(تقريري الكامل عن منطقتَيْ القصيم و حائل) (تقريري الكامل عن منطقتَيْ القصيم و حائل) (تقريري الكامل عن منطقتَيْ القصيم و حائل) (تقريري الكامل عن منطقتَيْ القصيم و حائل) (تقريري الكامل عن منطقتَيْ القصيم و حائل)
الحلقـــــــــــــــــــة الأولـــــــــــــــــــــى
(من الطّائف إلى عفيف)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أيّها الإخوة و الأخوات
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد
ستكون رحلتنا هذه المرّة إلى منطقتي القصيم و حائل ، بمعنى أنها رحلة
داخلية و ليست خارجية ، ولكن دعونا نودّع طائف الورد سويّا ، فوداعاً لصخور
الدّرع العربي النّارية منها و المتحوّلة كالجرانيت ، وداعاً جبال الحجاز الوسطى
كدكا و كبكب و قرنيت ، وداعاً وادي وج و المثناة ، وداعاً للورد والعنب والتّين والرّمان
وداعاً لجبل غزوان الذي يقع عليه مصيف البلاد ، وداعاً سيسد و ليّة و الحويّة
وداعاً للهدا و الشّفا و جفن و الكر وغور تهامة الذي تشرف عليه جبال الطائف
حيث الأراك والبشام الذي قال عنه علي رضي الله عنه :
أحللتَ يا عود الأراك بثغرها=أما خفت يا عود الأراك أراكا
ولو كنت من أهل القتال قتلتك=ومافاز منّي يا سواك سواكا
وداعاً حي الشّهداء الشّماليّة ، وباب الرّيع ، وقروة ، ومسجد العباس ، وداعاً
سوق عكاظ ، وداعاً أهل جفن الكرام ، وداعاً لك أيّها السّد السملقي ، وداعاً
للعرعر و السّدر و الطّلح ، وداعاً للضيمران و الشذاب و الرّيحان و الزهر و البعيثران
و الكسب ،وداعاً لنسيم الطائف العليل ، وتلكم السّحب الرّكامية و الطّباقية
وداعاً للحجل ،والقمري و الحمام .
إنّ الطّائف أيّها الأحبّة قطعة من الشّام جيء بها إلى هنا ، و يقول أحد خلفاء بني
أميّة غابطاً مولاه على الحجاز :
أسعد الناس مولاي سعد(يشتو بمكّة، و يتربع بجدّة ، و يصطاف بالطّائف)
ويقول الشّاعر أحمد الغزّاوي عن الطّائف :
ألا حبّذا أيامنا حول (قروة)=إذ الناس في حظ من البشر دائب
و إذا نحن لا نألو الشباب حقوقه= ونمرح في نعمى الأماني الجواذب
و تهفو بنا النّسمات حين هبوبها=إلى فرض اللذات تحت الكواكب
(بوج) و في (وادي العقيق) و دونه=و في (ليّة)أو بين (قرن) النجائب
و في (الوهط) المخضر أو في وهيطه= و فوق (الشّفا) أو في أديم السحائب
على (الفرع)إذ يبدو المسمى كاسمه=على القنن الشّمّاء أمعن ذاهب
ولا أنس (بالمثناة)ليلات أنسنا=و بين(الهدا) أو في جوار الكباكب
و لا (الجال) إذ نجلو كؤوس صفائه=كأن بها ما بالثنايا العواذب
ولا في (شهار) و (المليساء)ضحوة=لهونا بها عن طارقات النوائب
لقد كنت وايم الله أحسب أنّني=من الأنس في إحدى الجنان السوائب
زمان تقضّى بين أكرم رفقة=وأنعم عيش في بلوغ المآرب
فهل عائد فيها الذي كان قد مضى=ويسعدني فيها المدى بالحبائب
و قد أتيتُ على ذكر الطّائف بأبيات من ضمن قصيدة كان مطلعها :
لا تذكري الصّحب و الأشواق يا جُمل=قد عزّ عندي لفقد الصّحبة الأملُ
كم كنت أبكي على أطلالهم زمناً=حتّى بكى من وقوفي فوقه الطّللُ
ثم استفقت على أن لا أجد أحداً=غير السكون وما أبداه لي الحجلُ
يا صحبة اليوم ما للأمس من عوضٍ=حتّى تروا كيف كان الوصل يشتملُ
عزاء نفسي إذا ما بتُّ أرقبكم=إيهامها أنّ هذا البين محتملُ
حتّى قلتُ :
يا قادة العلم في أرجاء منتجعٍ=يكسوه وردٌ و يزهوهُ كذا الجبلُ
أيضاً و يسقيه غيثٌ هلّ من سحبٍ=فوق التّخوم تراه اليوم ينهطلُ
أسقى الكروم و أسقى التّين أجمعه=مع حبِّ رمّان حاكى طعمه العسلُ
وداعاً من غرب الوطن إلى قلب الوطن و شماله حيث منطقة الرّصيف القارّي
و الصخور الرّسوبية حيث الملح الصخري ، و الحجر الرّملي ، و حبيبات الكوارتز
و وادي الرّمة ، و نفود السّر ، و صحراء النفود ، وتلكم الكثبان الرّملية الهلالية
المتموجة و إلى الأثل و الأرطى و الغضا الذي يقول عنه مالك بن الريب :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة= بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الرّكب عرضه=وليت الغضا ماشى الرّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا=مزارٌ ولكن الغضا ليس دانيا
تضم منطقة القصيم أيّها الإخوة و الأخوات عدة محافظات ومراكز و هجر منها
(بريدة وهي مقر المنطقة ، عنيزة ، المذنب ، الرّس ، البكيرية ، البدائع
عيون الجواء ، الشّماسيّة ، و الأسياح ، و ........)
وسنقف بمشيئة الله في منطقة القصيم على عيون الجواء وهي ديار
بني عبس حيث عنترة بن شدّاد و عبلة ، و سنقف على صخرة عنترة ، كما
سنتجول في جميع المتاحف ، و أماكن التّراث ، ذلك أنّ هذه الرّحلة رحلة
تراثيّة سياحيّة ، وسنقف على سوق بريدة للتّمور وهو أعظم سوق للتّمور
على مستوى الشّرق الأوسط إن لم يكن على مستوى العالم ، وسنزور برج
الشّنانة ، وسنذكر لكم شخصيات من القصيم ، و أشعار عن القصيم .
ثم سنتجه شمالاً أكثر لنصل إلى منطقة حائل و أهم المحافظات التّابعة لها
(الغزالة ، الشّنان ، بقعاء ، و ........) ، و سنقف على آثارها ، وسنصل بمشيئة
الله إلى توارن حيث منازل حاتم الطّائي ، و إلى عقدة ، وجبال أجا ، و جبال
سلمى ، وسنقف بمشيئة الله أيضاً على قرية فيد التاريخية ، ودرب زبيدة
وغيرها الكثير و الكثير ، فليحفظ الله ولاة أمرنا ، وليرحم الله المؤسّس و الموحّد
لهذا الوطن المترامي الأطراف الآمن أهله ، و لقد عبّرت عن ذلك بقولي :
أنعِم وأكرِم بصقرٍ أسّـس الوطنـا=ووحّد الأرض والإنسان والسّننـا
فذاك عبدالعزيز ابـن الكُمـاةِ إذا=قلّبتَ في صفحة التّاريخ منك دنـا
رحماك ربي بـه مـازار معتمـرٌ=ولاح برقٌ وطيرٌ بالرّيـاض رنـا
عبدالعزيز سليلُ المجـدِ والكـرمِ=بنى صروحاً ويبني الابن منه لنـا
قد وطّدَ الأمن بعد الله في الوطـن=وسِيجَ حتى زها في عصر قائدنـا
يامهبط الوحـي لا مسّتـك نائبـةٌ=ولا ارتضيتُ سواك اليوم لي وطنا
ففيـك بيـتٌ عبـادُ الله تقـصـده=في كل وقـتٍ وبيـت الله قبلتنـا
وفيك طيبةُ أنّـى زرتُ مسجدَهـا=زرتُ الحبيبَ ابن عبـدالله قدوتنـا
صلوا عليه عبادُ الله مـا سطعـت=شمسٌ وما شعّ نجمٌ بـات يرقبنـا
إذاً فلننطلق على بركة الله ، ومن محافظة الطّائف حي الشهداء الشمالية
ولكن دعوني أضع لكم هذه الخرائط كيما نسير على هدى بمشيئة الله


ومن هنا كانت الانطلاقة إلى منطقتي القصيم و حائل

توكلنا على الله

أحد شوارع حي الشّهداء الشّمالية

ّعند محطّة الوقود ، وإليكم العدّاد

وهذه إشارة الدّلال

وهذا هو برج الطّائف

قريباً من مستشفى الأمير منصور العسكري

اللهم هوّن علينا السّفر و اطو عنّا بعده

في البداية كانت السّرعة 120كم/س

قريباً من الحويّة

مطار الطّائف بالحويّة

طريق الرّياض

كذلك

في الطّريق

في الطّريق ، ولكن احذروا من أن تُحذف نقطة الخاء من الخرمة

يا ساتر استر يا كريم

إذا سنسلك طريق ظلم-عفيف-البجادية-نفي-العمار-المذنب بالقصيم
أو طريق ظلم-عفيف-البجادية-دخنة-الرّس بالقصيم ، أمّا لو ذهبنا إلى
الرّياض ومن ثمّت إلى القصيم فهذا يعني أنّنا سنمر مابين الرّياض و القصيم
بكل من (رويغب-الحفنة-الصّمّان-دقلة الثمامة-الحسي-الصفرات-الخاتلة
ثادق-المحمل-البرّة-حمير-الشّحّة-مبايض-الخطامة-عشيرة سدير-حوطة سدير
روضة سدير-جلاجل-المجمعة-شقراء-الرويضة-العمار-الغاط) وبالتالي ستطول
المسافة

إنّه الطّريق المؤدي إلى عفيف

استراحة محارب عفواً مسافر

لابد و أن أحتسي فنجاناً من القهوة العربيّة الأصيلة أليس كذلك ؟؟
فالطريق طويلة

وهانحن على مشارف عفيف
