مقال اليوم((بدوي أم قروي أم .....)) مقال اليوم((بدوي أم قروي أم .....)) مقال اليوم((بدوي أم قروي أم .....)) مقال اليوم((بدوي أم قروي أم .....)) مقال اليوم((بدوي أم قروي أم .....))
إن أول سؤال يتبادر إلى أذهاننا حينما
يقابلنا شخص من أين أنت؟؟ومالقبك
لماذا هل يعني أن اللقب سيترتب عليه
تحديد لمجريات الأخذ والعطاء وتجاذب أطراف
الحديث ؟؟ أم أنه أصبح فاتحة للدخول في
الكلام..بالرغم أننا مجتمع أممي ينادي
بالإنسانية فوق كل تعصب وانتماء ولكن للاسف
ترجمتها أصبحت متنحية وبعيدة كل البعد .
في الواقع لانستغرب حتى أن وصل
فداحة السؤال إلى أروقة المحاكم فكم من مطلقة
ومعلقة باتت ضحية هذا السؤال ((الغبي))
وبات أبناؤها فاقدي الإنتماء الإجتماعي بعد أن
لفظهم مجتمعنا..والسبب :((هل أنت بدوي أم ..))؟؟؟
ضاربين عرض الحائط كل المفاهيم الإنسانية والتعاليم
الدينية والتي تنص على أن الدين هو المعيار الذي يقوم
عليه أساس التفاضل في شتى الأمور..وعلى النقيض
نجدنا في الدول الغربية والغريبة على الإسلام تستنكر هذا
السؤال فإذا كنت في دولة غربية احذر ثلاث مانسبك
وماديانتك وكم راتبك !!فتلك تعد من الخصوصيات
والتي إن تجاوزتها لقيت مالايسرك..
فلم لايكون هناك خطوط حمراء لانتجاوزها ويحفظ لكل شخص
حق انتمائه بكل فخر لأي منشأ وقبيلة ما..
أتذكر قديما أن دار نقاش بيني وبين إحدى زميلاتي بالمرحلة الجامعية
وكانت من البدو الأقحاح ممن يرتحلون قديما وراء الماء والكلأ ..
وعندما احتدم النقاش التفتت إليّ قائلة لن اجادلك يا ((قروية))..
فتعجبت صراحة وسألتها منذ متى كانت تلك شتيمة ننادى بها !!
ألم تجتني الفاكهة حلوة وحامضة ..إلا على أيدينا ؟؟
ألم تجتني خضرا ألوانا وأشكالا ..إلا على أيدينا ؟؟
ألم تهنأ مقلتيك بخضرة أراضينا وجمال ديارنا ..؟؟
ولم أزد على ذلك..حينها تبسمت وقالت احرجتني انتظرتك تكيلين
لي الشتم والسباب ولم أتوقعك تفخرين ولاتنتقصين فاعتذرت لي ..
حينها أدركت أننا لسنا مجبرين على الرد بل يكفينا أن نفخر على مانحن
عليه شاء من شاء وأبى من أبى ..