يا رائعَ النَّفَحاتِ عُد مُتَفَضِّلا
بالأمـسِ رَحَّبنَـا بِـهِ إذ أقبـلا
و اليـومَ شَـدَّ رِحالَـهُ مُتَعَجِّـلا
أكرِم بِـهِ ضيفـاً خفيفـاً زارنـا
و مضى على أَمَلِ اللقاءِ مُهَـروِلا
و كأنَّهُ من عندِ ربِّ العالميـنَ..
مُبشِّـرٌ للقانطيـنَ مِـنَ الـمَـلا
حَمَلَ الرسالـةَ أنَّ ربِّـي راحـمٌ
يمحو خطايا من بِهـا قـد أُثقِـلا
و جِنانُـهُ قـد فُتِّحَـتْ أبوابُهَـا
للتائبينَ ، و بابُ " مالكَ " أُقفِـلا
غُلَّت شياطينُ الغِوايةِ ، و اكتوى
إبليـسُ فـي أصفـادِهِ إذ كُبِّـلا
للهِ شهـرٌ كالنسـيـمِ طــراوةً
غَمَرَ القلـوبَ بنـورِهِ مُتَفَضِّـلا
كم ذا تَرَقَّبـتُ البهـيَّ حضـورَهُ
أدعو ، وأسكبُ أدمعـي مُتَوَسِّـلا
حتى إذا ما جـاءَ وَلَّـى مُرقِِـلاً
و كذاكَ كُلُّ العُمرِ يمضي مُرقِِـلا