عطر وحبر
تعاميم « بالجملة » تستفز المعلمات !
هيام المفلح
لو سمعت وزارة التربية والتعليم شكاوى واعتراضات منسوباتها – التي وصلتنا - على مجمل التعاميم التي أصدرتها هذا الأسبوع لفكرتْ كثيراً قبل أن تلزمهن بها وتجعلها قيد التنفيذ الفوري !
وهذه ليست أول مرة نكتب راجين وزارة التربية والتعليم أن تعمل استبيانات لقراراتها التعليمية بين أوساط منسوباتها ومنسوبيها قبل أن تصدرها فعلياً . لابد من " ترمومتر " تعتمده الوزارة لقياس مدى صحة أفكارها قبل أن تحولها إلى قرارات ملزمة .
من المهم جداً أن يكون هناك استيعاب وقبول من المعلمين والمعلمات لما يكلفون في القيام به من أعمال وتبيان الوضع التعليمي الذي أدى لاتخاذ هذه القرارات لأنهم هم الذين في الميدان ، وهم الذين يعرفون جيداً ما يحتاجونه ، و تجاوبهم الإيجابي مع هذه القرارات يساعد على تنفيذها على أرض الواقع بالشكل الأمثل لها .
لذا ضجت المنسوبات لما صدرت القرارات الجديدة بدون سابق إنذار، لما تضمنته من إلزامات منها تحديد نصاب كل معلمة 24 حصة ، مهما كان نوع أو تعدد المناهج التي تدرّسها ، ولا نعلم كيف يحدث هذا في ظل مطالبتها باستخدام التكنولوجيا في المناهج المطورة ، كما حرمتهن من ميزات الندب ، وكذلك ألزمت المساعدات والمشرفات والمرشدات الطلابيات بسد العجز في المدرسة عند الحاجة ، وهناك إلزام لمعلمة الثانوية أن تسد العجز بالمدرسة الابتدائية !
هؤلاء المنسوبات رفعن أصواتهن بالشكوى ساردات معاناتهن والضغوط النفسية التي وقعت عليهن من جراء هذه القرارات ، فالبيئة المدرسية – حسب قولهن – ما عادت بيئة عطاء وإبداع وإنما بيئة ممارسات نفسية مجهدة تجعل كل معلمة في دوامة كيف ستوفق بين مناهجها وكيف ستؤّمن مواصلاتها إلى مدرستها المنتدبة إليها ، وكيف يتحقق لها التنقل في حالة الانتداب الجزئي الذي يلزمها أن تداوم في اليوم بأكثر من مدرسة وهي التي بالكاد أمنّت مواصلاتها إلى مدرستها الفعلية ؟ .. ويا قلب لا تحزن !