تحية واجبة!
عبد الله باجبير
الاقتصادية : السبت 07 ربيع الثاني 1432 هـ. العدد 6361
إذا كنت قد تعرضت بالنقد لوزارة التربية والتعليم في المملكة بشأن تأخر تطوير مناهج اللغة الإنجليزية في مراحل التعليم العام، فإنني أصفق وبشدة لها بسبب اعتمادها مادة حقوق الإنسان لتكون ضمن مناهج التعليم.
فمن المهم أن يعرف المواطن حقوقه وواجباته، خصوصاً أن الرجال والبنات هم قادة المستقبل. وقبل أن نطلب من المواطن الالتزام بقواعد المرور مثلاً واتباع القوانين، يجب أن يعرف ما له وما عليه، لأنه إذا عرف فإن ذلك يسهل حركة الحياة في المجتمع، فمن يعرف حقوقه وواجباته، فإنه بالتالي سيعرف حقوق الآخرين وواجباتهم. فحرية الإنسان تنتهي عند حدود حرية الآخرين، وبذلك ينتظم المجتمع، لكن هناك أشياء، فمن المهم أن تكون مادة حقوق الإنسان مادة أساسية مثل بقية المواد الأخرى، ولا تكون مادة لمجرد المطالعة. في نفس الوقت من الضروري ممارسة هذه الحقوق على أرض الواقع في المدرسة، فيمارسها الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية حتى تصبح الحقوق والواجبات جزءاً من تكوين الطلاب والطالبات أيضاً، كأن يحافظ أحدهم على الممتلكات العامة في المدرسة مثلاً، وإدراكه أن هذا حق من حقوق الجميع، ويدرك أنه عندما يمارس ذلك، فإنه يؤدي واجبه من جهة، ومن جهة أخرى يمارس حقوقه أيضاً. وما دامت مادة حقوق الإنسان سوف تكون مادة أساسية فمن المهم أن تكون هناك دورات تدريبية للمعلمين، ليتفهموا كيف يوصلون المادة إلى الطلاب، وأعرف أن مادة حقوق الإنسان تم إدراجها في التعليم العالي، وأصبحت مادة أساسية في بعض الجامعات وكذلك في الكليات العسكرية ومنها كلية الملك ""فهد الأمنية"".
وإذا كنت أصفق لوزارة التربية والتعليم لإدراجها مادة حقوق الإنسان لتصبح ضمن مناهج التعليم، فهناك جانب آخر لا يقل أهمية عن ذلك، هو أن تشيع ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع السعودي كله، وهذا يحتاج إلى جهود أجهزة الإعلام على اختلاف أشكالها وألوانها لتوعية المواطن بحقوقه وواجباته من خلال الحوارات في أجهزة التلفزيون والإذاعة، يشرح فيها المتحاورون للمواطن أهمية معرفته بحقوقه وواجباته، وما هي هذه الحقوق وهذه الواجبات. من الضروري أن تشيع ثقافة حقوق الإنسان، ليس فقط في المدرسة والجامعات، ولكن في المجتمع السعودي كله، فهذه الثقافة تخلق نوعاً من الانضباط في المجتمع، وتسهل حركة الحياة، ومرة أخرى وليست أخيرة أصفق لوزارة التربية والتعليم.