بما أن الشيء بالشيء يذكر فسأخبركم قصة حصلت معي شخصياً ! في أحد الأيام كنت متوجهاً من الطائف الي الرياض وكان وقتها أنقضاء موسم الحج وعند وصولي منطقة تسمى بالعطيف توقفت لأزود سيارتي بالوقود وما إن التفت عن يميني الا وهذا الطاعن في السن يطرق زجاج السيارة فتحت النافذة متوقعاً أنه يطلب المال أو المساعدة فقلت نعم يا هذا خير إن شاء الله أجاب قائلاً : أنا تقطعت بي السبل في هذه المنطقة وولدي يعمل بالقويعية فهل تصنع معروفاً وتوصلني بغيتي ..
أتضح من كلامه ولكنته أنه وافد من اليمن قد حج وأراد زيارة ابنه في القويعية , قلت له لا بأس هل إقامتك سارية المفعول فكما تعلم الطريق مليئه بنقاط التفتيش قال نعم وهذا تصريح للحج ينتهي في نهاية شهر واحد ..
قلت حسناً اركب فأنا محتاج لمن يؤنس وحشة هذا الطريق الممل !! تهيء مقعده وأنا ابادله الأحاديث والطرف والملح والأشعار . حتى أنني اذكر بيتاً له يقول فيه :
يا أنسابنا يرعاكم ويرعى علي ,,, سافر له سنتين ولا رسل بقيمة طلي .
المفيد حتى لا نطيل على أبصاركم , بعد أن قطعنا مسافة لا بأس بها صادفنا تفتيش في مركز حلبان تم إيقافنا مطالبين بهويتنا , شللت يدي الي أقصى جيبي وتناولت رخصة القيادة وبرفقتها تصريح الحج الخاص برفيق رحلتي وأسمه قايد !!
ناولتها لذلك العسكري الذي أتخيل سحنته هذه الساعة ! فقال لطفاً وكرماً على جنب ؟؟
أو بالأصح لم ينطق اي من تلك الكلمتين " لطفاً وكرماً" .
ترجلت من السيارة وقايد كذلك فكان جمع من العساكر ينظرون الي وكأنني أقترفت جرماً شنيعاً !!
فقلت خيراً مالأمر قالوا بهذه اللفظة أنت تحمل معك مجهول الهوية !!
تعجبت من قولهم معللاً لهم أن تصريح هذا الوافد يسمح له بالتنقل حتى نهاية هذا الشهر , لم يعبؤا كثيراً بقولي واخذنا في سيارتهم الي القسم وتم التحفظ علينا في الغرفة من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً ..
في ذلك الغضون لم أزل ابادل قايد جمل من الاحاديث وأنه السبب فيما انا فيه الان ممازحاً له .. فكان يجيب أقسم لك اني على وضح النقا وتصريحي سليم ميه بالميه !! فكان نعم الرفيق من خلال تحسره وندامته على انه تسبب لي في هذا الوضع المؤسف .
تم إطلاقنا من المخفر بعد إن اعتذروا لنا كونهم لم يعرفوا هذا التصريح الا بعد ارسال فاكس للجوازات يتسائلون عن سلامته من عدمه !!
انا بالضبط لم أعيرهم اي اهتمام كونهم لا يجيدون التعامل المرن خصوصاً في تلك المنطقة !!
أوصلت قايد وتعشيت بالقويعية وأكملت مسيري أهمهم في نفسي واقول "ربما الله اراد ذلك ليصرفني عما هو أعظم "
هذا والسلام عليكم .
المقداد