عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2011   رقم المشاركة : ( 47 )
رويعي الغنم
ذهبي مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 458
تـاريخ التسجيـل : 19-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,905
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 143
قوة التـرشيــــح : رويعي الغنم تميز فوق العادةرويعي الغنم تميز فوق العادة


رويعي الغنم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من يوميات الرعاة في عصور خلت .

بعد شكرنا لأبي عبدالرحمن على مداخلته ألأخيرة ......
تعالوا معي الى هواجس البحث عن أكسير الحياه (السعاده), وتعالو الى جواب السؤال المستعصي الذي أثرناه في المداخلة رقم (25) , ص(3) ....
ولكن ,,,, قبل أن تقرأوا ماهو أدناه أود منكم العودة الى تلك المداخلة للوقوف على نص السؤال أولا , ولمعرفة سبب طرحه ثانيا , ولمعرفة ألأبعاد والحيثيات التي طرحناها ثالثا...
عودوا الى ذلك من فضلكم حتى يكون التفاعل على قدر من ألأيجابية , وتكونون على أستعداد لتصويبي أن وجدتم مني خطأ في الأجتهاد , وما أكثر أخطائي ...
.................................................. .................................................. ............
'.................................................. .................................................. ...........
هل رجعتم اليها ؟, يبدوا أنكم كذلك أن شاء الله , لذلك نبدأ بسم الله ونقول :
لا يوجد سعادة مطلقة ألا في الجنة , جعلني الله وأياكم من أهلها والفائزين برضى الله ونعيمها ووالدينا وجميع أهلينا وذراياتنا ومن أحسن ألينا ومن له حق علينا , ولجميع المؤمنين والمؤمنات ,,,, اللهم آمين .
أما الدنيا فسعادتها سحابة صيف لا تمر ألا لماما , أو كطيف احلام في سويعات قلائل أن لم تكن في دقائق أو ثواني معدودات .
على أن نسب حظوظ الناس من السعادة مختلفة على قلتها فرادى أو جماعات , ومتفاوتة على مر ألأزمنة والأوقات وتعدد البيئات والحالات .
والقاعدة العامة هي الكبد لا السعادة في الحياه , (لقد خلقنا ألأنسان في كبد)..
وبالرغم من هذه الحقيقة المره , هناك حالات نفسية يكون المرء فيها أكثر أستجابة وتقبلا للشعور بالسعادة متى ما واتته فرصة سانحة لها ..
ما هي تلك الحالات النفسيه ؟؟.
الجواب : هي حالة من حالات ألأستقرار النفسي الذي يغمره الرضى والقناعة , أي أن ترضى بما قسمه الله لك , وهذا النوع من القناعة (الرضى بما قسمه الله) عليه ضمانة لا تقل نسبتها عن 100% بأن يكون المتخلق بها من أغنى الناس , والغنى هنا هو الغنى الحقيقي , أي غنى النفس لا كثرة العرض..
والقناعة حالة من الشعور بالرضى قد تنتاب المسلم وقد تنتاب غير المسلم , قد تنتاب قوي ألأيمان وقد تنتاب ضعيف ألأيمان , فهي رحمة وهبة من الله , يهيء الله لها أسبابا فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء .
ولكن المسلم محثوث دينا قبل غيره على التخلق بأخلاقيات الرضى والقناعة , (أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ... ليس الغنى بكثرة العرض وأنما الغنى غنى النفس ... دع الناس جانبا واتخذ الله صاحبا , واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وأن أهل ألأرض لو أجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك ألا بشيء قد كتبه الله لك , ولو أجتمعوا على أن يضروك بشيء , لم يضروك ألا بشيء قد كتبه الله لك , رفعت ألأقلام وجفت الصحف .......أنظر الى من هو تحتك ولا تنظر الى من هو فوقك ,فأنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك .. الخ) ...
ولكن ما السبب الذي جعل جيل الندرة فيما أسماه الرويعي بالعصور الوسطى وسماه المخاوي بعصر جداته يكون أوفر حظا من السعادة وأكثر أبتهاجا وشعورا بالقناعة من جيل مدرسة قرية المقداد الذين كانوا بالمعاير المادية أحسن حالا وأرغد عيشا ؟؟..
الجواب : السبب هو أجواء التنافس والسباق المادي الذي ترتب على ما أستجد في الحياة من مستجدات مادية مغرية ومن تحولات أجتماعية مدهشه وانفتاح على الدنيا .
أنه التحول من البيئة المستقرة على مدار أجيال طويلة على ما فيها من الندرة وضيق ذات اليد , الى بيئة سريعة التحولات متزايد الوفرة مضطربة الوتيرة متكاثرة ألأعباء والألتزامات مما يدفع الناس الى التنافس عليها واللهاث وراء مطامعها والسباق على مغانمها .
ولمعرفة أسباب التنافس وألأخطار المترتبة عليه , تأملوا معي هذا الحديث : (عن عمر بن عوف الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ إلى البحرين ليأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه فوافوا صلاة الفجر مع رَسُول اللَّهِ ، فلما صلى رَسُول اللَّهِ انصرفوا فتعرضوا له فتبسم صلى اللَّهِ عليه وسلم حين رآهم ثم قال: (أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ) فقالوا: أجل يا رَسُول اللَّهِ. فقال: (أبشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم) .. وفي حديث آخر: (واستفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل لها ساخطا) .
ومن القصص التي توحي بشيء من هذا المعنى أو قريب منه, قصة أظنها خيالية السبك ولكنها واقعية المعنى , يقول كاتبها : أن مكسيكيا كان في ضحى أحد ألأيام غارقا في نومه يفترش ألأرض ويلتحف السماء تحت شجرة ربط حصانه في جذعها على الحدود المكسيكية ألأمريكية ..
ومر الى جوار الشجرة أمريكي تابع لأحدى دوريات الحدود بعد أن لاحظ النوم المتكرر لذلك المكسيكي الذي راقبه على تلك الحالة أكثر من مره بأيام متعدده , واستغرب أرتخاءه وأستغراقه العميق في عادة النوم المتكرر تحت ظل تلك الشجرة , لبينما هو (ألأمريكي) يعمل فترتين في اليوم ليرفع من مستوى معيشته ومعيشة أسرته , ولا يكاد ينام أحيانا ألا بحبوب مهدئه تحت أجهزة التكيف بالمنزل الفاره والملائم لطبقته ألأجتماعية وما الى ذلك من وسائل المتعة والرفاه .
فما كان منه ألا أن أيقض المكسيكي وسأله , لماذا تنام كل يوم في ذروة وقت النشاط وتترك العمل وكسب الرزق , فرد عليه المكسيكي , ولماذا أعمل ؟, فأجابه ألأمريكي , لتحصل على المال الذي تحسن به مستواك المعيشي في مجتمعك حتى تكون أفضل حالا من حالك ألآن , فسأله المكسيكي , ولماذا أحسن مستواي المعيشي ؟, فأجابه ألأمريكي , لكي تتمتع وتسعد في حياتك .
فرد عليه المكسيكي , ومن الذي قال لك بأنني ألآن لست سعيدا ولا متمتعا في حياتي ؟؟.
أنني الآن في قمة الراحة والسعادة , ومن فضلك دعني أواصل نومي ولا تعد ثانية لأيقاضي ..
ومن المعلوم أن التنافس يجلب التحاسد , والتحاسد يجلب التباغض , والتباغض يجلب التدابر , وكلها منغصات للحياة , طاردة للسعادة , جالبة للشقوة والهلكه ..
ومما لا شك فيه عندي على ألأقل , أن ما هو مقبل عليكم من التنافس على الدنيا وحطامها لن يكون أقل مما أنتم عليه اليوم بعد أن أوصلتكم الفتن الى تعظيم رب المال , وما نحن عليه اليوم أشد مما كان عليه جيل مدرسة المقداد , وما كان عليه جيل المقداد أشد مما كانت عليه جدات المخاوي وجيل العصور الوسطى الذي يدندن حوله رويعي الغنم .جاء في أحد ألأحاديث ما معناه : (يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه ألا من فر من شاهق الى شاهق ومن حجر الى حجر كالثعلب يفر بأشباله وذلك في آخر الزمان أذا لم تنل المعيشة ألا بمعصية الله .
فأذا كان ذلك كذلك فقد حلت الغربة , يكون هلاك الرجل يومئذ على يد أبويه أن كان له أبوان أو على يد زوجته واولاده أو على يد ألأقارب والجيران يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق فيوردونه الموارد التي يهلك فيها ...
والمقصود من كل ما سبق أن التنافس الذي يصاحب ألأنفتاح على الدنيا هو البوابة الرئيسة للمنغصات التي نغصت على جيل المقداد , وكانت أقل تنغيصا على ما سبقه من أجيال , كجيل جدات المخاوي وجدات الرويعي , والله أعلم , وأعذرونا على ألأطالة ,, وشكرا ..
آخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة رويعي الغنم ; 04-28-2011 الساعة 02:26 AM
  رد مع اقتباس