا افتتحت البورصات بخسائر، لكن حدث تحول في الأمور استجابت للتحسن في العقود الآجلة في الولايات المتحدة، وبعد ذلك بفعل الأنباء التي جاءت من مصر، ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بنسبة 0.4 في المائة، على الرغم من هبوط بنسبة 14 في المائة في أسهم ''نوكيا''، في أعقاب بيان الاستراتيجية المخيب للآمال، وهو ما دفع بقطاع أجهزة التكنولوجيا إلى الهبوط بنسبة 3 في المائة.

وفي لندن ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 بنسبة 0.7 في المائة، حيث كان وضع شركات الطاقة أفضل من ذي قبل بسبب ارتفاع أسعار النفط.
ومن مصادر القلق الأخرى التي تلقي بثقلها على مستثمري الأسهم في الفترة الأخيرة هي الدليل الذي يشير إلى أن هوامش الشركات تتعرض للتقلص في الفترة الحالية بسبب ارتفاع تكاليف المواد. وفي بريطانيا قال مكتب الإحصائيات الوطنية إن هناك ارتفاعاً في معدل تضخم تكاليف المدخلات، وهذا الارتفاع هو أسرع المعدلات السنوية منذ أكثر من عامين.

وفي منطقة آسيا الباسيفيك ظلت الأسهم في حالة ضعف مع تحول المتداولين بصورة متزايدة إلى الشعور بالحذر، وذلك بسبب اللبس المتزايد بخصوص الوضع السياسي في مصر وتجدد المخاوف حول مشكلات السندات السيادية الأوروبية.
وتراجع مؤشر سوق الأسهم في تايوان بنسبة 2.6 في المائة، هو أكبر هبوط منذ أكثر من ثمانية أشهر، ما دفع بمعدل هبوطه عن هذا الأسبوع إلى 5.9 في المائة.

وبالنسبة لمؤشر فاينانشال تايمز لمنطقة آسيا الباسيفيك (باستثناء اليابان) فقد تراجع بنسبة 0.8 في المائة، وذلك لليوم الخامس على التوالي، في حين أن الأسواق في طوكيو كانت مغلقة بسبب إحدى العطلات العامة.

وفي أسواق السندات، هناك طلب قوي على سندات الخزانة الأمريكية، حيث تراجعت العوائد على السندات لأجل عشر سنوات بنسبة 4 نقاط أساس ليصل السعر إلى 3.65 في المائة، على اعتبار أن العوائد القريبة من المعدلات المرتفعة على مدى عدة أشهر تجتذب المشترين في وقت يكون فيه عزوف عن المخاطر في مجالات أخرى. وقد أخفقت البيانات الأخيرة حول ثقة المستهلكين في إثارة المتداولين، ولم تسبب الأنباء الواردة من مصر إلا ارتفاعاً طويلاً في العوائد.

وكانت نتائج الأداء في السندات السيادية من البلدان الطرفية في منطقة اليورو متباينة، رغم أن السندات البرتغالية القياسية تظل أعلى من 7 في المائة في أعقاب التدخل الإيجابي من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.

وفي أسواق العملات الأجنبية، هناك طلب على شراء الدولار في الوقت الذي يقوم فيه المتداولون بتطبيق الاستراتيجيات التقليدية للملاذ الآمن في الأوقات التي يسودها التوتر. وقد شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من العملات المهمة، ارتفاعاً بنسبة 0.4 في المائة، ليصل إلى 78.54 نقطة.
وفي أسواق السلع كان هناك تقلب في أسعار النفط وارتفع سعر خام برنت، الذي يعتبر أكثر حساسية من غيره لقضايا العرض العالمية، بنسبة 0.3 في المائة، ليصل السعر إلى 101.21 دولار للبرميل، ما أبقى فرق السعر بين عقود نايمكس فوق 15 دولاراً. وقد تراجع سعر الخام القياسي الأمريكي، وهو خام غرب تكساس المتوسط، بنسبة 1.4 في المائة، ليصل السعر إلى 85.55 دولار للبرميل.